طريق معان المدورة .. عقود من الإهمال


جراسا -

يعد طريق “معان المدورة” الدولي والذي يبلغ طوله 120 كلم، وبمسرب واحد باتجاهين، من أقدم طرق المملكة وأخطرها أيضا، نظرا لما يشهده من حوادث مأساوية، لافتقاره لمتطلبات السلامة المرورية، إذ تنتشر فيه المنحنيات الخطرة والتشققات والحفر التي تربك السائقين.

وأصبح الطريق محفوفا بالموت، برغم أنه يشهد حركة سير نشطة، فهو طريق دولي يربط الأردن بالسعودية، ويسلكه آلاف الحجاج والمعتمرين والمغتربين، بالإضافة للشاحنات الناقلة للفوسفات وصهاريج الفوسفوريك من مناجم فوسفات الشيدية إلى العقبة، ومئات المركبات والحافلات للعاملين في مجمع الشيدية.

قضية إعادة تأهيل الطريق، ما تزال تراوح مكانها منذ سنوات طويلة، دون أن توليها الجهات المعنية أي اهتمام إذ تنتقل من عام إلى آخر، ومستخدمو الطريق ينتظرون حلما بتحقق وعود لم ينفذ أي منها على أرض الواقع، ليظل هذا الطريق مصدر قلق وخوف لعابريه، لما يشكله من خطورة على حياتهم.

وبحسب مصادر في مديرية دفاع مدني محافظة معان، تسبب الطريق بوقوع أكثر من 77 حادثا مروريا نتج عنها وفاة 50 شخصا وإصابة 110 آخرين بجروح وكسور بين متوسطة وخطرة في الأعوام الثلاثة الأخيرة، في وقت أشارت فيه مصادر طبية عاملة في مستشفى معان الحكومي، إلى أن معظم الحوادث التي استقبلت في قسم الإسعاف والطوارئ بالفترة القليلة الماضية، وقعت على هذا الطريق، بخاصة منطقة تقاطع الشيدية، وأن غالبية الحالات التي وصلت كانت متوفية أو إصاباتها حرجة.

وجدد السائقان ياسر العقايلة ووليد أبو صالح وهما يسلكان الطريق يوميا للوصول إلى مقاصدهم، شكاواهم من خطورة الطريق، بعد أن تهاوت بنيته التحتية وعدم ملاءمته هندسيا مع حركة السير الكثيفة التي يشهدها، مشيرين أن خطورة الطريق تظهر في أكثر من جانب، أبرزها ضيقه وتردي بنيته التي أضحت مهترئة لعدم صيانتها وتأهيلها، وتفاقم تشققاتها، وحفرها الكثيرة، بخاصة عند المنعطفات والانحدارات التي أضحت خطرا فعليا على عابريه من السائقين، إلى جانب ما يؤدي به كل ذلك إلى الحاق الاضرار بالمركبات والشاحنات.

وقالا، إن الطريق التي أنهت حياة أسر من داخل المملكة وخارجها، عرض الحكومات المعنية بالمرور والسير والنقل والأشغال لانتقادات شديدة، للمماطلات والتسويف التي تعرضت لها عملية إعادة تأهيله.

ويرى رئيس بلدية معان الكبرى الدكتور ياسين صلاح، إنه ومنذ إنشاء الطريق قبل عقود ماضية، إلا انه ما يزال دون تأهيل أو معالجة حقيقية، مشيرا إلى أن خطورته تتركز في ضيقه واهترائه وكثرة تشققاته وحفره، ومنعطفاته الخطرة، وافتقاره للوحات الإرشادية والشواخص المرورية.

وأشار، صلاح إلى أن خطورة الطريق تزداد في الأجواء المناخية السيئة، إذ تسود المنطقة العواصف الرملية والغبار، وغزارة الأمطار، ما يحدث انزلاقات في التربة وتجريف لأطراف الطريق المتآكلة أصلا، ويفقدها معالمها ويجعل مرتاديها يتعرضون في أي لحظة لخطر الحوادث القاتلة، إذا لم تتحرك الجهات المعنية لاتخاذ خطوات سريعة لمعالجتها وإعادة تأهيلها للحد من حوادثها القاتلة.

وأكد أهمية حاجة الطريق لأن يكون بأربعة مسارب وباتجاهين وبمواصفات دولية عالية تناسب مكانته الدولية، إذ يشهد حركة سير كثيفة بخاصة في مواسم الحج والعمرة، بعد ارتفاع معدلات الوفيات جراء الحوادث عليه في السنوات القليلة الماضية.

ويؤكد نائب رئيس مجلس المحافظة محمود جميل أخو عميره، أنه لم يرصد أي مخصصات أو مبالغ مالية ضمن موازنة مجلس المحافظة للعام السابق والحالي لإعادة تأهيل أو صيانة طريق “معان المدورة” الدولي لضعف موازنة المحافظة البالغة 10 ملايين دينار منها 2 مليون و400 ألف دينار مخصص إلى قصبة معان.

وأشار، أخو عميرة أن مجلس المحافظة بعث بمخاطبات عديدة إلى الجهات المعنية في الحكومة بإعادة تأهيل طريق معان المدورة للحد من خطورته وحل هذه القضية المزمنة ووقف نزيف الدماء عليه، إلا أن الردود الرسمية ما تزال تنتظر توافر المخصصات المالية، والحصول على الدعم والتمويل، عن طريق المنح الخارجية لإعادة تأهيل الطريق، والذي يسبب عدم توافرها بإعاقة العمل فيه، بخاصة وأن كلفة تنفيذه تقدر بنحو 120 مليون دينار، بحسب مسؤولين في وزارة الأشغال العامة، في حين يتوقع بأن يوفر المشروع حال تنفيذه مئات من فرص العمل في شتى المجالات الإنشائية.

وبين ان مجلس المحافظة يتواصل مع كافة الجهات الحكومية لتوفير تمويل عبر إدراج مشروع إعادة تأهيل الطريق على برامج المنح الدولية والقروض الميسرة، لكن لم يحدث أي شيء للآن، ما يستوجب ذلك تدخل الجهات المعنية للوقوف على إعادة تأهيل الطريق بشكل عاجل.الغد



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات