جدل حول حسابات الربح والخسارة لنقل الغاز الروسي عبر تركيا


جراسا -

رغم حالة الجدل داخل الدوائر السياسية والعسكرية في موسكو حول حسابات الربح والخسارة، لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا، إلا أن الرأي الغالب يؤيد اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تركيا إنشاء مركز هو الأكبر لإمداد أوروبا بالغاز، وأشار بوتين خلال الجلسة العامة للمنتدى الدولي «أسبوع الطاقة الروسي»، إلى أن شركة «السيل التركي» تنقل حاليا 14 مليار متر مكعب من الغاز إلى الدول الأوروبية، لكن في ضوء المبادرة المعلنة يمكن زيادة الأحجام بشكل كبير.

الايجابيات والسلبيات
ويرى الخبير الاقتصادي الروسي، ألكسندر تيموفيف، الأستاذ المساعد في قسم الاقتصاد بجامعة الاقتصاد الروسية، أن من مصلحة تركيا أن تكون هي الجهة المنظمة لتدفقات الغاز بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، أما فيما يتعلق بإيجابيات هذا التعاون وسلبياته، بالنسبة لتركيا، فأحجام الضخ الموعودة توفر فرصة لتركيا لتصبح جزءا من مشروع واعد جديد، ولتطوير صناعة نقل الغاز الخاصة بها، بمساعدة روسيا.

وبالنسبة لروسيا، على الرغم من ميزة بيع الغاز للاتحاد الأوروبي، هناك سلبية في الارتهان المحتمل لأنقرة في قضية نقل الغاز.
مصدر دخل وتأثير نافذ لتركيا
وأضاف تيموفيف لصحيفة «إكسبرت رو» الروسية، الأرجح أن تركيا ستوافق على هذا المشروع، بوصفه مصدر دخل جديد لها. الميزة الواضحة لإنشاء المركز هي أن أنقرة ستكون قادرة على حماية المشروع من أي تهديد. بالإضافة إلى ذلك، من الواضح أن المركز الجديد سيحل محل نظرائه في ألمانيا والنمسا. ولكن مشاركة تركيا في إعادة توجيه الغاز ستمنحها مزيدا من التأثير، ما قد يعقد قضايا القرم وجنوب القوقاز.

مشكلات سياسية ولوجستية للمشروع
ويقول الخبير الروسي، هناك، بالإضافة إلى الحاجة الواضحة لتطوير البنية التحتية وزيادة سعة التخزين وقدرة الأنابيب، مشكلات سياسية ينبغي مواجهتها. وفي الوقت نفسه، ليس هناك شك في أن موسكو ستدافع بقوة عن مصالحها المتعلقة بصادرات الطاقة، تحت أي ظرف من الظروف.

لا توجد ثقة في مستقبل الرئيس التركي «أردوغان»
أما اقتراح بناء خطوط أنابيب روسية إضافية إلى تركيا في حد ذاته، قد يستغرق من الناحية الفنية عدة سنوات حتى يتحقق. وهناك شكوك فيما يتعلق بهذا الجزء تحديدا. فأولا، لا توجد ثقة في مستقبل رجب طيب أردوغان، خاصة على المدى البعيد، بحسب المحلل السياسي الروسي البارز، ألكسندرنازاروف، وربما يرضخ رئيس تركيا الجديد للولايات المتحدة ويتخلى عن الفكرة.

وثانيا، فقد حدد الاتحاد الأوروبي لنفسه هدف التخلي عن الغاز الروسي في غضون سنوات قليلة، وفي المستقبل، سوف يقلل من استخدام الغاز بشكل عام. وهذا يجعل بناء أنبوب إضافي دون موافقة المستهلك، مغامرة.
هل سيتم تحديد سعر الغاز في تركيا؟
يدفع ذلك نحو استنتاج أن الجزء المادي من المشروع، أي إعادة توجيه صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا للعبور عبر تركيا ليس أمرا يتعلق بالمستقبل القريب على أقل تقدير، وهذا إذا تم تنفيذه بالأساس.. ومع ذلك، فإن الجزء الثاني من الفكرة، أي تحديد الأسعار في المركز بتركيا، يمكن تنفيذه الآن. ووفقا للجانب الروسي، فقد تأكد بالفعل دعم تركيا لهذه الفكرة، وهي التي تتحكم في نقل الغاز إلى أوروبا، من أذربيجان وربما في المستقبل من آسيا الوسطى وإيران والشرق الأوسط، إذا ما تم مد خطوط الأنابيب عبر أراضيها.

خطوة لتأسيس «أوبك الغاز»
وبينما تزود روسيا الآن أوروبا بالغاز عبر أوكرانيا وتركيا، قد تصبح تركيا، في حالة التوقف المحتمل جدا عن العبور عبر أوكرانيا، أحد اللاعبين الرئيسيين في سوق الغاز بأوروبا.. وإضافة إلى ذلك، تتمتع تركيا بعلاقات ممتازة مع قطر، وإذا انضمت الأخيرة إلى فكرة إنشاء مركز للغاز في تركيا، سيكون من الممكن الحديث عن إنشاء غير رسمي وربما رسمي لـ «أوبك الغاز»، على الأقل بالنسبة للسوق الأوروبية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات