أين يذهب السلاح الغربي بعد وصوله لأوكرانيا؟


جراسا -

أحيت حرب أوكرانيا سباقات التسلح في العالم من جديد، مع قرار العديد من الدول زيادة ميزانيات الدفاع بها وإنفاقها العسكري بشكل شبه جماعي.

لكن خبراء يرون أن هذه الحرب لن ينتج عنها فقط انتعاش فى سوق السلاح، بل سيرافقها تحول جذري فى مجالات الصناعات العسكرية، سيما مع ظهور مصادر جديدة للسلاح، وظهور عملاء جدد.

و لطالما كانت الأسلحة الروسية هدفا للمشترين لأنها الأرخص والأسهل فى الصيانة ، و لذلك استحوذت موسكو على %19 من صادرات الأسلحة العالمية ما بين من 2017 إلى 2021.

لتصبح ثانى أكثر دول العالم تصديرا للسلاح بعد الولايات المتحدة، التى تمتلك %39 من السوق العالمية.

غير أن هذا الحال مهدد حاليا بالتغير، فى ظل ما يتردد عن فشل المعدات العسكرية الروسية فى أوكرانيا، وهو ما جعل دولا ناشئة تطمح في ملء الفراغ الذى يتوقع أن تخلفه روسيا، لتجد لها نصيبا من صفقات تصدير السلاح وفي مقدمتها إسرائيل وتركيا والبرازيل وإيران والهند.

ففى أبريل الماضى، فمثلا، أعلنت الهند مؤخرا أنها ستزيد من تصنيع طائرات الهليكوبتر و الصواريخ ومحركات الدبابات، لتعويض أي انخفاض محتمل فى الصادرات الروسية.

كذلك الصين التى استحوذت في السنوات الأخيرة على %4.6 من تجارة الأسلحة العالمية، ينتظر أن تحقق مكاسب ضخمة جراء تراجع روسيا، كمورد رئيسى للأسلحة.

بينما تبقى الولايات المتحدة تتصدر قائمة المستفيدين من سوق السلاح، الذي تستحوذ على 39 بالمئة من صفقاته محققة ما يربو على 65 مليار دولار العام الحالي فقط والتي تضمن إلى 36 مليار في اول سنة لبايدن ، وأخر سنة لترامب 110.9 = 111 مليار دولار.

مكاسب الشركات الأمريكية في سوق السلاح

وفق صحيفة جارديان البريطانية فكانت إجمالي مكاسب شركات السلاح الأمريكية من الحرب الأوكرانية الروسية كالآتي:

شركة لوكهيد مارتن:

باعت أسلحة بقيمة 25.8 مليار دولار منذ فبراير 2021

شركة بوينج:

ساهمت في صفقات أسلحة بقيمة 22.65 مليارر دولار

شركة جنرال دايناميكس:

باعت أسلحة بقيمة 7.7 مليار دولار منذ فبراير 2021

شركة رايثون:

شاركت فى صفقات بقيمة 4.7 مليار دولار

الأسلحة والجماعات المتطرفة

مع استمرار الحرب وتواصل تسليح الغرب لأوكرانيا، ثمة من يتسائل، هل تصل بالفعل هذه الكميات الضخمة من السلاح إلى الجيش الاوكراني فقط، أم يتسرب بعضها لأيدي الجماعات المتطرفة.

شبكة سي بي إس وسائل إعلام أمريكية نشرت تقريراً قالت فيه إن 30 بالمئة فقط من الأسلحة المرسلة لأوكرانيا تصل إلى وجهتها الشرعية.

حيث يفيد التقرير بأن السلاح الغربي يتم ايصاله أولا إلى الحدود مع بولندا، وهناك تقوم وحدات من الناتو بتسليمها لمسؤولين أوكرانيين، لينتهي حينها الإشراف الأمريكي والغربي تماما على هذه الأسلحة.

وهو ما يثير المخاوف من وصول الأسلحة لجهات أخرى عن طريق السرقة أو البيع غير المشروع، سيما مع رصد إنشاء أسواق سوداء للأسلحة.

فضلا عن محاولة جماعات إجرامية غير حكومية الحصول على السلاح، كما حدث إبان حروب البلقان في التسعينيات”.

أو كما حدث في العراق وأفغانستان، حين قام تنظيم داعش بالسيطرة على مخازن أسلحة مخصصة للقوات العراقية في العام 2014.

وكما استولت حركة طالبان على مخازن الأسلحة الغربية بعد الانسحاب الامريكي من افغانستان في أغسطس 2021.

أشهر كتائب اليمين المتطرف في أوكرانيا

القطاع الأيمن:

حركة نشئت في 2013، وتحمل أفكارًا مُحافظة مُتطرّفة، وشاركت في الاحتجاجات والاشتباكات ضد شرطة مكافحة الشغب، وانخرط بعضها في العملية السياسية ضمت عددًا من المتطرفين القوميين وأنصار اليمين المتطرف، وحسب التقديرات بلغ عدد أنصارها في عام 2014 نحو (10) آلاف مقاتل.

وأصبحت دعامة أساسية في القتال ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا.

وقدمت الحكومة الأوكرانية الدعم والاعتراف علنًا ورسميًا بالحركة كمقاتلين.

وساهمت “كتيبة المتطوعين” التابعة للقطاع الأيمن، بدور في غاية الأهمية ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا بالشرق.

“كتيبة آزوف”:

يبلغ قوامها حوالي (2000) إلى (3000) عضو بحسب “France24” في 25 مارس 2022، وسميت على اسم بحر “آزوف”.

وتسمى الآن “فوج آزوف” ويتمركز الفوج في مدينة “ماريوبول” الساحلية الجنوبية.

وأنشأها نشطاء من اليمين المتطرف عام 2014، لأول مرة ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا ومنذ ذلك الحين تم دمجها في الحرس الوطني تحت قيادة وزارة الداخلية.

ومن بين مؤسسيها “أندريه بيلتسكي”، وهو عضو سابق في منظمة باتريوت أوكرانيا شبه العسكرية.

ونظرًا لأن معظمهم من المتطوعين في البداية، كان أعضاء الكتيبة يرتدون شارات، مثل ما يسمى “Wolfsangel” (خطاف الذئب)، والتي تذكرنا بالرموز التي تستخدمها وحدات “SS” في ألمانيا النازية. ساهمت “آزوف” باستعادة “ماريوبول” من الانفصاليين المدعومين من روسيا عام 2014.

المقاتلون الشيشان

منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، بدأ الحديث عن الزج بالمقاتلين الأجانب في الصفوف الأمامية لجبهة القتال، سواء في صفوف القوات الروسية أو الأوكرانية.

وكانت أوكرانيا السباقة للإعلان عن تجنيد مقاتلين أجانب في صفوف الجيش. وقام الرئيس فولوديمير زيلينسكي بتوجيه دعوة عابرة للحدود والقارات للدفاع على أوكرانيا والوقوف في وجه “الغازي” الروسي.

تركز الحديث الإعلامي والبحث الاستخباراتي منذ البداية عن مقاتلين ملتحقين من اليمين المتطرف. فيما تم إيلاء قدر أقل من الاهتمام لمشاركة الجهات الفاعلة التي تعتبر غريبة مسبقاً عن النزاع.

ومن بينهم مقاتلون من الشيشان يتم تجنيدهم الآن على كلا الجانبين.

وتحاول هذه الدراسة التطرق لهم من حيث الأدوار المزدوجة والمخاوف من توظيفهم.

مع من يقاتل المسلمون الشيشان والتتار في أوكرانيا؟

المقاتلون الشيشان إلى جانب روسيا

بمجرد إعلان روسيا عن انطلاق عمليتها العسكرية في أوكرانيا، سارع القائد الشيشاني “رمضان قديروف”، حليف بوتين الأساسي في المنطقة، إلى إرسال قوات خاصة إلى أوكرانيا، ولم يكف الرئيس الشيشاني عن الحديث عن إنجازات رجاله كما حدث حينما أعلن في 3 مارس 2022 عن احتلال قواته قاعدة عسكرية كبرى كانت تابعة لـ”قوميين متطرفين أوكرانيين”.

وفي 13 مارس (آذار) 2022، أعلن قديروف أنه على بعد كيلومترات قليلة من كييف، وفي اليوم التالي نشر فيديو عبر حسابه بالعربية على تويتر يزعم أنه في قبو داخل كييف حيث يخطط مع قواته للسيطرة على العاصمة.

من هم “النازيون الجدد”؟

مصطلح أُطلق على الأشخاص التابعين للاشتراكية الوطنية التي تأسست بعد الحرب العالمية الأولى في ألمانيا، ويمكن تعريفها بأنها حزب أو حركة أو جماعة متطرفة تملك الكثير من الأفكار المستبدّة والمماثلة، والمرتبطة بشكل مباشر بأفكار وممارسات وأفعال الحزب النازي -الذي يُعرف باسم الحزب القومي الاشتراكي العمالي الألماني- وهي من الجماعات اليمينية المتطرفة، التي تحمل أفكارًا معادية للسامية، وتعادي أيضًا الديمقراطية وتعادي الشيوعية.

وجدير بالقول: إنَّ الحزب النازي بشكل عام تمّ تأسيسه بعد الحرب العالمية الأولى، وتحديدًا بعد هزيمة ألمانيا في الحرب، وبدأت شعبيته بالانتشار في عشرينيات القرن العشرين.

تدفق النازيين الجدد على أوكرانيا

وتواجه الحركات اليمينية المتطرفة في ألمانيا انقسامًا وتحدّيًا كبيرًا في الخروج بموقف موحد حيال الهجوم الروسي لأوكرانيا، وبينما اختارت بعض الحركات اليمينية المتطرفة الاصطفاف إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلنت حركات أخرى تضامنها مع “كتيبة آزوف” اليمينية المتطرفة في أوكرانيا.

وأعلنت وزارة الداخلية الألمانية في 3 مارس 2022، أن لديها معلومات عن بعض النازيين الجدد الألمان الذين يقاتلون في أوكرانيا.

والدافع الحقيقي وراء دعم النازيين الجدد في ألمانيا لأوكرانيا يرجع إلى الروابط بينهم وبين جماعات يمينية متطرفة في أوكرانيا.

فشل روسي

أكد مساعد وزير الدفاع الأمريكي الاسبق من واشنطن لورانس كورب ، أن المساعدات الأمريكية العسكرية لأوكرانيا ساعدت على انتعاش سوق الأسلحة.

وأوضح كورب، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن فشل روسيا في إسقاط كييف نتج عنه دعم أوروبا وأمريكا لأوكرانيا بالأسلحة المتطورة.

وشدد على أن الحرب الأوكرانية الروسية أثبتت أن هناك أسواق للسلاح غير السوق الروسي للسلاح.


انتعاش سوق الأسلحة

أكد رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الاستخبارات من بون جاسم محمد، حرب أوكرانيا أنعشت سوق الأسلحة وتطوير مجال صناعة الأسلحة.

وأوضح محمد، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن أوروبا أصبحت مصنع كبير لصناعة الأسلحة خلال الحرب الروسية الأوكرانية.

وشدد على أن صناعة الأسلحة في اوروبا سوف تشهد ازدهارا أكثر بسبب المخاوف الأوروبية من المخاطر الروسية.


قوات خاصة

أكد مستشار مركز السياسة الخارجية الأوكراني من كييف إيفان يواس، أن السلاح الأوروبي والأمريكي يذهب إلى جنود القوات الأوكرانية.

وأوضح يواس، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن أوكرانيا لديها قوات خاصة تحت سيطرة الجيش الأوكراني ويصل لها ذلك السلاح.

وشدد على أن شائعات وصول السلاح إلى جماعات أخرى في أوكرانيا سببها هي القوات الخاصة المتعاونة مع الجيش الأوكراني.


عشوائية التسليح

أكد العقيد السابق في قيادة أركان الجيش الروسي من موسكو سيرجي شاشكوف، أن أوكرانيا توزع الأسلحة الخفيفة لوحدات الدفاع المحلي مما يشكل خطورة كبيرة.

وأوضح شاشكوف، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن أوكرانيا تسلم جماعات مسلحة الأسلحة دون وثائق تثبت ذلك مما يصعب حصر الأسلحة بعد الحرب.

وأشار إلى أن هناك وثائق مصورة تؤكد عشوائية تسليم الأسلحة الغربية إلى جماعات أوكرانية مسلحة متطرفة.

وشدد على أن هناك احتكاكات مسلحة بين الجماعات المسلحة الأوكرانية خاصة بعد فشل أوكرانيا تنظيم توزيع الأسلحة لكن الوضع خرج عن السيطرة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات