ولادة متعثرة للحكومة اللبنانية


جراسا -

يبدو أن الأمل لا يزال يراود الشارع اللبناني على الصعيدين السياسي والشعبي ـ بالاتفاق أخيرا على تشكيل الحكومة الجديدة، وفقا لتأكيد عدد من المقربين من قصر بعبدا الرئاسي، أن هناك رغبة جادة لدى رئيس الجمهورية، ميشال عون، في تشكيل حكومة جديدة بالاتفاق مع رئيس الحكومة المكلف، نجيب ميقاتي، وفقاً لقواعد الدستور والشراكة الوطنية، واعطاء الفرصة للبحث للوصول الى تفاهم عملي.

صيغتان لتشكيل الحكومة
وذهب رئيس الحكومة المكلف، نجيب ميقاتي، صباح اليوم الأربعاء، لقصر بعبدا الرئاسي، لاستعراض صيغتين لتشكيل الحكومة الجديدة، كما كان مقررا: أولها صيغة الحكومة المشابهة لحكومة تصريف الأعمال الحالية، والتي سلمها سابقا لرئيس الجمهورية وفيها اقتراح لتعديل اسمين فيها، وهما وزير الاقتصاد أمين سلام، ووزير المهجرين شرف الدين، بعدما صرف النظر عن استبدال وزير الطاقة وليد فياض، استجابة لطلب رئيس الجمهورية، بإيحاء من صهره رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.. والصيغة الثانية، صيغة توسعة التشكيلة بضم ست وزراء دولة من السياسيين إليها بطلب من رئيس الجمهورية.

وقالت مصادر سياسية لصحيفة اللواء اللبنانية، إن الصيغة الأولى متوقفة عند من يسمى الوزيرين البديلين.. بينما لا تلقى الصيغة الثانية، قبولا من رئيس الحكومة المكلف ميقاتي، ولا من رئيس المجلس النيابي نبيه بري وقوى أخرى، لأنها تضم في ثناياها حصول «باسيل» على الثلث المعطل، وهذا يعني ضمنا استبعاد الخروج اليوم من قصر بعبدا بنتائج إيجابية، تؤدي إلى حلحلة عقد المطالب والشروط التعجيزية الموضوعة أمام التشكيل الوزاري.
اللقاء في بعبدا يحدد مصير الحكومة!
ويكتسب الاجتماع في القصر الرئاسي، اليوم، صفة الأهمية الاستثنائية، كونه سيحدّد مسار الأمور سواء نحو تشكيل الحكومة، أو تعذر التشكيل، وبالتالي الاستمرار في حالة المراوحة والخلاف، وصولاً إلى موعد الانتخابات الرئاسية، وحيث يُخشى أيضاً من تأخر أو تعذر الانتخاب فتدخل البلاد في حالة فراغ رئاسي وسجال دستوري وسياسي حول صلاحيات تولي حكومة تصريف الأعمال مهام وصلاحيات رئاسة الجمهورية!



هل يتصاعد الدخان الأبيض؟
وبينما يترقب اللبنانيون تصاعد الدخان الأبيض من قصر بعبدا الرئاسي اليوم، مبشرا بالتوافق على التشكيلة الحكومية، فإن هناك من يرى أن الأجواء التشاؤمية لا تزال تخيم على المشهد السياسي، رغم الوساطات والزيارات التي قام بها أكثر من موفد للرئيس المكلف في الليالي الأخيرة بعيدا من الأضواء، كما شهد قصر بعبدا أمس، لقاءات سياسية ودبلوماسية، في وقت تابع فيه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع زواره الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة، فاستقبل عضو «تكتل لبنان القوي» النائب محمد يحيى الذي قال بعد اللقاء: ان البحث «تركز على الوضع الحكومي والاتصالات الجارية في هذا الصدد بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف نجيب ميقاتي وضرورة انجاز هذا الاستحقاق لما فيه مصلحة البلاد وأهلها.

وأصبحت التساؤلات الحائرة في بيروت تدور حول خيارات الرئيس ميشال عون أو رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، في حال تعذر تشكيل الحكومة والذهاب للفراغ؟ وقالت المصادر لصحيفة اللواء اللبنانية: لا شيء واضحاً في الأفق.


هل يتم تعويم الحكومة المستقيلة؟
واستبعدت المصادر حدوث خرق إيجابي من خلال ما يروج له البعض باعتماد اعادة تعويم الحكومة المستقيلة، في حال بقيت المواقف على حالها من الصيغتين المطروحتين، وفشل محاولات الاتفاق على اي منها، باعتبار ان اعادة التعويم تتطلب مثول الحكومة أمام المجلس النيابي لنيل الثقة، لأنه لا يمكن اعتبارها حكومة مكتملة الأوصاف من دون حصولها على ثقة المجلس النيابي، في حين أن الوقت يمضي بسرعة، وبات معه اللجوء إلى هذا الخيار، دونه محاذير ومصاعب عديدة، داخل المجلس وخارجه، وبالتالي من الصعب جدا اعتماده والسير فيه حتى النهاية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات