الاتفاق النووي الإيراني يقترب من مراحله الأخيرة


جراسا -

رغم الضغوط التي تمارسها إسرائيل على القوى العالمية من أجل عرقلة إتمام الاتفاق النووي مع إيران، إلا أن التقديرات في الأوساط السياسية الإسرائيلية تشير إلى أن مسألة إبرام اتفاق نووي جديد بين الولايات المتحدة وإيران ليست سوى مسألة وقت.

ويحاول المسؤولون في إسرائيل دفع الإدارة الأمريكية إلى تشديد مواقفها مع إيران، وهو الأمر الذي سعى إليه وزير الجيش، بيني جانتس، خلال زيارته لواشنطن، حيث التقى، أمس الجمعة، مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان. ووفقًا لمصدر أمني إسرائيلي رفيع، فقد وجد جانتس آذانًا صاغية بين الأمريكيين.

وقبل يومين، حذر رئيس الموساد، ديدي برنيع، من أن الاتفاق النووي هو بمثابة “كارثة استراتيجية” لإسرائيل، على حد تعبيره، وقال إن التوقيع سيسمح للإيرانيين بتحقيق قدرات كبيرة للغاية بفضل مئات المليارات من الدولارات التي ستدخل البلاد بمجرد رفع العقوبات.

وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن على إسرائيل الاستعداد للاتفاق الجديد، قائلة “القادم سيكون سيء، والنسخة الجديدة من الاتفاق أسوأ والحالية بمثابة إشكالية”.
تعزيز لنظام طهران

قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق بجيش الاحتلال، اللواء عاموس يادلين، في تصريحات لصحيفة يديعوت أحرونوت إن الاتفاق النووي الذي بدأ يتشكل يمثل مشكلة لإسرائيل، إذ سيعزز الاقتصاد الإيراني، خاصة أنه سيمنح الشرعية إلى البرنامج النووي الإيراني واسع النطاق في عام 2031.

وأكد يادلين أن إيران تتقدم في مشروعها النووي، وهو ما يمثل إشكالية إستراتيجية للغاية بالنسبة لإسرائيل، مشيراً إلى أن الغرض من الاتفاق هو منع إيران من إنتاج أسلحة نووية.







وأوضح “السؤال هو ما إذا كان لدى إسرائيل قدرة بديلة على وقف البرنامج النووي، وهل سيكون أمر إيقافه سهلاً أم صعباً على المدى البعيد”، متابعاً: “يجب أن نسأل هنا أيضا هل إسرائيل تستغل الوقت بشكل صحيح أم أن إيران تستغله بشكل أفضل؟”، وهل سيكون من السهل على إسرائيل أن تتعامل مع البرنامج النووي الإيراني في وقت مبكر، كما في العام المقبل، في حال عدم العودة للاتفاق أو أن إيران مستعدة لمثل هذا الوضع.



“سيناريو مرعب”

وأعرب الرئيس السابق لقسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، يوسي كوبرفاسر، عن اعتقاده بأن الاتفاقية الجديدة أشد خطورة من سابقتها، قائلا: “الاتفاق الأصلي كان ولا يزال شديد الخطورة، وهناك جوانب في النسخة الحالية تجعله أكثر صرامة، ولكن هذا الاتفاق يضمن لإيران القدرة على إنتاج كمية كبيرة من الأسلحة النووية بحلول عام 2031”.

ورأى أن التصريحات الأمريكية حول منع إيران من امتلاك السلاح النووي هي مجرد “تصريحات جوفاء” لأن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على منعها، وأضاف: “الأمريكيون يخدعون أنفسهم بقولهم إن إيران لن تمتلك أسلحة نووية جراء الاتفاق، ولكن عمليا وفي غضون 8 سنوات ستزداد قدرة إيران على إنتاج أسلحة نووية “.







وأكد الخبير الإسرائيلي كوبرفاسر أنه خلال الأجواء الحالية يمكن منع إيران من إنتاج أسلحة نووية، مضيفا أن الإدارة الأمريكية لديها هدف مزدوج تسعى لتحقيقه، الأول هو تجنب المواجهة مع إيران، والهدف الآخر إجراء مفاوضات بالطاقم الحالي الذي أجري الاتفاقية الأصلية.

ورأى أن منع تطوير الأسلحة النووية هو أمر صعب، لكنه ممكن، مضيفا: “الإيرانيون لديهم كمية من اليورانيوم المخصب ويمكنهم الانتقال إلى المراحل التالية لكنهم يتعرضون لضغوط اقتصادية”.

وتابع مرجحا أن الإيرانيين يمكنهم إنتاج مواد انشطارية لعدد صغير من الأجهزة المتفجرة النووية، ولكن الأمر يستغرق وقتًا بالنسبة لهم لتحويلها إلى قنابل.

واعتبر أن “الوضع الراهن إشكالي لكنه أفضل من الاتفاق الذي سيزيل العقوبات من وجه إيران، ويضعها على مسار إنتاج كمية كبيرة من الأسلحة النووية مع تحسين دفاعها الجوي وأموال في خزائنها ستترجم إلى سلطة سياسية”.







وفيما يتعلق بقدرات إيران في الحصول على أسلحة نووية، قيّم كوبرفاسر الوضع بأن الإيرانيين حققوا تقدمًا كبيرًا فيما يتعلق بالمواد الانشطارية، وأن لديهم كمية كبيرة من اليورانيوم المخصب بنسبة 60٪ و 20٪ ، ويمكنهم إنتاج مواد مخصبة إلى مستوى 90٪ في غضون أسابيع قليلة.



“عقوبات على ورق”

من جانب آخر، رأى الخبير في الشؤون الإيرانية لدى الجيش الإسرائيلي، بيني سبتي، أنه ليس متأكدًا من أن طهران ستتوقف عن استخدام أجهزة الطرد المركزي الأكثر تقدمًا لتزيد من تخصيب اليورانيوم.

وأكد أن موضوع العقوبات ضد الحرس الثوري الإيراني سيكون على الورق فقط، موضحا أن رفع العقوبات عن الاقتصاد، يزيح عبئا عن الحرس الثوري الذي يتداخل بقوة في اقتصاد البلاد.







وبحسب هآرتس، فإن جهود إسرائيل مازالت مستمرة، مع الولايات المتحدة إلى أن يتم التوصل إلى الاتفاق في نهاية المطاف، ونقلت عن مسؤول أمني أن إسرائيل تبحث عن مساحة تتيح لها التعامل بحرية في الشأن الإيراني.





من جانبها، أكدت القناة 13 أن إسرائيل تواجه واقعا معقدا، وأن الاتفاق النووي بعيد كل البعد عن خدمة المصلحة الإسرائيلية كما تراه، وأن إسرائيل عبرت عنها بطريقتها الخاصة عبر الاتصالات الخاصة.

فيما أفادت القناة 12 بأن تقديرات الموساد تشير إلى أن الاتفاق سيتم خلال الأسابيع القريبة، وأن رئيس الوزراء، يائير لابيد، لديه تقديرات بأن الاتفاق بات مسألة أيام أو أسابيع قليلة، وبات أقرب من أي وقت مضى.

وفي تقرير له، تساءل موقع ديبكا، المقرب من الدوائر الاستخباراتية الإسرائيلية، عما يمكن أن يفعل رئيس الوزراء يائير لابيد لوقف توقيع الاتفاقية، وكانت الإجابة أنه من الصعب القيام بأي شيء، وبغض النظر على الحل العسكري الذي لا تستطيع إسرائيل القيام به دون موافقة أمريكية، فإن لابيد لا يستطيع العمل ضد إيران، أو العمل لوقف الاتفاق النووي.
وتابع ديبكا: “تبين الآن أن سياسة إسرائيل المبتسمة أمام إدارة بايدن، والرحلات اللامتناهية لكبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين إلى واشنطن، والتي كان آخرها زيارة وزير الجيش جانتس، لم تحقق أي نتائج، بل على العكس من ذلك، فقد سمحت هذه السياسة للرئيس الأمريكي بالمضي قدما في اتفاق نووي جديد مع إيران، وهو أمر سيء للغاية بالنسبة لإسرائيل”.
وشدد على أن الاتفاق الجديد لم يذكر كلمة واحدة تلزم إيران بوقف أنشطة “الحرس الثوري” ودعمها للتنظيمات الإرهابية، وهو ما اعتبره الموقع الإسرائيلي إشارة إلى أن النشاط الإيراني في سوريا ولبنان واليمن والعراق سيستمر.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات