أوروبا تحذر من حرب تجارية مع أمريكا


جراسا -

حذرت الدوائر السياسية والاقتصادية في الغرب من مؤشرات «حرب تجارية» بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، بسبب إجراءات واشنطن، في إطار برنامج الولايات المتحدة للاستثمارات والإعانات لمساعدة الشركات المحليّة، والتي وصفها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بأنها تهدّد «بتفتيت الغرب».

وينص قانون مكافحة التضخم الأمريكي على استثمارات بالمليارات في حماية المناخ. وترتبط الإعانات والإعفاءات الضريبية بالشركات التي تستخدم المنتجات الأمريكية أو تنتج في الولايات المتحدة. وهناك انتقادات كثيرة لهذا الأمر في أوروبا.
وبلهجة انتقاد واضحة، حذر الرئيس الفرنسي، من أن تصبح أوروبا ضحية للتنافس التجاري بين واشنطن وبكين، منددا بالإجراءات «العدوانية» التي أقرها بايدن لتعزيز الصناعة الأمريكية والتي ستكون «كارثية» على أوروبا.

إجراءات امريكية «شديدة العدوانية»
وفي كلمة ألقاها أمام الجالية الفرنسية في سفارة بلاده بواشنطن، حذّر ماكرون أيضاً من «خطر» أن تذهب أوروبا عموماً وفرنسا تحديداً ضحية التنافس التجاري الراهن بين واشنطن وبكين ، أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

وفي اليوم الأول من ثاني زيارة دولة يقوم بها إلى الولايات المتّحدة بعد تلك التي أجراها في 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، أوضح الرئيس الفرنسي أنّه كان «مباشراً» وسمّى الأمور بأسمائها خلال غداء عمل مع أعضاء في الكونجرس.

وقاتل : لقد أبلغتهم بصراحة وصداقة كبيرتين بأنّ ما حدث في الأشهر الأخيرة يمثّل تحدّياً لنا: الخيارات المتّخذة ولا سيّما (قانون خفض التضخّم) هي خيارات ستؤدّي إلى تفتيت الغرب.
وأكّد ماكرون أنّه ندّد خلال غدائه مع البرلمانيين الأمريكيين بالإجراءات «الشديدة العدوانية» التي اتّخذها الرئيس بايدن لتعزيز الصناعة الأمريكية، داعياً إلى تنسيق اقتصادي أفضل بين ضفّتي المحيط الأطلسي.





مطالب برد أوروبي موحد وقوي
ومن جانبه، أوضح وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، أن المساعدات الأمريكية للشركات المحلية تستدعي «ردًا منسّقًا وموحّدًا وقويًّا» من جانب الأوروبيين، مؤكدا أن «السباق إلى الإعانات..مخالف لكافة قواعد التجارة الدولية»

وقال لومير في مقابلة مع أربع صحف أوروبية هي «لي زيكو» الفرنسية، و«هاندلسبلات» الألمانية، و«إل موندو» الإسبانية، و«كورييريه ديلا سيرا» الإيطالية، إن بعض الشركات الأجنبية الكبرى التي كانت تريد أن تقيم مقراتها في أوروبا، باتت متردّدة الآن بين مواقع أوروبية وأخرى أمريكية.

الصرامة وحدها مع أمريكا تحقق نتائج إيجابية لأوروبا
وأضاف: في بعض الحالات، تراوح قيمة الإعانات التي تقدّمها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بين أربعة وعشرة أضعاف المبلغ الأقصى الذي تسمح بتقديمه المفوضيّة الأوروبيّة..وأكد أن المساعدات الهائلة المنصوص عليها في قانون تخفيض التضخم الأمريكي والشركات المنافسة الصينية المدعومة بشدة أيضًا، قد يعمّقان الفجوة أكثر.

وطالب لومير بـ «ردّ منسّق وموحّد وقويّ من جانب الاتحاد الأوروبي على حلفائنا الأمريكيين. وحدها الصرامة ستتيح لنا تحقيق نتائج».. وقال: إنه ينتظر من المفوضيّة الأوروبيّة اقتراحات صارمة ومتناسبة.

تحذير من حرب تجارية مع الولايات المتحدة
وانتقد وزير المالية الألماني، كريستيان ليندنر، السياسة الاقتصادية الأمريكية على خلفية قانون مكافحة التضخم الأمريكي، محذرا في الوقت نفسه من اندلاع حرب تجارية مع الولايات المتحدة.

طرق أبواب «الدبلوماسية الاقتصادية»
وقال ليندنر: إنه يتعين على الحكومة الألمانية أن تمثل المصالح الألمانية في واشنطن وأن تشير إلى العواقب السلبية على ألمانيا جراء هذه السياسة، وعلى عكس الاقتصاد الفرنسي، يرتبط الاقتصاد الألماني ارتباطا وثيقا بالسوق الأمريكية، ولهذا السبب لا يمكن لألمانيا أن تكون لديها أي مصلحة في حرب تجارية، ولكن عليها أن تعتمد على الدبلوماسية الاقتصادية

وأعلن وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، عن «رد قوي» من قبل الاتحاد الأوروبي على قانون الولايات المتحدة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات