تشكيل الحكومة اللبنانية في دائرة الشلل


جراسا -

يبدو أن لبنان دخل مرحلة «حرق المراكب» بين الرئيس ميشال عون وبين رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، مع تصاعد غبار «حرب داحس والغبراء» ـ بحسب تعبير الدوائر اللبنانية ـ بين التيار الوطني الحر بزعامة جبران باسيل صهر الرئيس عون، وبين نجيب ميقاتي، عبر بياناتِ «عدائية الحدّ الأقصى» التي أفرغ فيها الطرفان أقسى ما في جعبتهما من اتهامات متبادلة، أقرب إلى الهجاء..ولذلك دخل تشكيل الحكومة الجديدة «دائرة الشلل».

وفي ظل هذه الأجواء، غابت الاتصالات بشأن تشكيل الحكومة، خصوصًا بعد القصف المتبادل بالبيانات الساخنة بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وبين الفريق الرئاسي الذي يقوده رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وبات واضحًا أن حكومة تصريف الأعمال ستواصل إدارة البلاد حتى نهاية ولاية الرئيس عون، في 31 أكتوبر/ تشرين الأول، وربما بعده في حال الفراغ الرئاسي.
تراجع ملف تشكيل الحكومة مقابل الاستحقاق الرئاسي
وتشير الدوائر السياسية في بيروت، إلى تراجع ملف تشكيل الحكومة، مع اقتراب المهلة الدستورية للانتخابات الرئاسية في 31 الجاري ـ أغسطس / آب ـ بموجب المادة 73 من الدستور، ومفادها أنه «قبل موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية بمدة شهر على الأقل، أو شهرين على الأكثر يلتئم المجلس بناء على دعوة من رئيسه لانتخاب الرئيس الجديد، وإذا لم يدع المجلس لهذا الغرض فإنه يجتمع حكماً في اليوم العاشر الذي يسبق أجل انتهاء ولاية الرئيس».




عجز عن إخراج الوضع اللبناني من جموده
وكشفت مصادر سياسية، لصحيفة اللواء اللبنانية، أن كبار المسؤولين والسياسيين، أصبحوا عاجزين عن القيام بأي تحرك أو مبادرة، تساهم في اخراج الوضع السائد والسيئ من جموده المدمر، والارجح انهم سلموا بعدم قدرتهم وتعايشوا مع الوضع الراهن، بكل تداعياته المأساوية، وباتوا ينتظرون المتغيرات الإقليمية والدولية، لعلها تساعد بحلحلة الوضع الداخلي وإخراج لبنان من أزمته التي باتت شبه مستعصية.



الحكومة لن ترى النور قريبا

ولاحظت مصادر مطلعة أن لا شيء يوحي أن المناخ سيتبدل لجهة أن حكومة ستبصر النور في المدى المنظور. ورأت المصادر أن معظم الفرقاء باتوا غير متحمسين لهذا الأمر ـ أي تشكيل الحكومة ـ وهذا ما عكسته المواقف الصادرة مباشرة أو بشكل غير مباشر، وبالتالي ليس متوقعا أن نحدث حلحلة بالملف الحكومي أو احداث خرق ما.. وأوضحت المصادر أن ملف تشكيل الحكومة أصبح في حكم «النسيان».

وقالت المصادر للصحيفة اللبنانية، لا أحد يسأل عن هذا الملف بعدما غيب عن أي نقاش أو بحث سياسي حتى أن الملفات التي تستدعي معالجة تطرح في اجتماعات متفرقة أو من خلال إصدار موافقات استثنائية، والتواصل الواجب قيامه بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة حيال ذلك بتم عبر المدراء العامين.

تشكيل الحكومة في دائرة الشلل
و بقي تشكيل الحكومة في دائرة الشلل مقابل حراك حول استحقاق رئاسة الجمهورية وقضايا أخرى، حيث استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بحضور الوزير السابق يوسف فنيانوس، والنائب الشيعي علي حسن خليل، وهو مستشار نبيه بري السياسي، وحرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية، اللقاء الذي استمر زهاء ساعة، وردا على سؤال عن احتمال ترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية؟ قال فرنجية: كل شيء لمصلحة لبنان نحن معه.

لكن مصادر سياسية توقفت عند غياب كتلة نيابية سنية موحدة وزانة، تكون لها كلمتها في الاستحقاق الرئاسي، وإن كان هناك مسعى من مفتي الجمهورية لجمع النواب السنّة حول مواقف موحدة سواء في العمل المجلسي التشريعي والرقابي وفي الاستحقاق الرئاسي، وهو يلتقي النواب السنة تباعاً لهذه الغاية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات