جراسا -

مسلحو بكيل يسيطرون على الجوف... ويطردون الحرس الجمهوري

حذّر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أمس من اندلاع حرب أهلية إذا تم أي انقلاب في البلاد، في وقت قام عشرات الدبلوماسيين اليمنيين أمس بإعلان انضمامهم إلى المحتجين المطالبين برحيل صالح، بينما اندلعت اشتباكات بين جنود منشقين عن النظام والجيش في أكثر من منطقة.

بينما تتوالى استقالات وانضمامات عدد من المسؤولين اليمنيين إلى المحتجين المطالبين بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح عن السلطة، حذر الرئيس اليمني أمس من الانقلاب على السلطة.

وقال صالح أمام مجلس الدفاع الوطني، إن "أي محاولة للوصول إلى السلطة عبر انقلابات ستؤدي إلى حرب أهلية في البلاد".
وأضاف صالح أن "أي انقسامات في القوات المسلحة اليمنية ستنعكس سلبيا على كل الوطن"، موضحا "لا ينفع الندم لأن الوطن أكبر من الأفراد ومن أماني الأشخاص وكبرياء الأشخاص".

وناشد صالح الضباط ألا "يخضعوا لإرهاب الإعلام" ودعاهم إلى أن "يحافظوا على الأمن والاستقرار".

وعن الضباط المنشقين، قال الرئيس اليمني، إنهم "يتساقطون مثل أوراق الخريف"، لكنه اعتبر أنه "مازال هناك فرصة ليعودوا إلى الصواب".

كما توجه إلى الشباب المعتصمين في شتى أنحاء البلاد والمطالبين برحيله بالقول: "أنتم تنفذوا أجندة خارجية"، مؤكدا أن "الشباب ضحايا لقوى سياسية عتيقة متناقضة شاخت".

اشتباكات في المكلا

في غضون ذلك، قالت مصادر أمنية يمنية، إن "جثتي جنديين واحدة تعود إلى عسكري في الجيش وأخرى لعسكري في الحرس الجمهوري نقلتا إلى مستشفى في المكلا، إثر اشتباكات وقعت بين الجانبين قرب القصر الجمهوري".

وأشارت المصادر إلى أنه أصيب ثلاثة عسكريين في المواجهات في عاصمة حضرموت، لافتة إلى أن المواجهات اندلعت إثر "توتر" بين قوات الحرس الجمهوري وقوات تابعة لقائد المنطقة الشرقية محمد علي محسن، الذي أعلن أمس الأول انضمامه إلى الحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط نظام صالح.

وروت المصادر أن "قوات الجيش سيطرت على القصر الجمهوري في المكلا، ما دفع قوات الحرس الجمهوري الموجودة في معسكر قريب إلى محاولة استعادة الموقع".

الجوف

وفي مدينة الجوف شمال اليمن سيطرت عناصر قبلية مسلحة أمس، على المدينة وطردت منها قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس صالح.

وقالت مصادر، إن مسلحين من قبائل بكيل النافذة "خاضوا مواجهات مع قوات من الحرس الجمهوري قبل أن تطرد هذه القوات من مدينة الجوف" في المحافظة الشمالية المحاذية للحدود مع السعودية، وسلمتها قوات الحرس الجمهوري معسكرا مع الأسلحة والذخيرة الموجودة فيه.

عدن

وهاجم محتجون في مدينة عدن عددا من الملاهي الليلية والفنادق خلال تظاهرات عمت المدينة تطالب بإسقاط النظام.

وقال مصدر يمني، إن المحتجين نهبوا العديد من المحلات التجارية إثر توالي إعلان استقالات كبار رجال الدولة والجيش، وأبرزهم الأخ غير الشقيق للرئيس اليمني علي محسن الأحمر.

وأضاف المصدر أن "بلطجية" من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم ربما يكونوا ضالعين في إحراق المباني لإثارة المخاوف من تيارات فاعلة على الساحة اليمنية.

انشقاقات جديدة

انضم سفراء اليمن في باكستان وقطر وعمان واسبانيا والقنصل اليمني في دبي إلى الحركة الاحتجاجية المناهضة للنظام أمس.

وأعلن الدبلوماسيون الخمسة في بيان، دعمهم "الكامل للشباب في مطالبهم".

وأوضح الدبلوماسيون، أنهم قرروا الانضمام الى التحركات الاحتجاجية المستمرة منذ نهاية يناير "بعدما بلغت التطورات منعطفا بات يهدد اليمن في وحدته وفي أمن مواطنيه"، داعين "قادة البلاد والأفراد الحكماء في الجيش والمؤسسات الرسمية والمفكرين والعلماء إلى إعلاء مصلحة الشعب على مصلحتهم الشخصية والعائلية".

وأعلن سفيرا اليمن في مصر عبدالولي الشميري، وفي الجامعة العربية عبدالملك منصور "انضمامهما إلى الثوار" أمس.

وساطة

ذكرت مصادر سياسية مطلعة على مسار الأحداث في اليمن أن قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية اللواء علي محسن الأحمر، يقوم بوساطة مع صالح، لتأمين انتقال آمن للسلطة في البلاد خلال الأشهر المقبلة.

وقال مسؤول يمني وآخر أميركي، إن الوساطة التي يقوم بها الأحمر الرجل القوي في الجيش، الذي أعلن تأييده لمطالب القوى المعارضة في اليمن، تدور حول
إمكان بقاء صالح في منصبه حتى نهاية العام الحالي، على أن يتم خلال الأشهر المقبلة تنفيذ العديد من الخطوات التي تضمن الانتقال الآمن للسلطة، في اقتراح قريب من العرض الذي كانت المعارضة قدمته إلى صالح قبل أسابيع ولكن الأخير رفضه.

ردود أفعال

دعت أستراليا أمس، مواطنيها الموجودين في اليمن إلى مغادرة البلاد. كما دعت فرنسا وإيطاليا الرئيس اليمني إلى التنحي عن منصبه أمس الأول.

وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، إنه يعتقد أن رحيل صالح أمر "حتمي"، بينما طالب نظيره الإيطالي فرانكو فراتيني، بأنه يتعين على الاتحاد الأوروبي اتخاذ نفس الموقف من صالح الذي كان اتخذه حيال الرئيس الليبي معمر القذافي.

ودعا بيان مشترك أكثر اعتدالا أصدره وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عقب اجتماعهم إلى "تحول سياسي منظم" فقط، وحث الحكومة اليمنية على "المشاركة في حوار بناء وشامل".

(صنعاء - أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

الزنداني لصالح: تنحَّ وأنهِ المهزلة

دعا رئيس "هيئة علماء اليمن" عبدالمجيد الزنداني الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الى إنهاء "المهزلة" في البلاد والتنحي.

وقال الزنداني أمس، متوجها الى صالح الذي يواجه ضغوطا متزايدة للخروج من السلطة بعد 32 عاما في الحكم: "أدعوك الآن الى أن تحل المشكلة وأن تختمها بختام حسن".

وتابع: "ها هو شعبك يطالبك بالتنحي، ورجالات في حزبك وفي حكومتك يستقيلون، أفلا يكفي هذا لكي تفكر في أن تضع حدا لهذه النهاية ولهذه المهزلة التي وصلت اليها البلاد؟"، متابعا "كن شجاعا واتخذ هذا القرار".

كما توجه الزنداني الى القوات اليمنية المسلحة قائلاً لهم: "هذا وقت تحديد الموقف الصحيح مع شعبكم".
(دبي ـ أ ف ب)

صحيفة «14 أكتوبر» الحكومية تنضم الى «الثورة»

 انضمت هيئة تحرير صحيفة " 14 أكتوبر" الحكومية في عدن جنوب اليمن الى الحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح.

وقال مصدر من الصحيفة، إن "14 أكتوبر توقفت عن الصدور حتى إشعار آخر بسبب الخطاب الرسمي المفروض من وزارة الإعلام عليها، فضلا عن انضمام هيئة تحريرها الى المحتجين المطالبين بإسقاط النظام".

وأشار المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، الى أن "توجيهات صدرت من رئيس مجلس إدارة الصحيفة، رئيس التحرير أحمد الحبيشي بوقف إصدار الصحيفة ووقف نشاط أعمال الطباعة والتوزيع حتى اشعار آخر".

ولم يصدر عدد أمس، من الصحيفة التي تأسست عام 1967.
 
 
 
(وكالات)