جراسا -

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن ثقتنا في تحقيق سلام دائم قائم على العدل تتراجع.

وأضاف في كلمته أمام الأمم المتحدة أن إسرائيل تسعى بتصميم إلى تدمير حل الدولتين وبالتالي لا يوجد شريك إسرائيلي يمكن الحديث معه ، وأنها تخوض حملة مسعورة للاستيلاء على أراضينا وتطلق يد الجيش والمستوطنين الإرهابيين ، كما أنها تجبر أعدادا من الفلسطينيين على هدم بيوتهم بأيديهم أو دفع ثمن هدمها.

وأوضح أن علاقتنا مع إسرائيل ستكون على أساس أنها قوة احتلال وأننا شعب محتل ، حيث أنها سمحت بتشكيل منظمات إرهابية يقودها أعضاء من الكنيست .

كما دعا عباس الى تصنيف منظمات إرهابية إسرائيلية تستهدف الفلسطينيين وحقوقهم كتنظيمات إرهابية.

وأشار الى أن الصحفية شيرين أبو عاقلة قتلت برصاص قناص إسرائيلي وهذا يعني أنه قصد استهدافها، لافتا الى أن الصحفية شيرين أبو عاقلة تحمل جنسية أمريكية ، وقال "ولكنني أتحدى أن تلاحق الولايات المتحدة قاتليها".

وشدد بالقول :" نتمسك بالوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس التي تعتدي عليها إسرائيل كل يوم".

ونوه الى أن إسرائيل تعطل إجراءنا انتخابات رئاسية وتشريعية بمنع المواطنين المقدسيين من المشاركة فيها ، وأنها تسن قوانين عنصرية تكرس نظام تمييز عنصري هو عبارة عن نظام أبارتهايد وتفلت من المساءلة.

وأضاف أن الأمم المتحدة وعلى رأسها القوى المتنفذة فيها تحمي إسرائيل باعتماد معايير مزدوجة ، وأن إسرائيل تعتدي على منظمات حقوقية فلسطينية مستقلة أمام نظر العالم.

وقال "إسرائيل ارتكبت منذ نشأتها جرائم بحق شعبنا عندما دمرت 524 قرية فلسطينية وهجرت 950 ألف فلسطيني"، مضيفا أنها ارتكبت منذ نشأتها سنة 1948 أكثر من 50 مجزرة واعترفت بعدد منها.

وأوضح أن آخر المذابح الإسرائيلية الاعتداء على غزة بالصواريخ وجرى إحصاء 67 طفلا قتلوا بغارات إسرائيلية ، مطالبا إسرائيل بالاعتراف بمسؤوليتها عن ارتكاب مذابح وتدمير قرى وتهجير سكانها منذ 1948.

وقال "سنتوجه للمحكمة الجنائية الدولية لمطالبة إسرائيل بتحمل مسؤولياتها الجنائية والسياسية" .

ونوه الى أنه لم يبق محتلا في العالم إلا الشعب الفلسطيني و"أسأل الأمم المتحدة والعالم لماذا يحدث ذلك ؟" ، موضحا أنه لا نقبل أن نبقى نحن الطرف الوحيد الذي يحترم الاتفاقات مع إسرائيل التي يتم خرقها.

وقال "أصبح من حقنا بل لزاما علينا البحث عن وسائل أخرى للحصول على حقوقنا وتحقيق السلام" .

وأضاف عباس " إسرائيل لم تترك لنا خيارا آخر سوى أن نعيد النظر في العلاقة القائمة معها برمتها " ، منوها الى أن الأمم المتحدة أصدرت مئات القرارات الخاصة بفلسطين بينها 97 قرارا عن مجلس الأمن لم تنفذ أبدا.

وطالب عباس بتنفيذ القرار 181 الخاص بتقسيم فلسطين والقرار 194 الخاص بعودة اللاجئين ، معلنا أن فلسطين ستشرع في إجراءات الانضمام إلى منظمات دولية منها الطيران المدني والصحة العالمية.

وأضاف أنه إذا استمرت عرقلة نيلنا العضوية الكاملة بالأمم المتحدة يصبح لزاما علينا التوجه للجمعية العامة ، منوها الى أن المجتمع الدولي عجز عن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وحماية شعبنا.

وقال "لن نلجأ للسلاح ولا للعنف والإرهاب ولكننا نريد منكم حماية شعبنا" ، مضيفا أن الولايات المتحدة تقدم دعما لامحدودا لإسرائيل وتحميها من المحاسبة.

ولفت الى أن دولا كانت شريكة في إصدار قرارات تسببت بنكبة الفلسطينيين تتحمل المسؤولية عن محنة الفلسطينيين ، مطالبا بريطانيا والولايات المتحدة وإسرائيل رسميا بالاعتراف بمسؤوليتها عن الجرم في حق الشعب الفلسطيني.

وقال أن الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية تنادي بحل الدولتين لكنها تعترف بإسرائيل فقط ، مؤكدا أن واشنطن ودولا أوروبية تهدد باستخدام الفيتو أمام مساعينا لنيل العضوية الكاملة بالأمم المتحدة.

وطالب عباس الأمين العام للأمم المتحدة بوضع خطة تنهي حالة الاحتلال لدولة فلسطين ، منوها الى أن الاختبار الحقيقي لتأييد بايدن ولابيد حل الدولتين هو جلوس الإسرائيليين فورا إلى طاولة التفاوض .

وقال "حافظنا على قرارنا الوطني المستقل وثوابتنا الوطنية ونجدد رفض تلقي أوامر من أية جهة في العالم" .

وأضاف أن أسرانا البواسل هم ضمير شعبنا الحي وستبقى حريتهم أمانة في أعناقنا ولن نتخلى عن عائلاتهم ، متسائلا " أي قانون في العالم يقبل أسر وسجن طفل عمره 7 سنوات".

وتحدث عباس عن الأسير ناصر أبو حميد الذي ينتظر الموت في أي لحظة ولكنهم لا يسمحون لوالدته بأن تلتقيه ، وأن حالته تفاقمت بسبب الإهمال الطبي ورفض سلطات الاحتلال علاجه من السرطان .

وقال :"الاحتلال سوف ينتهي حتما ولكننا تعبنا ونحن نريد حلا من المجتمع الدولي".