جراسا -

اتسع نطاق استخدام مصطلح «الحرب الهجينة» داخل الدوائر السياسية والعسكرية في العالم، مع اتساع ساحات المواجهات العسكرية في أوكرانيا، حتى بدت قصة الحرب الهجينة مجرد فصلا في كتاب «الحرب العالمية الثالثة».

مصطلح الحرب الهجينة هو فكرة قديمة تكتسب أبعادا جديدة في القرن الحادي والعشرين..وتشير مجلة «إيكونوميست The Economist» البريطانية، إلى أن المفهوم الحديث للحرب الهجينة قد شاع بواسطة فرانك هوفمان – وهو جندي سابق في مشاة البحرية الأميركية (المارينز) وباحث في الدفاع – في دراسة عام 2007 تحلل الصراعات الفوضوية في العراق وأفغانستان وأماكن أخرى، حيث تغيرت التكتيكات وكان الخط الفاصل بين المدنيين والمقاتلين مشوشا.

الحرب الهجينة مجموعة من أنماط الحرب المختلفة
وكتب هوفمان «تتضمن الحروب الهجينة مجموعة من أنماط الحرب المختلفة، بما في ذلك القدرات التقليدية والتكتيكات والتشكيلات غير النظامية والأعمال الإرهابية التي تشمل العنف العشوائي والإكراه والفوضى الإجرامية”، ويمكن أن يكون هذا التنوع في الإجراءات من عمل الفاعل نفسه»..وفي رأي هوفمان، فإن الحرب الهجينة هي في الأساس شكل من أشكال الحروب غير المتكافئة، حيث يسعى المقاتل إلى تجنب نقاط القوة في خصم أشد بأسا.

وتحت وهج الحرب الهجينة، فإن الدولة المزدهرة ، وفي غضون أشهر وحتى أيام يمكن أن تتحول إلى ساحة نضال مسلح شرس، وتصبح ضحية التدخل الأجنبي، وتغرق في هاوية الفوضى والكارثة الإنسانية والحرب الأهلية.
الصراع الفوضوي «الكل ضد الكل»
ومن جانبهم، يتحدث الإستراتيجيون الروس عن «الحرب المتفاوتة»، وهو مصطلح شاع في قصة قصيرة بائسة لفيلاديسلاف سوركوف (أحد أقرب مستشاري الرئيس فلاديمير بوتين)، ليعني الصراع الفوضوي «الكل ضد الكل»، وبينما يرى الجنرال الروسي، فاليري جيراسيموف، إنها حرب الأساليب غير التقليدية، والميل نحو طمس الخطوط الفاصلة بين حالتي الحرب والسلم، ولم تعد تُعلن الحروب، وبعد أن تبدأ تستمر وفقا لنموذج غير مألوف

كيف يتحول «عدوان المنطقة الرمادية» إلى حرب هجينة


وأوضحت الباحثة إليزابيث براو، بمعهد «أميركان إنتربرايز (American Enterprise)-، أن التخويف والتخريب الروسي لبقية أوكرانيا – بما في ذلك التهديد بالغزو الذي يهز الثقة ويضعف الاقتصاد الأوكراني- يعتبران «عدوان المنطقة الرمادية»، فإذا قرر بوتين أن مخاطرته ليست كافية وأمر دباباته بالقتال عند ذلك تصبح «حربا هجينة» أو ربما مجرد «حرب» صريحة.

ومن جهة اخرى، يؤكد خبراء عسكريون، أن الحرب الهجينة، هي التي تتعدد بها وسائل المواجهة (عسكرية ـ الكترونية ـ فضائية ـ أسلحة غير تقليدية ، وحرب معلومات.)
بوتين، يمكن أن يضرب بريطانيا من الفضاء
ومن هذه الزاوية.. أعلن الأدميرال السير توني راداكين، رئيس هيئة أركان الدفاع البريطانية، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يمكن أن يضرب المملكة المتحدة من الفضاء، ويعطل أنظمة اتصالاتها ويعزلها عن العالم.

وقال راداكين إن الرئيس بوتين لديه القدرة على مهاجمة نظام التموضع العالمي GPS والأقمار الصناعية الخاصة بالاتصالات، وهناك مجموعة كاملة من الخيارات التي يمكن أن يستخدمها بوتين ضد الغرب، من تخريب الغواصات والصواريخ النووية إلى حرب المعلومات، وتمتلك روسيا قدرات نووية، ولديها قدرات تحت الماء.

تخريب خطوط الغاز عمل تخريبي من الحرب الهجينة

ويرى خبراء روس، أن توجه الغرب لتفجير خطوط الغاز الروسي، عملا تخريبا في دائرة الحرب الهجينة، التي تبيح استخدام كافة وسائل الخديعة وأدوات التدمير والقتال..وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين صرح علانية أن واشنطن والناتو لديهما دوافع لتدمير خطي أنابيب الغاز «السيل الشمالي 1و2».

وأضافت زاخاروفا: لقد تحدث بلينكين بصراحة ودون حرج عن دوافع الولايات المتحدة وشركائها في الناتو لتدمير خطي أنابيب الغاز الروسي السيل الشمالي 1 والسيل الشمالي 2، وفي نفس الوقت تحدث عن التقدم المحرز في إنتاج الغاز المسال في الولايات المتحدة، والذي تخطط واشنطن به لاستبدال الوقود الأزرق الروسي في أوروبا..كما نفت زاخاروفا مزاعم بلينكين بأن روسيا تستخدم الطاقة كسلاح.