ما هو عمى الوقت ؟


جراسا -

"عمى الوقت" عبارة تشير إلى حالة صحية قد تكون جديدة بالنسبة إلى كثر لكنّ أعراضها باتت قيد التداول على وسائل التواصل الاجتماعي خصوصاً في الغرب.

يشرح موقع "فيري وَل مايند" المتخصّص بالصحة النفسيّة أنّ عمى الوقت "هو عدم القدرة على الشعور بمرور الوقت ويمكن أن يجعل كل جانب من جوانب حياة الشخص تقريباً أكثر صعوبة. الشيء المهم الذي يجب فهمه هو أنّه يشبه إلى حدّ كبير مشكلة حسّيّة، وليس تجاهلاً متعمداً للوقت".

بالنسبة إلى معظم الناس، من الممكن تقدير مرور دقيقة من الوقت بدقة معقولة لأنّ دماغهم يدرك تقريباً كم مرة يدق قلبهم في الدقيقة الواحدة. مع اقتراب الدقات من العدد المحدّد سيبدأون بالشعور كأنّ الدقيقة مرّت تقريباً. يدمج الدماغ هذه المعلومة بمدخلات حسية أخرى كالتغيرات الحرارية في البيئة المحيطة لبناء صورة عامة عن مكان الناس بالنسبة إلى الزمن وعن سرعتهم في التحرّك عبره.

يقع عمى الوقت، بحسب الموقع نفسه، حين يتعطّل هذا المسار، ممّا يؤدي إلى مشاكل تُنمّط غالباً بشكل خاطئ على أنّها سوء إدارة للوقت. من بين هذه المؤشّرات التقليل أو المبالغة في تقدير الوقت المنقضي أو مدّة المهمة أو مقدار الوقت المتبقي قبل الحدث المرتقب. من المؤشّرات أيضاً، تفويت المواعيد بشكل مزمن وفقدان القدرة على تعقّب مسار الوقت بشكل متكرر والشعور بأنّ الوقت "يتلاشى". ويمكن أن تظهر أيضاً من خلال رد فعل بطيء أو مواجهة صعوبة في ضبط الحركة، أو العجز عن تحديد متى تناول المرء غداءه أو آخر مرة ذهب فيها ليقضي عطلته.


ثمّة أسئلة أخرى تطرحها تريش روني من موقع "إنسايد هوك" على قرّائها:

هل كنتم متأكدين تماماً من أنّكم كنتم في قطار لدقائق قليلة، لكنّ الحقيقة أنّ الأمر كان أقرب إلى نصف ساعة؟ أو ربما تظنون أنكم تتابعون بعض الأخبار على هاتفكم لفترة وجيزة قبل الذهاب إلى السرير، لكن مضى على ذلك بضع ساعات؟

إنّ اختبار أيّ من هذين السيناريوين هو اختبار لعمى الوقت. يقول الأستاذ المشارك لعلم النفس التأملي في جامعة ديربي البريطانية ويليام فان غوردون إنّ عمى الوقت هو حين "يطوّر الفرد تصوّراً مشوّهاً عن الوقت".


وأوضح فان غوردون لموقع "إنسايد هوك" أنّه يمكن أن يكون الأمر عبارة عن فترة قصيرة جداً أو عن حالة تتكرر إلى درجة أنّها تبدأ بالتأثير في القدرة على العمل.


يشرح التقرير نفسه أنّ عمى الوقت أضحى عبارة منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك" و"تويتر"، حيث استخدمها الناشطون لمناقشة الظاهرة على أنها مرتبطة بحالات مثل "الوسواس القهري" أو "قصور الانتباه وفرط الحركة"، كما بالنسبة إلى حالات اختبرها الناس بعد عامين من جائحة "كوفيد". وبينما يشدّد فان غوردون على أهمية الوعي في مناقشة الصحة النفسية، هو ينصح بالحذر من التشخيص الذاتي كي لا يصبح الناس متماهين مع تشخيصهم لما يعتقدون أنّهم يمرّون به.


بحسب "إنسايد هوك"، إنّ أصدقاءكم قد لا يكونون وقحين لرفض مغادرة منزلكم عند وقت محدّد. ربما يعانون في تصوّرهم الخاص عن الوقت بعد الجائحة والعودة الى العمل والحياة الطبيعية.


لا يعارض فان غوردون مناقشة هذه الظروف على الإنترنت لكنّه يحذّر من أنّ ذلك قد يتسبّب بالمعاناة. ويشدّد على ضرورة التعامل مع أي حالة مرتبطة بالصحة النفسية بشكل جادّ ناصحاً أيّ شخص يعاني بالتوجه إلى المتخصّصين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات