بعد تصفية الظواهري .. هل اقتربت نهاية حقبة الإسلام السياسي؟!


جراسا -

كتب محرر الشؤون الدولية - أعلنت الولايات المتحدة انها قتلت زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري في ضربة بأفغانستان في مطلع الأسبوع، في أكبر ضربة للتنظيم المتشدد منذ مقتل مؤسسه أسامة بن لادن في عام 2011، مشددة على انتهاك طالبان بشكل صارخ للاتفاق مع أمريكا بسبب استضافة قادة القاعدة وسط كابل وهذا الاتفاق بين الطرفان أدى الى خروج أمريكا من أفغانستان بشكل مذل.

ورحبت دول إقليمية وعالمية بتصفية الظواهري وهي التي دعمت الجهاد الأفغاني بالعدة والعتاد قبل ان ينقلب الجهاديون على أولياء نعمتهم ويمارسوا الإرهاب بكافة اشكاله.

ونفذ تنظيما القاعدة وداعش، عمليات إرهابية في معظم دول العالم واعتبرا مسؤولان عن الإرهاب العالمي من حيث التخطيط والتنفيذ لعمليات إرهابية منها تفجير برجي التجارة في 11 سبتمبر في أمريكا العام 2001 ،و الأردن والسعودية ومصر وسوريا وعدد من دول العالم الأخرى قتل إثرها الآلاف من الأبرياء من مختلف الجنسيات والأديان.

في التحليل ..بدأ لافتا تعليق الرئيس الأمريكي جو بايدن حول عملية التصفية وقال:" أن بلاده لن تسمح لأفغانستان أن تكون ملاذا للإرهابيين، وستواصل ملاحقة الإرهابيين ومراقبة تنظيم القاعدة في أفغانستان"، حول تصفية الإسلام السياسي بعد الاستثمار به دوليا وإقليميا منذ ثمانينيات القرن الماضي.

وإذا ما تم ربط تعليق الرئيس بايدن مع تصريحات للقائم بأعمال المرشد العام لتنظيم الإخوان في مصر، إبراهيم منير، والتي أكد فيها أن جماعة الإخوان لن تخوض صراعاً جديداً على السلطة في مصر بعد الإطاحة بهم في ثورة 30 يونيو (حزيران) في 2013، التي تعد الام للتنظيمات الإسلام السياسي.

كما ساهمت قرارات أوروبية بولادة تنظيمات تتبع للإسلام السياسي، الإجراءات التي اتخذتها تلك الدول بالتضييق على المسلمين والمسلمات من منع ارتداء الحجاب وخلق جيوب عنصرية في العواصم الأوروبية في خرق فاضح لقيم الديمقراطية التي تتغنى بها تلك الدول، في انفلات ولادات متعددة لتنظيمات متطرفة وبشكل منفلت.

وغير بعيد عن هذا التحليل، تدشين الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما في الرابع من يونيو/حزيران 2009، من العاصمة المصرية القاهرة، إرساء علاقة جديدة بين بلاده والعالم الإسلامي، والسماح للإخوان المسلمين بتسلم السلطة في مصر وتونس وليبيا وضمن المخطط سورية أيضا تمكينهم في الأردن.

السياسية الامريكية تجاه الاخوان تفضي بشيء من الازدواجية ففي الوقت الذي تخلت فيه عن الاخوان في مصر وتونس وليبيا وسورية مثلا، ظلت دعم وجود الاخوان المسلمين في الأردن طول سنوات الربيع العربي، باعتبارهم مكون أساسي من مكونات المجتمع الأردني وان بقائهم في السلطة التنفيذية تارة والتشريعية تارة أخرى ضرورة وطنية وتنصح بعدم القسوة عليهم.

كما فعل حلفاء أمريكا تجاه الاخوان، نفذت تركيا نفس السياسية ففي الوقت الذي استقبلتهم وفتح أبواب الجمهورية امامهم واستخدمتهم كأداة سياسية ضد حلفاء اخرين لأمريكا ومنهم مصر.

وفهمت تصريحات الشيخ منير، "أن الحكم ليس من أهداف الجماعة" والعودة للدعوى كما بداها الشيخ المؤسس حسن البناء يعد "مراوغة سياسية لإعادة التموضع في الحياه السياسية.

يبدو وأثر انتهاء فعالية الخدمات التي قدمها الإسلام السياسي للسياسية الامريكية أحادية القطب آنذاك، من حرب الاتحاد السوفيتي السابق عبر بوابة كابول وعدم السيطرة على الانفلات الحاصل في تشظي زعامات منظمات الإسلام السياسي وتعدد مرجعياتها من خلال التشبيك مع عدة أجهزة استخبارية دولية وتعدد الممولين وتناقض أهدافهم الى استصدار قرار دولي يقضي بإنهاء ظاهرة الإسلام السياسي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات