روسيا وإيران .. هل يتحول التقارب إلى تحالف ؟


جراسا -

منذ وصول فلاديمير بوتين إلى الكرملين، تَعزز التعاون بين روسيا وإيران.. وكان الصراعُ في سوريا، لحظةً فارقة في التنسيق والتقارب بين الدولتين.

لكنَ التعاون، خاصة العسكري، تجلى وانتعشَ منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، إذ اعتبر خبراءُ عسكريون أن إيران أحدثت تغييرا كبيرا في ساحة المعارك لصالح حليفتها روسيا.

فإلى جانب الاتهامات الصادرة عن كييف، قال الاتحاد الأوروبي إنه جمع أدلة كافية تشير إلى تزويد طهران، موسكو بطائرات مسيرة فتاكة لاستخدامها في أوكرانيا.

يأتي ذلك في وقت وعدت فيه طهران – بحسب مسئولين إيرانيين كبار – بتزويد روسيا بصواريخ أرض-أرض، بالإضافة إلى المزيد من الطائرات المسيرة المتطورة.

التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين لا يقل أهمية عن العسكري، إذ أعلن بوتين قبل شهرين، أن حجم التجارة بين روسيا وإيران زاد بنسبة واحدٍ وثمانين 81 في المائة عن العام الماضي.

وفي يوليو الماضي، وقعت شركة “غازبروم” الروسية مذكرةَ تفاهمٍ مع طهران بقيمة أربعين مليار دولار، كأكبر اتفاقية استثمار أجنبي في تاريخ قطاع النفط الإيراني.

وسياسيا، تتطابق – إلى حد بعيد – رؤى البلدين في عدة ملفات أبرزها النووي الإيراني، وتهديدُ الناتو لروسيا، والهجماتُ الإسرائيلية على سوريا.

بينما لا يزال الطرفان متأخرين في قضايا أخرى، مثلَ السياسة في الشرق الأوسط، وحل النزاعات الإقليمية حول بحر قزوين.

وبحسب تصريح لوزير الخارجية الإيراني، فإن إيران وروسيا ستوقعان بنهاية العام الجاري، اتفاقا تحت اسم “تعاونٌ شامل” .. لكن التساؤل بشأن مستقبل العلاقات بين الجانبين سيظل قائما .. هل هو تعاون مرحلي أم تحالف استراتيجي؟

حول هذه المحاور دار الجزء الأول من برنامج “مدار الغد” اليوم الثلاثاء.

من طهران، قال الأكاديمي والباحث في الشئون الإيرانية، د. حكم أمهز إن العلاقات بين روسيا وإيران تمر بمرحلة انتقالية نحو استراتيجية في العلاقات بين البلدين وهما الآن في خندق واحد في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، والأمر الآخر الذي يستدعي هذا التحالف كي ينتقل إلى مرحلة استراتيجية في المدى القريب والمتوسط هو أن الاستهداف لهما هو استهداف وجودي على مستوى النفوذ في العالم.

وأضاف: “وهناك أيضا نوع من التهديد الوجودي للجمهورية الإيرانية فيما نشهده الآن من احتجاجات وأيضا نوع من التهديد الوجودي لروسيا على مستوى القطبية التي تحاول أن تنافس فيها الولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي فتحوا عليها هذه الحرب التي وقعت في أوكرانيا”.

وأوضح الباحث أن هناك محاولة لإضعاف الطرفين الروسي والإيراني بأقصى ما يمكن على كل المستويات، وبالتالي طالما أن الاستهداف هو للطرفين، فهذا كله يدعو إلى تمتين هذه العلاقات.


من واشنطن، قال برنت سادلر المسئول السابق في البنتاجون إنه يعتقد أن هناك اختيارات كثيرة لدى كل الدول، نحن نرى أن هناك تقارب بين إيران وروسيا على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية، وأنا أعتقد إن أحد الأسباب التي قرّبت الدولتين من بعضهما البعض هي العقوبات التي فرضت عليهما وهذه العقوبات كانت لسوء الحظ القرار الخاطيء لأن تلك العقوبات جعلت روسيا أكثر عنادا وبدأت تبحث عن أقطاب أخرى تستقطبها حتى تقوّي من موقفها.


الوضع الجيوستراتيجي

والمحور الثاني الذي ناقشته الحلقة يتعلق بمدى الارتياح أو القلق في الشرق الأوسط من شراكة موسكو وطهران ومدى تأثير هذه الشراكة على الوضع الجيوستراتيجي في المنطقة.

روسيا وإيران، تحاولان ضبط إيقاع علاقتهما وفقا لما تريده المصالح المشتركة، وتحديدا في منطقة الشرق الأوسط التي كانت خلال الفترة الماضية ساحة لصراع النفوذ بين الشرق والغرب.

ومع تراجع الوجود الأمريكي تدريجيا، باتت روسيا لاعبًا لا يستهان به في المنطقة، وهو ما قد يجعل من شراكتِها المتنامية مع إيران مقدمةً لتأثير أكبر على الوضع الجيوستراتيجي الشرق الأوسط.

من موسكو، قال سيرجي فاربيوف الأكاديمي والدبلوماسي الروسي السابق ردا على سؤال حول العلاقات العسكرية بين طهران وموسكو وهل تقلق إسرائيل، إن الدولة العبرية لديها مخاوف من التعاون العسكري بين إيران وروسيا ولكنه يعتقد وبشكل مباشر أنه ليس هناك أي تهديد إيراني تجاه الأراضي الإسرائيلية.

ومن القاهرة، قال الخبير في الشؤون الإيرانية بمركز الأهرام للدراسات السياسية و الاستراتيجية، د. محمد عباس ناجي إن هناك تأثير مباشر في الشرق الأوسط لتقوية العلاقات بين روسيا وإيران، ففيما يتعلق بالموقف في سوريا هناك حدود لتوافق المصالح بين الطرفين لكن في كل الأحوال إيران تعزز دورها في سوريا وحضورها على مختلف المستويات وليس فقط على المستوى العسكري وإنما الثقافي والتعليمي والاجتماعي وغيرها بشكل حتى بدأ يثير المخاوف والقلق لدى النظام السوري نفسه.

وأضاف الباحث: “هناك في النهاية توافق في المصالح وحرص على عدم ظهور الخلافات على السطح بين روسيا وإيران، كما أن هناك تأثيرات أخرى فيما يتعلق بالبرنامج النووي، فروسيا تدعم إيران في البرنامج النووي وإن كنت لا أعتقد أن روسيا من الدول التي يمكن أن تسمح لإيران بالوصول للقنبلة النووية رغم كل هذا الدعم”.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات