التجارة بين الدول العظمى .. هل تشكل رادعا للحرب؟


جراسا -

لا تتحكم الدول الكبرى في نفوذها الدولي عن طريق القوة العسكرية فحسب؛ بل ربما يكون لقوتهم الاقتصادية التأثير الأكبر في مواطن عدة.. وقد تكون التجارة عاملا لنشوب تلك الحروب أو درئها.

وبالنظر إلى واقع التجارة، نجد أن الصين وروسيا تعتمدان بدرجة عالية على التجارة لتحقيق النمو الاقتصادي وتأمين موقعهما على المسرح العالمي كقوى كبرى.

لكن فورين أفيرز ترى أن هذه العلاقات التجارية شكلت حافزا لبوتين لشن حرب أوكرانيا دون خشية العقوبات وذلك بسبب اعتماد أوروبا على إمدادات الغاز الروسي التي لم تتوقف حتى الآن رغم اعتراض الأوروبيين على الحرب.

وعلى الجانب الآخر وبالنظر إلى طبيعة العلاقة بين أقوى اقتصادين في العالم أمريكا والصين فالعلاقة معقدة تجعل ترجيح التواصل الاقتصادي على نشوب الحروب.

ففي أوائل أغسطس، عقب زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى تايوان، صعدت بكين بشكل كبير تهديدها بالقيام بعمل عسكري فوق الجزيرة لكنها اكتفت بالمناورات والتدريبات فقط.

مراقبون ارجعوا ذلك إلى العواقب الاقتصادية المحتملة ، فإذا قامت الصين بإعلان الحرب في تايوان ، سيعني ذلك تورط أمريكا فيه والذي سيؤدي إلى انهيار الاقتصاد العالمي .

كما ستؤدي تلك الحرب إلى فرض القوى الكبرى عقوبات اقتصادية على الصين أبرزها على واردات الصين من الطاقة، ما يؤثر بالتبعية على القوى الكبرى، فالصين تسيطر على 18.2% من الناتج الإجمالي العالمي .

ومن نقاط الخلاف بين واشنطن وبكين هي السيادة في بحر الصين الذي يمر عبره أكثر من 60% من التجارة البحرية العالمية، وأكثر من 22% من إجمالي التجارة العالمية، و40% من المُنتجات البترولية العالمية.


نقاط الخلاف الأمريكي الصيني

– النفوذ في بحر الصين الجنوبي الذي يمر فيه ثلث التجارة البحرية العالمية ووفرة الموارد الطبيعية فيه

– قلق صيني من بناء تحالفات أمريكية جديدة مع فيتنام والفلبين وماليزيا وإندونيسيا

– أزمة تايوان: مخاوف أمريكية من تكرار الصين لسيناريو حرب روسيا بأوكرانيا في تايوان

– الحرب التجارية :مطالب صينية بإلغاء التعريفات الجمركية على منتجات صينية بقيمة 350 مليار دولار

اتهامات امريكية بالتلاعب بقيمة العملة الصينية وعدم تسهيل تصدير المنتجات الأمريكية إلى الصين

– إفلاس وخسارة شركات أمريكية لخسارة أفكارها وبرمجياتها بسبب قرصنة شركات صينية

– اتهام واشنطن برامج صينية كالتيك توك بالتجسس من أجل الهيمنة لمصلحة بكين

الضوابط على الصادرات التكنولوجية إلى روسيا

*حظر تصدير ونقل أي سلعة أو برمجيات أو تكنولوجيا ضرورية لقطاعات الدفاع والفضاء والبحرية في روسيا

*تنطبق هذه الضوابط على بيلاروسيا حليف روسيا الوثيق

*واشنطن طبقت قاعدة المنتج الأجنبي المباشر لمنع وصول روسيا إلى المنتجات الأجنبية باستخدام البرامج والتكنولوجيا الأمريكية

*تم فرض هذه القاعدة الصارمة فقط على شركة الاتصالات الصينية العملاقة هاواوي ولم يتم فرضها على دولة بأكملها

*فرض حظر شبه كامل لحظر تصدير مواد ذات منشأ أمريكي إلى الجيش الروسي

*فرض عقوبات شاملة على 100 كيان روسي لمنع روسيا من الوصول إلى العناصر التي تحتاجها لإبراز قوتها

الاستقلال الاقتصادي

أكد مدير الشئون الأوروبية في مجلس الأمن القومي الأمريكي سابقا من واشنطن د. تشارلز كبشان، أن الاستقلال الاقتصادي قد يشجع أمريكا والصين على التعاون التجاري والاقتصادي.

وأضاف كبشان، خلال تصريحات مع برنامج مدار الغد، أن الاستقلالية الاقتصادية نقط ضعف تعاني منها الصين والولايات المتحدة.

وشدد على أن الصين والولايات المتحدة يرغبان في تدمير العولمة والتوأمة الاقتصادية في الاقتصاد الدولي.




الأمن قبل الاقتصاد

أكد الخبير في الشئون الاستراتيجية الروسية من موسكو ديمتري بابيتش، أن الأمن أهم من الاقتصاد في روسيا وهو أمر يدركه الشعب الروسي.

وأضاف بابتش، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن غزو أوكرانيا كان ضرورة للحفاظ على أمن روسيا القومي.

وشدد على أن روسيا لا ترغب في الانفصال عن اقتصادات الدول الأوروبية، لكن من سوء الحظ أضطرت موسكو لذلك.

وأشار إلى أن بوتين لا يعادي للعولمة لكن أضطر إلى الحرب ضد أوكرانيا بسبب الاستفزازات الأمريكية الأوكرانية.


الاقتصاد الروسي

أكد مستشار برنامج الأمن القومي، وخبير الذكاء الاصطناعي من واشنطن مايكل سيكستون، أن الولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي أكثر وحدة في مواجهة روسيا.

وأوضح سيكستون، خلال تصريحات مع برنامج مدار الغد، أنه من غير المحتمل أن توقف الصين على وقف التبادل التجاري مع روسيا.

وأشار إلى أن الاقتصاد الروسي يعاني بالفعل من الحصار الأوروبي والأمريكي بسبب الحروب الأوكرانية الروسية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات