حجاب الخوف سقط في إيران


جراسا -

المشهد العام الساخن في إيران، يؤكد بأن هناك شيئا استثنائيا يحدث، وفي لحظة تطور سياسي واجتماعي تتجاوز الاحتجاجات نفسها، وقد يكون لها تأثير عميق على المجتمع والسياسة الإيرانيين لسنوات قادمة، بحسب تقديرات الدوائر السياسية في لندن، التي رأت أن المظاهرات التي اجتاحت البلاد منذ نحو أسبوع ووصلت إلى عشرات المدن هي بمثابة «لحظة غضب»، وأن الاحتجاجات التي تركّز على حقوق النساء في إيران «غير عادية»، والرجال ينضمون إلى المظاهرات التي تقودها النساء، واللافت للمراقبين، أن المتظاهرين «أكثر تنوعاً» من الناحية الديموغرافية، مقارنة مع الاحتجاجات السابقة.

وإذا كان تاريخ إيران طويل مع فرض ما ترتديه المرأة، سواء من حظر ارتداء الحجاب في الثلاثينيات، إلى فرضه إلزاما بعد ثورة عام 1979.فإن تشدد شرطة الآداب في ما يتعلّق بالقوانين المرتبطة باللباس، قد فجر «غضبا مكتوما» أشعل تظاهرات شعبية حاشدة أضعفت النظام الإيراني

حجاب الخوف سقط في إيران
وأصبح الحدث الاستثنائي في إيران ، أن حجاب الخوف قد سقط، ويجب توقع المزيد من التحركات الشعبية المعارضة بشدة مستقبلا، بحسب تحليل الباحثة الإيرانية، آزاده كيان، وترى صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية، أن الاحتجاجات المستمرة منذ عشرة أيام أضعفت النظام، لكن وحشية القمع وعدم وجود قيادة لهذه الحركة العفوية يقفان حائلا دون ولادة ثورة حقيقية في إيران. وتشير صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، إلى انتشار اغنية «بيلا تشاو» بأداء إيراني على مواقع التواصل الاجتماعي.. وهذه الأغنية هي في الأصل نشيد الفلاحات الإيطاليات لدى ثورتهن على ظروف عملهن في حقول الأرز في بدايات القرن العشرين، وقد تحولت فيما بعد الى نشيد المقاومين الإيطاليين ضد الفاشستية قبل تبنيها من قبل ثائرات إيران.

وترى الباحثة الفرنسية «الكسندرا شوارتزبرود»، أن نشيد «بيلا تشاو» الثوري بلا حدود وليس من قبيل الصدفة، أن ينطلق في أكثر البلدان تشددا، كما ان «الشجاعة الفائقة التي أبدتها الايرانيات يجب أن تحضنا جميعا على الارتقاء الى مستواهن»

شيء استثنائي يحدث في إيران
تطورات المشهد الإيراني، تتصدر متابعات وتحليلات الدوائر الغربية، مع بداية شرارة الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ أكثر من أسبوع، في أعقاب مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني التي تبلغ من العمر 22 عاما، بعد أن احتجزتها شرطة الإرشاد بسبب عدم ارتدائها الحجاب، وأسفرت تلك الاحتجاجات عن مقتل عشرات الأشخاص في اشتباكات بين الشرطة والمحتجين. ويرى المحلل السياسي البريطاني، بورزو دراغاهي ، أن شيئا استثنائيا يحدث في إيران، مع تدفق للوحدة عبر الانقسامات العرقية والإقليمية والطبقية في البلاد، حيث يتوحد الجميع معًا لدعم حقوق المرأة.

ويشير المحلل السياسي، إلى أن رد الفعل على وفاة «أميني» كان فوريا وانتشر مثل النار في الهشيم، وفي ظل عدم وجود ملاذ ضمن النظام السياسي أو القضاء أو المشهد الإعلامي، الذي يحتكره الإسلاميون الموالون للمرشد، ولم يكن أمام الإيرانيين سوى النزول للشوارع والاحتجاج.


الانتفاضة الشعبية لحظة فخر في تاريخ إيران
ويقول «دراغاهي»، إن الاحتجاجات مستمرة، لكن معظم المحللين في إيران وأجهزة المخابرات الغربية، حتى أولئك الذين يتعاطفون بحماس مع المحتجين، يقدّرون أن الاضطرابات ستهدأ على الأرجح في الوقت الحالي، ومع ذلك فإن المحتجين في الشوارع وكذلك أولئك الذين أزيحوا قسرا إلى الهامش، لا يزال بإمكانهم ادعاء تحقيق نصر أخلاقي لدفعهم التطور السياسي في إيران.

وسواء نجحت في إحداث تغيير من عدمه، فإن انتفاضة سبتمبر/ أيلول 2022 الشعبية التي أعقبت وفاة أميني، والطريقة التي اجتذبت بها الإيرانيين من جميع أطياف التركيبة السكانية معًا، ستُكرس بالتأكيد كلحظة فخر في تاريخ الأمة ومسارها الديمقراطي، بحسب تعبير الدوائر الغربية.

السلطات الإيرانية تتجه إلى المزيد من القمع

وأبدت صحيفة «الجارديان» البريطانية، مخاوف من التصعيد الكبير، بعد موت عدد من الأشخاص، ومع فرض قيود صارمة على الإنترنت وخطاب متشدد للحرس الثوري الإيراني وعودة الرئيس الإيرانيمن المشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وترى الصحيفة أن السلطات الإيرانية تبدو كأنها تتجه إلى المزيد من القمع، وهو نمط مألوف لاحتواء المعارضة، ثم كسرها، ولكن قصة القمع هي أيضا قصة صمود.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات