«كورونا» تشعل احتجاجات «الديمقراطية» في الصين


جراسا -

ترصد الدوائر السياسية والإعلامية في الغرب، الاحتجاجات التي تشهدها الصين، ضد قيود فيروس كورونا، والرفض الشعبي لفرض السلطات إغلاقا لعدد من المناطق، بينما تحرر العالم من فرض قيود كورونا. ورغم أن الاحتجاجات لا تحمل مطالب سياسية أو اقتصادية، وإنما مجرد رغبة شعبية لمزاولة الحياة الطبيعية والعودة للعمل، إلا أن دوائر الرصد الغربية ربطتها بحقوق الإنسان وغياب الديمقراطية في الصين !!

احتجاجات ضد سياسة «صفر كورونا»
وتقول صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن الاضطرابات التي تشهدها الصين لم يسبق أن شهدتها منذ عقود، لأنها تختلف من حيث حجمها وانتشارها في المدن الكبرى مثل ووهان، وبكين، وشانغهاي، وشينغدو، والآن هونغ كونغ. وانتقلت الاحتجاجات إلى الجامعات العريقة أيضا.

وترى الصحيفة البريطانية، أن المحتجين يتحدون سياسة «صفر إصابة»، لأنها مفروضة من أعلى هرم السلطة.. وعلى الرغم من خوف الكثير منهم ورفعهم لأوراق بيضاء، فإن البعض جاهروا بمطالب حقوق الإنسان وحرية الصحافة، وحتى رحيل شي جينيبينغ والحزب الشيوعي. وتعد هذه المطالب تحديا كبيرا للسلطة بالنظر إلى القيود المفروضة الحريات في البلاد.

المقارنة مع الآخرين.. دون قيود وبلا إغلاق
ولاحظ الناس في الصين لدى مشاهدتهم لمباريات كأس العالم المشجعين في مدرجات الملاعب دون كمامات، فعرفوا أن غيرهم في الكثير من بقاع العالم، وليس في الولايات المتحدة فقط، يعيشون حياة طبيعية، دون قيود وبلا إغلاق. ثم ذاع خبر مقتل 10 أشخاص بينهم أطفال بينما كانوا في الإغلاق في شينجيانغ.

وتحدى سكان شينجيانغ القيود المشددة وخرجوا في مظاهرات، منددين بالإجراءات غير الإنسانية التي تسببت في الكارثة، ثم توسعت الاحتجاجات لتشمل شانغهاي. وعلى غير العادة لم تواجه أجهزة الأمن المحتجين بالقمع المعهود بل اكتفت باعتقال عدد قليل منهم.
مؤيدون ومعارضون لإجراءات «صفر إصابة»
وقالت صحيفة «الجارديان»، إن الكثير من الصينيين يدعمون إجراءات «صفر إصابة» ويعتبرونها ضرورية. كما أن ضعف حملة التلقيح ورفض السلطات توفير لقاحات أكثر فاعلية جعل كبار السن عرضة للمرض. فالإصابات في ارتفاع، وتخفيف القيود قد يؤدي إلى موجة وفيات جديدة، والأفضل أن تشرع السلطات في حملة تلقيح تستعمل فيها اللقاجات المستوردة، وتمزج بين إجراءات الوقاية المختلفة منها ارتداء الكمامة، واختبارات الإصابة، والحجر الصحي، والاستثمار أكثر في الرعاية الصحية في البلاد.

وتخلص الصحيفة البريطانية في تقريرها إلى القول، أنه مهما كان الحل لابد أن يتمتع الصينيون بحرية مناقشة القرارات المتخذة، والقادة الذين فرضوها عليهم. فالحزب لا يسمح بهذا الأمر ولكن عليه أن يتذكر أن الاعتماد على القمع له حدود.




الديمقراطية أكثر لقاح تحتاجه الصين
وبينما يرى المحلل السياسي، شون أو غريدي، في صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، أن الديمقراطية هي أكثر لقاح تحتاجه الصين، لأن أسباب اندلاع الاحتجاجات ترجع إلى القيود المتشددة التي فرضتها السلطات بحجة القضاء على فيروس كورونا بصفة نهائية.. وفي المقابل نجد أن الغرب قرر التعايش مع الفيروس دون التساهل في الوقاية منه، وذلك بإجراءات الاختبارات والحجر الصحي، والتلقيح.

الفيروس لم يندثر ولا يزال فتاكا، ولكن لم تعد هناك حاجة لفرض قيود متشددة على تواصل الناس فيما بينهم، ولكن في الصين الأمر مختلف، لذلك سئم الناس من الإغلاق ومن تقييد حرية التنقل ومنع النقاش على الانترنت وفي وسائل الإعلام. فهم يشعرون فعلا بالقمع.
احتجاجات بالكمامات
ويرى «شون» أن أي سياسة صحية لا يمكن أن تنجح دون موافقة الناس عليها. ويشير إلى أن الصينيين تعاونوا بصرامة في إجراءات الوقاية من تفشي فيروس كورونا، والدليل أنهم في الاحتجاجات لا يزالون يضعون الكمامات وهم في أماكن مفتوحة. فقد فهموا الإجراء ووافقوا عليه.

ولكنهم اليوم لا يرون نهاية، لما يفرض عليهم. فاشتد غضبهم. وأصبحت الأوضاع خطيرة..إن ما يحتاجه الصينيون اليوم هو «الديمقراطية»، إنها اللقاح السياسي الذي يحمي حقوق الإنسان ويحمي الحكومة أيضا من السقوط العنيف، بحسب تعبير المحلل السياسي البريطاني، شون أو غريدي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات