من يعيد ليبيا إلى الطريق الصحيح؟


جراسا -

يباشر الدبلوماسي السنغالي، عبد الله باتيلي، مهمته مبعوثا أمميًا إلى ليبيا على أمل أن يوفق فيما أخفق فيه سبعة سبقوه على مدار أحد عشر عامًا مضت.

تسلسل زمني

البداية كانت في أبريل 2011، حين عُيّن الأردني عبد الإله الخطيب، مبعوثا أمميا إلى ليبيا، لكنه استقال بعد أربعة أشهر فقط.

خلفه في سبتمبر من العام نفسه، الدبلوماسي البريطاني إيان مارتن، و كلّف بإعادة الإعمار وبناء المؤسسات الليبية، وهو ما لم يحدث، فآثر الانسحاب في أغسطس 2012.

بعده، تم تكليف اللبناني طارق متري، واستمر قرابة سنتين، علقت خلالهما ليبيا في دوامة من العنف.

في أغسطس 2014، بدأ الدبلوماسي الإسباني برناردينو ليون مهمته، وكللت بتوقيع اتفاق الصخيرات المغربية في نوفمبر 2015.

بعدها بأيام قليلة، عُيّن مبعوث جديد وهو الألماني مارتن كوبلر، و كانت مهمته تهدف فقط إلى تطبيق اتفاق الصخيرات، لكن تعيينه انتهى في يونيو 2017.

ثم ظهر اللبناني غسان سلامة، ليحقق تقدما ملحوظا في ملفات المصالحة والحوار، بعدما أجرى تعديلات على اتفاق الصخيرات، ونجح في عقد مؤتمر برلين بمشاركة كل الأطراف المتصلة بالأزمة الليبية، لكن تأزم الوضع الأمني واستفحال الانقسام قضيا على آمال برلين، ثم استقال سلامة “لأسباب صحية”.

في فبراير 2021، اختير السلوفاكي يان كوبيتش، مبعوثًا سابعًا إلى ليبيا، لكنه استقال بصورة مفاجئة بعد تسعة شهور ليس إلا.

واستلمت بعده المهمة بالوكالة الأمريكية ستيفاني ويليامز في ديسمبر 2021، وتوصلت خلال أقل من عام إلى ، اتفاق وقف إطلاق النار، وتشكيل حكومة انتقالية، وتشكيل لجنة “5+5” العسكرية.

وفي مطلع سبتمبر الماضي، أُوكلت المهمة إلى الدبلوماسي السنغالي عبد الله باتيلي.
فهل ينجح المبعوث الثامن فيما أخفق فيه سبعة سبقوه؟.
تحديات جمة
ومن واشنطن، قال الدكتور ريتشارد تشاسدي، أستاذ العلوم السياسية، إن الأمم المتحدة تلعب دورا مهمًا في ليبيا، ولكن لا يجب أن ننسى ان الأزمة السياسية في البلاد معقدة.
وأضاف تشاسدي، خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد”، أن هناك بعض الأطراف تحاول إيجاد موطئ قدم لها في ليبيا، مشيرا إلى أن هناك أطرافا أخرى لها اهتمامات أخرى.
وأوضح تشاسدي، خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد”، أن الأمم المتحدة تواجه صعوبات عديدة لحل الأزمة الليبية، خاصة في ظل تمسك عبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة المنتهية ولايتها بالسلطة في البلاد.

وأردف قائلًا: “ربما تكون فشلت الأمم المتحدة في ليبيا، ولكن الأزمة كبيرة ومعقدة، خاصة في ظل الجماعات المسلحة، واهتمامات دول الجوار، لأن ذلك جزء من الأزمة في ليبيا”.

وتابع بالقول: “هناك من يدعم الميليشيات المسلحة في ليبيا، وهناك منظمات داخل الدولة تعمل وتلعب لتحقيق مصالح واهتمامات شخصية”.




حكومة انتقالية

ومن روما، قال دانييلي روفينيتي، الباحث في العلاقات الدولية، إن الأمم المتحدة بإمكانها حل الأزمة الليبية، لكنني أعتقد انها بحاجة إلى دعوة المجلس الأعلى للدولة للتوصل لاتفاق يشمل كل الأطراف في ليبيا.

وأضاف الباحث في العلاقات الدولية، أنه يجب أن تكون هناك حكومة واحدة تمثل كل الليبيين للذهاب إلى خطوة الانتخابات التشريعية أو الرئاسية.

وأوضح روفينيتي، خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد”، أن جهود المبعوث الأممي عبد الله باتيلي تتركز على إيجاد اتفاق مع الأطراف للتوصل إلى حكومة انتقالية للذهاب نحو الانتخابات.

وأكد الباحث في العلاقات الدولية، أن الوضع في ليبيا متأزم للغاية، وعلى الليبيين أن يجدوا حلال داخليا برعاية أممية.






تعقيد الأزمة

ومن باريس، قال الدكتور جعفر بوزميطة، أستاذ الاتصال السياسي بجامعة باريس، إن الأمم المتحدة لم تلعب الدور المهم الذي يجب أن يكون في ليبيا، نظرا لوجود مشكلات وصراعات داخلية.

وأضاف بوزميطة أن الأمم المتحدة فشلت على مدار 11 عامًا في حل الأزمة الليبية، حتى أصبحت كالمتطوع.

وأوضح بوزميطة، خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد”، أن هناك العديد من الدول تقوم بعمل موازٍ لدور الأمم المتحدة في ليبيا، لافتا إلى أن الأمم المتحدة عليها أن تتحمل المسؤولية ولعب دور إقليمي فاعل في حل الأزمة في البلاد.

وأشار إلى أن هناك رغبة دولية قد تصل إلى واقع لتعقيد الأزمة في ليبيا وليس حلها، بالإضافة إلى أن كل طرف يريد أخذ نصيبه من إعادة إعمار ليبيا.




فشل داخلي

ومن بنغازي، قال الدكتور عثمان البدري، أستاذ العلوم السياسية، إن الحل الليبي لن يأتي من الداخل لأن الأزمة معقدة وصعبة للغاية، مؤكدا أن الجميع يتسارع للاستمرار في السلطة.

وأضاف الدكتور عثمان البدري أن الحل الداخلي بيد الشعب الليبي، وسبق وأن أشار إليه من قبل واستلم بطاقات الاقتراع لكن تم تأجيل الانتخابات.

وأوضح الدكتور عثمان البدري، خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد”، أن من يشرف على الحكومة بات طرفا في المعادلة، ويعمل على إقصاء طرفا ويدعم آخر، ولذلك لا تستطيع أي حكومة الإشراف على انتخابات حرة ونزيهة.


سيف الإسلام

ومن طرابلس، قال محمد محفوظ، الكاتب والباحث السياسي، إن الأزمة في ليبيا تتمثل في كيانات لا تريد الرحيل، في إشارة منه إلى التشبث بالسلطة في البلاد.

وأكد محمد محفوظ أن التعويل على نفس رؤساء المؤسسات الليبية الحاليين في إنهاء الأزمة، أو الذهاب نحو انتخابات أمر مثير للسخرية.

وأوضح محمد محفوظ، خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد”، أن الليبيين يدركون تمامًا أنه لا يوجد أحد يحافظ على ما تبقى من ليبيا.

وتابع بالقول: “تفاعل الغرب والمجتمع الدولي في أزمة ليبيا يؤكد أنه لا توجد سيادة للدولة في الوقت الراهن، كما أن الحل ليس صعبًا ولكن الدول الغربية غير متوافقة على سيناريو موحد لليبيا، نظرا لتعارض المصالح”.

وأردف: “على سبيل المثال.. روسيا تدعم معسكر سيف الإسلام القذافي، وفي المقابل لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تسمح بإجراء انتخابات إذا ترشح، ولذلك فكل دولة تتتعامل مع مصالحها وهو ما نلوم عليه الداخل”.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات