مقال ثقافة الاستهلاك - الحلول


أشرتُ في مقالي السابق "سياسة الإستهلاك – المشكلات" الى مجموعةٍ من الأسبابِ والأشخاصِ والهيئات التي تُحفزنا للمضيّ قُدُماً في عملية الإستهلاك العشوائي، والتي تضع أمامنا الكثير من المُغريات للشراء والإستهلاك.

ويقفُ الإنسانُ عاجزاً عن الوصول الى الحالة المُثلى في الإستهلاك، والتي تتمثلُ في شراء الضروريّ وما تحتاجه فقط، وتجاهل المُغريات المتعددة التي تدفعك الى الإستهلاك.

وإليك عزيزي القارئ مجموعة من الخطوات والطرق التي تساعدك في تنظيم عملية الإستهلاك، كما تساهم في رفع مستوى الثقافة الإستهلاكية لديك:

أولاً: قائمة التسوّق؛ إن إيقاف الإستهلاك هو ضرب من الجنون، وهو إقبال على الإنتحار بشكل أو بآخر، وبالتالي لا بُدّ من الإستهلاك الآمن والمقيَّد، والذي يكفي الحاجة الشخصية دون إفراط أو تفريط.

أنت بحاجة الى المواد الغذائية، ولكن قبل الذهاب للتسوّق لا بد من إعداد قائمة بالمواد التي تحتاج إليها، وأن تحرص على عدم تجاوزها الى غيرها من الكماليات.

إن أفضل وسيلةٍ لإعداد قائمة التسوق من خلال وضع ورقة وقلم في المطبخ، وما أن تلاحظ نقصان أحد المواد فتسارع الى تسجيله على الورقة، وحين تقرر الذهاب للتسوق، تجدُ قائمة المواد الضرورية جاهزة.

ثانياً: لا للإعلانات؛ اليوم نحنُ بحاجةٍ الى حظر الاتصالات والرسائل الواردة من شركات التسويق، والتي تغرينا بالعروض للمنتجات المختلفة، وتُزين لنا تلك العروض، لتدفعنا الى التسوق والإستهلاك.

قد تلجأ تلك الشركات الى أساليب مختلفة، أبسطها الإغراء بجودة المُنتج، وذكر الفوائد المختلفة له والتغاضي عن سلبياته، وقد تلجأ أحياناً الى تكثيف الاتصالات والرسائل لدفعك نحو منتجهم، وقد يلجئون الى أساليب ملتوية كإستخدام الإناث في التسويق بقصدِ إحراجك وحضك على الشراء.

عند ورودِ مكالمة تسويق الى هاتفي الشخصيّ، لا أتردد بقول: "لست مهتماً بمنتجك، أرجو إغلاق الخط"، أو: " أن مشغول حالياً، يرجى الإتصال لاحقاً"، ثم أسارع الى حظر الرقم مباشرة، وهي طريقة أفضل من إغلاق الخط مباشرة دون لباقة، وكذلك تضمن عدم إزعاجهم لي في المستقبل.

ثالثاً: أوقفْ الدفع ببطاقة الإئتمان لفترة؛ لاحظتُ فائدة هذه الطريقة عند تلف بطاقة الإئتمان، فوجدتُ نفسي مضطراً الى سحب المال من الصراف الآلي ودفعه ثمناً للمشتريات، عندها أحسست بمقدار المال الذي كان بيدي وأنفقته في الحال.

إن الهدف من إستخدام البطاقات الإلكترونية في الدفع هو تغييبك عن مقدار المال الذي تنفقه دون أن تدري، إنه من السهل عليك أن تناول المحصّل البطاقة الإلكترونية للدفع، ولكن يصعب كثيراً ان تفتح محفظتك وتدفع عدة أوراق نقدية له ثمناً للبضائع.

رابعاً: أوقفْ التسوّق الإلكتروني حالاً؛ والمقصود هنا التسوّق من مواقع التواصل الاجتماعي، فهي شبكات للتواصل مع الآخرين، وليست منصات مخصصة للبيع والشراء، كما أن البيانات فيها مُتاحة للجميع، أو مُعرضة للإستغلال والسرقة والتسريب في أي وقت.

لقد سهلتْ عمليات التسوّق الإلكتروني من مهمة شركات الدعاية والإعلان، وأصبحتَ قادراً على إتمام عملية الشراء خلال ثوان معدودة دون إستشارة أحد أو حتى معاينة البضاعة أو قراءة بعض المعلومات عنها.

كما أصبحت شركات التسويق الإلكتروني قادرة على خداعك من خلال إضافات تعليقات وتوصيات إيجابية لمنتجاتها من حسابات وهمية حتى تضمن وقوعك في الفخ.

وهنالك مواقع عالمية مخصصة للتسوق الإلكتروني، وتضمن لك خدمات ما بعد البيع كالصيانة والإستبدال والكفالة وغيرها، لا بأس في الشراء من تلك المواقع وقت الحاجة، بعد التأكد من المواد المطلوبة وشروط الشراء وطرق الدفع وتكلفة التوصيل والمدة الزمنية لذلك أيضاً.

خامساً: فكّر جيداً؛ من المهم قبل عملية الشراء أن تأخذ وقتك في التفكير، وطرح العديد من الأسئلة على نفسك مثل: هل هذا المنتج ضروريّ لي؟ هل أنا قادر على تحمل تكلفته؟ هل يحتاج الى تكاليف بعد شرائه مثل الصيانة والقطع والمواد؟ والأخير هو السؤال الأهم؛ لأن شركات الإعلان توهمك برخص المنتج، ولكن ستجد أن تكلفة تشغيله تفوق ثمنه بعدة أضعاف، مثل أن تشري مدفأة كهربائية بسعر رخيص جداً، ولكن ستكتشف بعد تشغيلها أنها رديئة الجودة وغير إقتصادية وتستهلك الكثير من الكهرباء.

في حال قررتَ الشراء، يجب أن تبدأ بمقارنة الأسعار بين جهات البيع المختلفة لتضمن حصولك على السعر الأفضل، ثم تبدأ بالسؤال عن خدمات ما بعد البيع، وتكلفة التوصيل، ومدته، وطرق الدفع التي يحبذ أن تكون عند توصيل المنتج، بحيث إذا ما وجدت ما يريبك من المنتج عند إستلامه بأن لا تدفع ثمنه.

بعد أن يصل المنتج الى باب بيتك لا تتردد في فتحه أمام شركة التوصيل، وإذا وجدت شيئاً يخالف المنتج الذي طلبته؛ أرفض إستلامه، وأطلب إعادته الى مصدره دون دفع الثمن، وهي فائدة الدفع عند التوصيل كما أشرت سابقاً. وكنت قد سمعت عن أن أحدهم قام بشراء منتج من شبكات التواصل وجده بسعر زهيد جداً مقارنة بسعره الحقيقيّ، وعند توصيل المنتج له تفاجأ بأن العبوة تحتوي على البطاطا فقط.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات