جراسا -

لا يزال الرهان قائما على إمكانية بدء عملية التفاوض لحل الأزمة الأوكرانية ـ الروسية، وتجنيب العالم تداعيات الحرب التي فجرت أزمات اقتصادية حادة تنعكس بمخاطرها على الأوضاع الاجتماعية والمعيشية.

وتختلف توقعات الدوائر السياسية والعسكرية في الغرب حول بدء مسار المفاوضات السلمية.. بينما يؤكد سياسيون ومحللون، على أن الدول الأوروبية تتفق على الدعم «السخي» لأوكرانيا لمواجهة القوات الروسية، في حين تسعى بحذر وبسرية مطلقة لاختبار إمكانية فتح قنوات التفاوض بين موسكو وبكين.

خيارات الغرب
ويرى الباحث الروسي، غيفورغ ميرزايان، أن لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خياران (إلى جانب، عدم قبولهم بفكرة أن تتمكن روسيا من سحق أوكرانيا):

الأول، زيادة حجم المساعدة العسكرية لكييف ونوعيتها بشكل حاد
والثاني، جس النبض لمحادثات سلام مع موسكو




أخطاء زيلينسكي الأربعة
وهذا الخيار الثاني تحديدا، الذي بدأت قوى غربية أخرى تفكر فيه وترسل بشأنه إشارات إلى زيلينسكي، لا يعجب الرئيس الأوكراني بشكل قاطع. هذا هو السبب في أن فلاديمير زيلينسكي اتخذ خطوات تقطع الطريق أمام عملية التفاوض. فمؤخرا، قام بما لا يقل عن أربع خطوات «متشددة» لامعة، وهي:

أولاً، التوقيع على قصاصة ورق لضم أوكرانيا إلى الناتو بشكل عاجل
ثانيا، الرفض العلني لأي مفاوضات مع موسكو قبل تغيير السلطة في الكرملين
ثالثا، دعوة الغرب لشن ضربة نووية استباقية ضد روسيا
ورابعا، الهجوم الإرهابي على جسر القرم. وهو الهجوم الذي يعد بحد ذاته تجاوزا للخطوط الحمراء والذي استدعى ردا حاسما ومدمرا من روسيا
والآن، سيتعين على الغرب مرة أخرى دعم أوكرانيا رسميا، وتجاهل الدعوات لإجراء محادثات سلام لفترة من الوقت، وإن تكن قصيرة.

موسكو تستعد بشكل مكثف لهجوم الشتاء
ويضبف غيفورغ ميرزايان، في صحيفة «إكسبرت رو»، الروسية، إذا كانت كييف تتوقع من الغرب تزويدها بمساعدة تنقلها إلى مستوى جديد تماما، فهي على الأرجح واهمة.

الحقيقة.. أنهم في الغرب (خلاف أوكرانيا) يقوّمون الأحداث، على المدى المتوسط، وليس فقط القصير. وهم يرون الفرق في الإمكانات بين أوكرانيا وروسيا (في موارد التعبئة، والإمكانات الصناعية، والبنية التحتية، والعمق، وما إلى ذلك).
وتراهم، أخيرا، فهموا أن موسكو تستعد بشكل مكثف لهجوم الشتاء.