التسوية الرئاسية على نار هادئة في لبنان


جراسا -

لم يبقَ على مهلة انتخاب رئيس للبنان سوى أسبوع واحد فقط، ولم تستقر «الطوائف السياسية» على اسم المرشح الأوفر حظا، لإنقاذ لبنان من دوامة الأزمات المتراكمة والتي أرهقت المواطنين وعصفت بقيمة العملة الوطنية.. ولا تزال جلسات مجلس النواب لانتخاب الرئيس تعقد دون توافق، في ظل مجلس نيابي مشظّى بين كتل يقودها سياسيون مخضرمون ومحنكون، وأخرى تضم أعداداً من حديثي العهد بالسياسة والعمل النيابي..بينما مفهوم رئاسة الجمهورية هو مشروع وفاق وطني.

اتساع الهوة بين المكونات اللبنانية



وكما كان متوقعاً، فإن الجلسة الرابعة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، أمس، لم تخرج بأي نتيجة إيجابية، بعدما فشل النواب، كما في الجلسات الثلاث الماضية، في انتخاب رئيس، وكان التراجع واضحاً في أرقام هذه الجلسة على مختلف الأصعدة، في حين بدا لافتاً أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يحدد موعداً لجلسة خامسة، في ظل استمرار اتساع الهوة بين المكونات النيابية، بحسب المحلل السياسي اللبناني عمر البردان، وقد ذهب مرشح المعارضة النائب ميشال معوض إلى تحميل «حزب الله» مسؤولية التعطيل، واتهامه الأخير بأنه يريد رئيساً مطواعاً ينفذ رغباته، ويدين له بالولاء. وهذا أمر ترى فيه أوساط نيابية، بأنه «يزيد من حدّة الاشتباك القائم بين الحزب ومعارضيه حيال الاستحقاق الرئاسي الذي بات مفتوحاً على كل الاحتمالات».

وما حدث كان متوازياً مع الصعوبات التي تعترض تشكيل حكومة جديدة، بحيث أن ولادة أي حكومة في الفترة الفاصلة حتى الأحد المقبل، باتت بحاجة إلى معجزة، بعد رفض الرئيس المكلف نجيب ميقاتي شروط الفريق الرئاسي ممثلا في النائب جبران باسيل.
التسوية الرئاسية تطبخ على نار هادئة

ومع غموض السيناريوهات المحتملة، فإن هناك من يعوّل على مبادرة الرئيس بري الذي يتجه إلى توجيه الدعوة للكتل النيابية والقوى السياسية، لإقامة حوار من أجل التوافق على انتخاب الرئيس العتيد، بعدما تبيّن له أن الأبواب تبدو موصدة أمام انتخاب رئيس في وقت قريب، في ظل تزايد حديث عن أن التسوية الرئاسية تطبخ على نار هادئة، حيث خطوط الاتصال مفتوحة بين لبنان والخارج، من أجل إيجاد مناخات ملائمة، توصل للتوافق على اسم شخصية تشكّل مخرجاً للكتل النيابية من مأزقها.

دراما المشهد اللبناني

وما يزيد المشهد دراميةً هذه الخلافات الصبيانية التي تدب فجأة بين النواب الجدد، تغييريين ومستقلين، حيث تُباعد بينهم المواقف المختلفة المشارب والأهداف، وأصبح واضحاً أن هذا التصويت العبثي، والمتنقل من مرشح إلى آخر بين جلسة وأخرى ـ بحسب تعبير المحلل السياسي اللبناني، صلاح سلام، رئيس تحرير صحيفة اللواء ـ فضلاً عن إسقاط أوراق تحمل أسماء مبهمة في صندوق الاقتراع، مثل «من أجل لبنان»، يُضعف الفريق السيادي والإصلاحي، ويُبدد أصواتاً تستطيع أن تُكمل الأكثرية المطلقة، كما ظهر في جلسة الأسبوع الماضي.

مواصفات للرئيس اللبناني الجديد

دراما المشهد اللبناني، دفعت مفكرون وخبراء وسياسيون ورجال دين في لبنان، إلى طرح اسماء ومواصفات للرئيس اللبناني الجديد، بأن يكون مؤمناً بوحدة الدولة ومؤسساتها، ويكون ذا تاريخ ضد التقسيم والتجزئة والدويلات، وعليه أن يكون مؤمناً بالانفتاح على القيادات والفئات الداخلية كلها، وأن يلتزم بروح ونص إتفاق الطائف وبتطبيقه كاملاً دون أي اجتهادات أو تفسيرات، بحسب تعبير المحامي اللبناني، عمر زين، الأمين العام لاتحاد المحامين العرب (سابقاً)، وطرح أسمين لكل منهما حيثيات تؤهله لانقاذ لبنان: رئيس مجلس الشورى ورئيس مجلس القضاء الأعلى سابقاً ، القاضي الدكتور غالب غانم .. وقائد الجيش جوزيف عون.



الدكتور غالب غانم

والدكتور غالب غانم، قاد المرحلة الذهبية للقضاء، وشهد له لبنان بتحقيق استقلالية القضاء، وثمّن القضاء العربي والدولي دوره المميّز في تحقيق العدالة. وهو من عائلة وطنية متجذرة فكراً وأدبا..والرجل سجله حافل بالانجازات والمواقف القومية الوطنية وبالمناصب التشريعية والقانونية والسياسية المرموقة، فهورئيس مجلس القضاء الأعلى سابقاً..ورئيس مجلس شورى الدولة سابقاً..ورئيس منظمة محاكم التمييز الفرنكوفونية سابقا، وحاصل على وسام الأرز الوطني اللبناني من رتبة ضابط أكبر..ووسام الاستحقاق الفرنسي من رتبة ضابط أكبر..ووسام الشرف المكسيكي.

وهو عضو اللجنة القانونية في المركز الماروني التابع للبطريركية المارونية، وهي تعطي المشورة في القضايا الوطنية الإستراتيجية بناء على طلب البطريرك الماروني..وعضو المجلس الأعلى للتحكيم التابع لاتحاد المصارف العربية..وعضو في هيئة تحديث القوانين لدى مجلس النواب منذ ما يزيد على العشرين سنة، و خبير في صياغة القوانين، وشارك في (وكالة الطاقة الذرّية) بالنمسا في إعداد مشروع قانون معدّ للإصدار في الدول العربية حول «الأشعّة المؤيننة»، وأشرف على دليل الصياغة التشريعيّة في العراق.


قائد الجيش «العماد جوزيف عون»

أما مناعة لبنان وصموده وتصدّيه لمجابهة التحديات التي يمرُّ بها فنحن نتمثل بقائد الجيش اللبناني العماد «جوزيف عون» المؤمن بسيادة لبنان أرضاً وبحراً وجواً، وبأن جيش لبنان هو لكل لبنان، وبأن كل لبنان للجيش الواحد الموحد بقيادته الحكيمة والجريئة، بحسب الخبير القانوني اللبناني عمر زين، كما أن الجيش اللبناني وبقيادته كان السبّاق بين جيوش المنطقة في تطبيق الفصل الثاني من معاهدة الأمم المتحدة لمكافحة الفساد والتي تتعلق بتطوير الأنظمة الأمنية والاقتصادية الضرورية للوصول بالبلاد الى بر الآمان، ما فرض الاحترام من داخل لبنان وخارجه لهذه القيادة الفذّة التي شكّلت ضمانة لبقاء الوطن في أحلك الظروف.

ولكل من الدكتور «غالب غانم»، والعماد «جوزيف عون» إيمان مشترك بمواصفات الرئيس المطلوب انتخابه ليقود البلاد الى بر الأمان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات