في المشهد الاردني الراهن نحو الاصلاح المطلوب الذي يقابله حراك رافض للسياسات الحكومية، والتي افرزت مسيرات يوم الغضب، فانه بات واضحا بانه يتوجب على حكومة معروف البخيت ان تتحرك بطريقة سلسلة ومقنعة ومقبولة لتلافي اي من اشكال الصدام مع الشارع الشعبي .

الاصلاح طريقنا الى اردن حضاري مبني على القانون والمؤسسات، هذه المعادلة التي لم تصل لحكوماتنا السابقة والراهنة والقادمة ايضا، فقد تناست هذه الحكومات ان القرارات الاقتصادية والسياسية لم تخدم الواقع المعيشي للمواطن، الامر الذي خلق فجوات كبيرة بين مؤسسة الدولة والشارع، بل سارع الاردنيين للتشبث بكل اشكال الرفض والتظاهر للتعبير عن غضبهم وثورتهم .

وعليه نرى ان الأردن ليس حالة شاذة بين دول العالم وإن كان حالة فريدة بين دول المنطقة ، فمن حيث المبدأ هناك توافق وطني وشعبي على مؤسسة العرش ، و جلالة الملك يمثل القاسم المشترك والأب الحنون لكل الأردنيين يأخذ بيدهم ويسير بهم نحو آفاق جديدة من التطور والرقي ، وقد استطاع الأردن وعبر قيادته الهاشمية بناء شبكة وثيقة من العلاقات مع مختلف دول العالم والتي كان انعكاسها الايجابي على الواقع الاردني.

وفي المعادلة اعلاه بات واضحا لعموم الاردنيين بان جلالة الملك يبذل قصارى جهده في نشل الاردن والاردنيين الى بر الامان، الا اننا كأردنيين لا نرى من حكوماتنا الرشيدة ما يشبه حراك الملك، وان كنا لا نخفي غبطتنا بالقرارات الاخيرة التي اشار لها البخيت بتحويل قضية "الكازينو" إلى هيئة مكافحة الفساد، وتأكيده استعداده للمثول أمام الهيئة والقضاء للتحقيق فيها، وما تبع ذلك من وعود تقول بمصلحة مشروع نقابة لكننا كاردنيين ننتظر المزيد من حكومة البخيت التي يجب ان ترفع شعار الاصلاح طريقنا الى القصر، فقد رفع رئيس الوزراء السابق سمير الرفاعي شعار مكافحة الفساد الا اننا لم نرى الا فسادا في فساد ودون ملفات ودون قضايا نبش ومساءلة للمتورطين.

"العبور الآمن نحو حياة كريمة وشفافة لجميع الاردنيين تبدأ من نهج الاصلاح الحقيقي والفعال لحكومة البخيت بتبنيها كل اشكال الاصلاح الواجبة وفي كافة مؤسسات الدولة بعيدا عن سياسة التواطأ والطبطبة التي اودت الى حالة احتقان في طريقها الى ثورات حقيقية بين صفوف الشعب وهذا ما ندعو الله بشأنه ان يجنبنا اياه لنبقى كما عهدنا جلالة القائد شعبا وفيا نلتف جميعا نحو القيادة الهاشمية بدفع حقيقي لمسيرة اصلاح نحو اردن خالٍ من الفساد !!