هي حكاية الاعتصامات والاضرابات سواء العمالية أو النقابية أو الشبابية أو النسائية أو اطفال المدارس أو أي مواطن يجد أن حقه قد أكل في ليلة ليس بها ضوء من القمر ، كيف يمكن تفسير ذلك خارج مفهوم واحد وهو أن هناك ظلم يقع أو وقع على مجموعة من المواطنين فلم يجدوا بدا من الاعتصام أو الاضراب أو إعلان رفضهم لهذا الظلم ، وسؤالنا هنا للجهات ذات العلاقة وخصوصا الجانب العمالي وقانون العمل لأن هذا القانون هو الذي من خلاله يتم تحديد الحقوق والواجبات على كل مواطن يعمل ضمن إطار قانوني وبعيدا عن عشوائية الوظيفة سواء في القطاع الخاص أو العام ، والسؤال هنا ماذا كانت تفعل هذه الجهات في الايام الماضية والسابقة لظهور مثل هذه الاعتصامات والاضرابات ؟ ، وكيف كانت تستطيع ان تعيش مع نفسها مع وجود هذا الحجم الكبير من الظلم ؟ ، ولماذا كنا وكانت هذه الجهات تستغرب من أن العامل أو المهني أو الحرفي أو الاكاديمي الأردني لايستطيع أن يعطي وينتج كما يجب ؟ ، ولماذا كانت تقام الندوات والدورات التدريبية بهدف تطوير انتاجية هذا المواطن ولايحدث شيء ؟ ، ولماذا عندما كنا نقارن أنفسنا بغيرنا من المجتمعات نقول أن المواطن عندنا كسول ولايحب أن يعمل ؟ ، ولماذا كان دائما وابدا الإطار النقابي تحت المجهر الحكومي ورأس المال الخاص ؟ ، وكنا دائما نقول أن بلادنا لن تستطيع أن تنافس في الاقتصاديات العالمية أن العمالة لدينا ليست ماهرة ، وفي نفس الوقت نجد أن هذه العمالة تثبت وجودها وقدراتها في الاسواق العربية وخصوصا الخليجية ، اذا هناك ظلم واقع على هذا المواطن منذ عهود طويلة ، وهناك مؤسسات في هذه البلد تعيش على وجود مثل هذا الظلم كي تستمر في البقاء والتنفس ، هي حكاية بسيطة لايمكن أن يقال بها أكثر من ذلك ، والحري بنا الان أن نعيد الامور الى نصابها الطبيعي وعندها صدقوني لن نجد أي اضراب أو اعتصام لأن الجميع يأخذ حقه وبالتالي يقوم بواجبه كما يرام ؟؟