سر انتقال «عروس داعش» البريطانية إلى سوريا


جراسا -

لا تزال مسألة عودة الدواعش أو عائلاتهم تثير جدلا واسعا في بريطانيا، لا سيما أنه من بين أكثر من 900 شخص سافروا إلى سوريا والعراق من المملكة المتحدة، عاد نصفهم تقريبا، ولم تتم مقاضاة سوى 40 منهم فقط، بحسب ما أفادت تقارير محلية.. ولكن المسألة الأكثر جدلا، ترتبط بـ «عروس داعش»، شميمة بيجوم، بعد أن تم الكشف عن تجنيدها من بريطانيا ونقلها إلى تركيا ثم سوريا، للانضمام إلى تنظيم داعش، عن طريق جاسوس كندي.

وتؤكد صحيفة التايمز، أن بريطانيا متهمة بإخفاء حقيقة تهريب التلميذة شميمة بيجوم إلى سوريا.. وتعالت الأصوات في بريطانيا بضرورة إجراء تحقيق مستقل في تصرفات الشرطة وأجهزة المخابرات.
أسرار نقل «شميمة بيجوم» إلى سوريا
وشارك ثلاثة كتاب بريطانيين ( محرر التحقيقات، دومينيك كينيدي، والمحرر القانوني، جوناثان آميس، ومحررة الأمن والجريمة، فيونا هاملتون ) في مقال، نشرته صحيفة التايمز البريطانية، بعنوان «مطالبة بريطانيا بالكشف عن أسرار نقل شميمة بيجوم إلى سوريا بعد فضح عملية تجسس». وأشار المقال إلى أن شرطة لندن كانت تعلم أن مهربا للبشر يعمل لصالح المخابرات الكندية، كان مسؤولا عن مساعدة بيجوم واثنتين من صديقاتها للانضمام إلى داعش في سوريا في عام 2015.

وتبين أن هذا المهرب كان يعمل عميلا مزدوجا لصالح كل من داعش والمخابرات الكندية.
كندا طالبت بريطانيا بالتستر على دورها!

وجاءت القصة أيضا في كتاب جديد صدر الأسبوع الماضي، بعنوان «التاريخ السري للعيون الخمس»، بقلم ريتشارد كرباغ، مراسل أمني سابق في صحيفة صنداي تايمز. وقال الكتاب إن كندا اعترفت بدورها مع داعش نظرا للخوف من فضح أمرها، ثم نجحت في مطالبة بريطانيا بالتستر على دورها.

ومن جانبها تؤكد «شميمة» ـ 23 عاما ـ والمحتجزة في مخيم في سوريا، أنه تم تهريبها إلى داعش، وكان عمرها عندما غادرت لندن 15 عاما، بينما كانت صديقتها قديرة سلطانة في عمر 16 سنة، وقد قُتلت في غارة جوية. أما صديقتها الثالثة فتدعى، أميرة عباسي، وكانت في 15 من العمر، ولا تزال مفقودة.

ووصفت رابينا خان، المستشارة السابقة في البلدة التي تعلمت فيها الفتيات الثلاث، المعلومات الأخيرة بأنها كانت «مخزية تماما لهذا البلد والحكومة. يجب أن يكون هناك تحقيق عام في ما حدث. يجب على الحكومة الكندية أو الأشخاص الذين يتسترون في هذا البلد أن يكشفوا الحقيقة».




عميل للمخابرات الكندية تولى مسؤولية رحلة بيجوم إلى «داعش»
وبحسب كتاب كرباغ ساعد عميل للمخابرات الكندية يدعى محمد الرشيد، بيغوم وصديقاتها على السفر من بريطانيا إلى تركيا ثم إلى سوريا، وتم اعتقال الرشيد، وزار مسؤولو المخابرات الكندية بريطانيا وكشفوا عن علاقتهم. وظلت كل الأطراف صامتة حيال ذلك منذ ذلك الحين. وقالت «بيجوم» إن «كامل رحلتها من تركيا إلى سوريا نظمها الرشيد، وكنا نفعل كل ما يطلب منا القيام به”.

ويؤكد خبراء قانونيون، أن ما تم الكشف عنه قد يكون له تأثير كبير على قضية بيغوم عندما تعود إلى لجنة الاستئناف الخاصة بالهجرة في نوفمبر/ تشرين الثاني، وأن المعلومات قد تكون في صالحها.
تهريب الفتيات البريطانيات إلى سوريا
كانت شميمة تبلغ من العمر 15 عاماً عندما سافرت مع تلميذتين أخريين من شرق لندن (كاديزا سلطانة، 16 عاماً، وأميرة عباسي، 15 عاماً) إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم داعش في عام 2015..والتقت الفتيات بمحمد الرشيد، في محطة الحافلات الرئيسية في مدينة إسطنبول التركية، والذي بدوره سهل رحلتهن إلى مناطق سيطرة «تنظيم داعش» شمالي سوريا.

وقد أكد ضابط مخابرات بارز، في وكالة تابعة للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، لشبكة «بي بي سي»، أن رشيد كان يوفر معلومات للمخابرات الكندية أثناء تهريب الأشخاص إلى التنظيم الإرهابي.

حكم بريطاني لصالح «عروس داعش»

وصدر في لندن ، قبل أيام ، حكما أثار جدلا كبيرا في بريطانيا، بالسماح لـ «عروس داعش» بالعودة من أجل متابعة محاكمتها في البلاد، ويطالب حكم كبار القضاة في المملكة المتحدة، بضرورة عودة «بيجوم» التي خسرت 3 أطفال في سوريا من أجل خوض المعركة ضد قرار الحكومة البريطانية سحب الجنسية منها إثر انضمامها إلى داعش.

وكانت «شميمة بيجوم » واحدة من 3 تلميذات من شرق لندن سافرن إلى سوريا من أجل الانضمام إلى «داعش». وعثر عليها في شهر فبراير/ شباط من العام الماضي في مخيم الهول وهي حامل في شهرها التاسع، إلا أن طفلها سرعان ما فارق الحياة بعد ولادته، لتنقل الأم «بيجوم» إلى مخيم آخر في وقت لاحق.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات