جراسا -

تمكن المحققون في كافة أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية من حل ما لا يقل عن 28 جريمة قتل باردة تعود إلى عقود سابقة منذ عام 2018، وتم استخدام بصمة الحمض النووي على مستوى العالم للمرة الاولى في عام 1986 حين طلبت الشرطة البريطانية من الطبيب أليك جيفريز بجامعة ليستر التحقق من هوية شخص مشتبه بمسئوليته عن جريمتي قتل واغتصاب؛

لتثبت الفحوصات أن المشتبه به لم يرتكب الجرائم الموجهة إليه، وبعد عام واحد اعلنت السلطات الأمريكية حل اول قضية بنفس الطريقة، حيث حددت الجاني فيها عبر تحليل الحمض النووي، وبالفعل تمت إدانة المتهم تومي أندروز في فلوريدا بتهمتى الاغتصاب والقتل اثناء عملية سطو مسلح فى عام 1987 بعد تطابق اختبار الحمض النووي مع آثاره في مسرح الجريمة.

منذ ايام قليلة كشفت السلطات الامريكية أحدث عملياتها الامنية لكشف هوية مجرم عبر تحليل الحمض النووي حيث تأكدت الشرطة من هويته اثناء توقيفه بالمصادفة في نقطة مرور على الطريق، وجهت سلطات ولاية كاليفورنيا تهم رسمية للمتهم جيمس جاري -76 سنة- بقتل امرأة عمرها 46 سنة منذ عام 1996 حيث عثر المحققون على جثة الضحية؛ ليكشف تقرير الطبيب الشرعي تعرضها للشنق أو الخنق بالحبل بعد وقوع اعتداء جسدي عنيف ضدها.

لجأ المحققون إلى تحليل البصمة الوراثية لتكشف المزيد من الاسرار حول السفاح الشبح كما اطلقت عليه الصحف الأمريكية حيث ارتكب جريمة قتل أخرى تعود إلى عام 1980 بعد العثور على الضحية ليتريل ليندساي -46 سنة- مقتولة داخل منزلها بكاليفورنيا، إثر تعرضها لاعتداء جسدي ثم الشنق وهو نفس السيناريو للمتهم حيث توصلت الشرطة الى أن جريمتي القتل التي وقعتا في الثمانينات والتسعينات تم ارتكابها من نفس الشخص الذي يحمل بصمة وراثية واحدة وتكرر نفس الحادث لنفس المتهم في العام الماضي في سان فرانسيسكو حيث اعتدى على امرأة اخرى وحاول خنقها.

جمعت الشرطة خيوط الجرائم الثلاث وبعد الحادث الاخير كثفت الشرطة مراقبتها على عدد من المشتبه بهم ومنهم جيمس جاري إلا ان الشرطة واجهت تحديًا للحصول على البصمة الوراثية الخاصة به، واثناء المراقبة تخطى المتهم السرعة المحددة له على الطريق ليتم اعتقاله اثناء قيادته سيارته تحت تأثير الكحوليات والمخدرات، وخضع لفحص الحمض النووي دون أن يدري عبر جهاز صغير عن طريق الفم ضمن إجراءات قياس المواد المخدرة والكحوليات في دمائه وتم ارسال العينة إلى وزارة العدل لتؤكد انه المتهم الهارب من العدالة منذ 40 عامًا.