الطرق السياسية «مغلقة» في لبنان


جراسا -

أصبح التساؤل «الضخم» داخل الدوائر السياسية في بيروت: متى تنتهي حالة التجميد او «الستاتيكو» على المستوى الرئاسي والحكومي؟! ومتى تنتهي المناورات السياسية التي تجرى دون تفاهمات؟ بينما المخاوف تتصاعد مع وصول الوضعين الاجتماعي والاقتصادي إلى أدنى مستوى من الانحدار بالتوازي مع تحليق مستمر في سعر صرف الدولار وانهيار سعر صرف الليرة اللبنانية.

وبات واضحا للجميع ان طرق السياسة «مغلقة» في لبنان.. والانقسام السياسي هو سيد الموقف.. ولا جديد سوى «بقاء الحال على ما هو عليه قائما».. أى حالة «الستاتيكو»!!
الملف الرئاسي في غرفة مظلمة
وإذا كانت عطلة الميلاد قد حافظت على مستوى الانقسام الحاصل في الساحة السياسية حول مختلف الملفات فإن الأيام الفاصلة عن الدخول في العام الجديد لا تحمل أي مؤشرات توحي بإمكانية حصول انفراجات على مستوى الاستحقاق الرئاسي الذي تغلفه الضبابية، لا بل إن ظاهر الامور كما باطنها يشي بأن أمد الفراغ الرئاسي سيطول أكثر مما هو متوقع في ظل غياب أي مسعى داخلي لإنجاز هذا الاستحقاق، بحسب تقديرات المحلل السياسي اللبناني، حسين زلغوط، حيث كانت الآمال معقودة على دعوة رئيس مجلس النواب، نبيه بري، للحوار، غير أن رفض هذه الدعوة من قبل فريقين معنيين بالاستحقاق الرئاسي، أطاح بهذا الأمل وأبقى على الملف الرئاسي في غرفة مظلمة بانتظار حراك خارجي جدي يؤدي إلى إخراجه إلى النور.

بينما الملف اللبناني لم يوضع على الأجندة الخارجية وبقي خارج إطار أولويات الدول المعنية بالملف اللبناني، وإن كانت باريس وقطر تحاولان إيجاد المخارج الملائمة لتأمين توافق لبناني على الشخصية التي ستتولى رئاسة الجمهورية.
الاستحقاق عالق في حقل ألغام
وفي اعتقاد مصادر سياسية عليمة أن الملف الرئاسي بات لغزاً يعجز أي مسؤول لبناني أن يفكه، وأن الحديث عنه صار كمن يضرب بالمندل، حيث لا يوجد أي فريق سياسي داخلي يملك أي معلومة حول تحديد مصير ومسار هذا الاستحقاق العالق في حقل ألغام زرعته القوى السياسية بفعل انقسامات ومحاولة استخدام هذا الأمر كورقة لتحصين ما أمكن من مكتسباتها السياسية والطائفية.

مناورات بلا تفاهمات
على هامش الانسداد السياسي، تجرى لقاءات يراها المحلل السياسي اللبناني ورئيس تحرير صحيفة اللواء، صلاح سلام، مناورات بلا تفاهمات، وأن اللقاءات الثلاثة التي عقدها رئيس التيار العوني «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بالتوالي مع كل من رئيس الحزب الإشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لم تُغير من الواقع السياسي المأزوم شيئاً، وبقي الإستحقاق الرئاسي حبيس حالة الانسداد المتفاقم، على مختلف الأصعدة السياسية والإقتصادية والمالية.

اللقاءات الثلاثة، بقيت وفق ما تسرب عنها من معلومات دون جدوى على مستوى تقريب وجهات النظر حول الاستحقاق الرئاسي الذي لم تتم مقاربته في خلال هذه الاجتماعات بشكل جدي وفعلي، وبقيت باقي الطرق السياسية «مغلقة»، وبقي المشهد السياسي على حاله من الركود وغاب في عطلة عيد الميلاد أي نوع من التواصل والمشاورات الآيلة للتفاهم على انتخاب رئيس للجمهورية.
بقاء الخلافات على ما هي عليه
النوايا الصادقة والرغبة الجادة للتفاهم لم تكن متوفرة في اللقاءات التي عقدها باسيل مع الزعماء الثلاثة، لأنه كان متمسكاً بمواقفه السياسية، وخاصة بشأن الإنتخابات الرئاسية، ورفض إنعقاد مجلس الوزراء في حالات استثنائية لمعالجة الملفات الطارئة والعاجلة، وبالتالي بقاء الخلافات على ما هي عليه، إن لم نقل إنها زادت تعقيداً، بحسب تعبير «صلاح سلام»، وثمة من يعتقد أن جولة اللقاءات الباسيلية مع الخصوم التقليديين، لم تكن بهدف التوصل إلى تفاهمات مشتركة للخروج من واقع الانسداد المتفاقم، بقدر ما كانت بمثابة رسائل سياسية وجهها باسيل لحليفه الوحيد حزب الله، والإيحاء بأنه قادر على تجاوز عزلته السياسية، في ظل الأزمة المستحكمة مع الحزب، والذهاب حتى إلى خصومه السياسيين، تحت شعار الانفتاح على القوى الحزبية الأخرى.

انتخاب الرئيس ينتظر كلمة السر من وراء البحار
وتجزم المصادر، بحسب صحيفة اللواء اللبنانية، أنه في ضوء موازين القوى تحت قبة البرلمان، وفي ظل توسع رقعة الانقسام السياسي وفشل اي مسعى حواري للتوافق على اسم الرئيس اللبناني الجديد، فإن هناك استحالة في حصول الانتخابات الرئاسية من دون تدخل خارجي فعلي يفضي الى تعبيد الطريق أمام اسم توافقي وايصاله الى قصر بعبدا الرئاسي، وعدا ذلك يبقى اي تحرك داخلي من دون جدوى وفي اطار «تعبئة الوقت لا أكثر ولا أقل».

الحل الممكن في انتخاب قائد الجيش رئيسا للبلاد
وتعتبر المصادر اللبنانية، أن الحل الممكن والاقرب الى الواقع، هو الاتفاق على انتخاب قائد الجيش جوزاف عون الذي يتردد اسمه في الصالونات السياسية كونه مقبولاً من غالبية الأطراف ولديه مصداقية وسيكون مقبولاً على المستوى الدولي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات