السعوديون .. العلامة الفارقة!


راشد بن خزام 

لعلها المباراة الافتتاحية الأولى في مشاركات الأخضر السعودي في كأس العالم التي يخرج فيها بانتصار عريض تحولت فيه الفرحة الى غمامة غطت سماء الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، تناست معها الكثير من الشعوب العربية آلآمها، وأزماتها المختلفة لتعيش هذه اللحظات كواحدة من اهم هدايا بطولات كأس العالم الساعية دوما ليكون العالم أمة واحدة لا تفرقه لغة أو لون، ولا تباعد بين شعوبه المسافات. فقد كان الأخضر يخسر المباريات الافتتاحية في كأس العالم بدءاً من أميركا 94 وحتى موسكو 2018 وفي غيره من البطولات ثم ينشط بعدها لتحسين الصورة التي كان عليها. ينجح حيناً ويخفق أحياناً أخرى، حيث تأخر هذا الانتصار 22 سنة بعدما خسر مباراته الأولى التاريخية في مونديال أميركا 94 أمام هولندا رغم أنه كان السباق إلى هز شباك الطواحين الهولندية.

وبسبب خطأ فردي من الحارس محمد الدعيع أسطورة الحراسة السعودية على مر التاريخ خسر الفريق ذلك الانتصار، وبالتالي تأخرت الفرحة هذا العمر وأتت بطعم لامثيل له بالفوز على منتخب التانغو بقيادة الأسطورة ميسي في أرض الانتصارات السعودية الدوحة التي شهدت من قبل احتفاظ الأخضر بكاس أمم اسيا للمرة الثانية على التوالي عام 1988، ثم الحصول على بطاقة التأهل لكأس العالم لأول مرة عام 1993، وهو الانتصار الذي يفتح صفحة جديدة في مسيرة الأخضر في كاس العالم أكد من خلالها أن لا مستحيل في كرة القدم متى ما وثقت في نفسك، واستثمرت قدراتك جيداً، وأيقنت أن كرة القدم هي لعبة الجميع، والكبير فيها هو من يخدمها، ويضحي من أجلها، خصوصاً وأن كل الظروف قد هيأت لك لأن تكون منافساً وبطلاً، فلم تشهد الرياضة السعودية بكل ما حققته في السابق من انجازات على كافة الأصعده دعماً كالذي تجده اليوم جعل من أرضها قبلة للرياضة العالمية، وصعد بطموح شبابها إلى فوق هام السحب لأن القيادة آمنت بقدرات شباب بلادها، وأن الإستثمار الحقيقي هو في الإنسان صانع الحضارات عبر التاريخ. فمليون مبروك للأخضر السعودي وللمملكة العربية السعودية حكومة وشعباً، وللشعوب العربية جميعاً هذا الانتصار التاريخي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات