مهارات الشباب والعمل التطوعي


العمل التطوعي يختلف عن السلوك التطوعي فالسلوك التطوعي هو سلوك عفوي يظهر نتيجة لاستجابة الفرد لظروف طارئة مثلاً كإنقاذ غريق أو إسعاف مصاب بحادث وهذا العمل يأتي تلبية لرغبات إنسانية وأخلاقية صرفة حركتها ظروف معينة ولا يتوقع من قام بها أن يحصل على مقابل مادي مقابل ذلك العمل الذي قام به .

بينما العمل التطوعي هو ذلك العمل المنظم والدائم والذي لا يرتبط بظرف معين بل يرتبط بقناعة وإيمان بالفكرة والأهداف بعيداً عن الإكراه والإلزام الخارجي وهو كذلك التضحية بالوقت أو الجهد او المال او الخبرة والمعلومات دون انتظار عائد مادي وهو كذلك نشاط اجتماعي يقوم به الأفراد بشكل فردي أو جماعي من خلال الجمعيات والأندية وغيرها وتختلف نوعية العمل التطوعي المنظم من غير المنظم فيما يتعلق بطبيعة العمل ومفاهيمه وضوابطه واليات التطبيق ويتفق المختصون في هذا الحال على مرتكزات أساسية في العمل الاجتماعي التطوعي من اهمها القناعة بجدوى " العمل الاجتماعي التطوعي " في تنمية المجتمع وخدمة الإنسان والمجتمع وتوفر الرغبة الملائمة لممارسة نوع العمل التطوعي هو التضحية بالوقت والمال والجهد والخبرة وكذلك توفر درجة من الثقافة والاطلاع على أداء العمل التطوعي لدى الشخص المتطوع وعدم التمييز بين الفئات الاجتماعية وتطبيق مبدأ المساواة والعدالة في توفير الخدمة التطوعية.

ويعتمد العمل التطوعي على عدة عوامل لنجاحه، ومن أهمها المورد البشري فكلما كان المورد البشري متحمساً للقضايا الاجتماعية ومدركاً لإبعاد العمل الاجتماعي فحماس الشباب وانتمائهم لمجتمعهم كفيلان بدعم ومساندة العمل الاجتماعي والرقي بمستواه ومضمونة، فضلاً على أن العمل الاجتماعي سيراكم الخبرات وقدرات ومهارات الشباب والتي سيكونون بأمس الحاجة لها خاصة في مرحلة تكوينهم ومرحلة ممارستهم لحياتهم العملية وبالرغم من أهمية العمل الاجتماعي التطوعي الا أننا نجد نسبة قليلة من الشباب تمارس العمل التطوعي فهناك عزوف من قبل أفراد المجتمع وخاصة الشباب منهم عن المشاركة في العمل التطوعي بالرغم من إن الشباب يتمتع بمستوى عالي من الثقافة والوعي والانتماء وكذلك وجود القوانين والمؤسسات التي تشجع الشباب على المشاركة بشكل فاعل في تنمية مجتمعهم .

وتاتي أهمية مشاركة الشباب كونهم قادرين أكثر من غيرهم على فهم مشاكلهم وإيجاد الحلول الأنسب لها كذلك الأثر الكبير الذي يتركه العمل الاجتماعي على الشباب حيث يمنحهم الثقة بالنفس واحترام الذات والشعور بقيمة العمل واستثمار وقت الشباب في أعمال تطوعية إضافة إلى تعزيز الروابط الاجتماعية وتقليص الفوارق الطبقية بين فئات المجتمع.

وزارة الشباب معنية بتبني مشروع وطني للعمل التطوعي لتنظيم المبادرات الفردية التطوعية لدى الشباب بشكل مؤسسي ومنظم لاتاحة الفرصة امام الشباب المتطوع وتكريم المتطوعين ووضع برامج وامتيازات لهم كما يتطلب تطوير القوانيين والتشريعات الناظمة للعمل التطوعي بما يكفل في ايجاد فرص حقيقية للمشاركة الشبابية في السلم المجتمعي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات