عادة ما تراودني الأفكار قبل الكتابة في أي مقال ، ولكن هذه المرة جاءني إتصال من أحد المقربين قائلا بعد السؤال عن الحال والأحوال وفي معرض الحديث سألني قائلا : آه طمني شو صار مع الولاد ؟ طبعا ذهب خيالي بعيدا عن من يتحدث هذا الصديق وتجاهلت سؤاله إلا أنه أطرق قائلا وعاود الكرة ثانية قائلا : إنت ما قرأت أسماء المنح الدراسية للطلاب الجامعيين والبعثات والقروض.

عندها تداركت الإجابة قائلا: لا ... كيف بده يطلعلهم يا حصرة ؟ سألني صديقي : وليش ما يطلع ؟ فأجبته : لأنه أولادي بدرسوا بجامعة عمان الأهلية ، وبعدها تم إنهاء المكالمة من صديقي مستغربا وتركني أمعن السمع وأسترجع ما قاله لأدخل إلى قائمة الطلاب والمنح وكانت قمة المفاجأة أن ساكني الصويفية وعبدون وخلدا وغيرهم وهؤلاء الجماعة (الفرير) مساكين أسماءهم من ضمن القوائم والأسماء ، ترى هل تم دراسة الأسماء جيدا لدى وزير التعليم العالي لينسق مع رئيس الجامعة هذا ما راودني ، وبعدها عدت إلى حيث كان السؤال وليش ولادك ما إلهم ؟ فعلا لأول مرة أتحدث فيها عن نفسي ودائما يقال بالمثل الواحد بحق نفسه عينه تضيق . إلا أنني لن أسمح لها بأن تضيق لا بد أن تكون عينا على كل العيون ومن هنا السؤال الذي سأطرحه الآن يا مسؤول من المسؤول عن الطلبة في الجامعات الخاصة؟ وأنتم تعرفون أننا الأردنيون نضطر للجوء إلى الجامعات الخاصة لا ترفا وإنما الظروف تجبرنا على أن نختار إما أن ندرس في جامعة خاصة وإما خيارات أنتم تعرفون عواقبها ؛ لذا أقول ما ذنب الطلبة غير الميسورين الحال من أن يحرموا من استكمال دراستهم في الجامعة الخاصة التي استنزفت وأرهقت كاهلنا من أن يحرم هذا الطالب أو ذاك لأن لديه أقساط قد تكون الظروف اشتدت على الأهل ولم يستطع رب الأسرة من الدفع لسبب أو لآخر ؟ لماذا لا تقدم القروض للطلاب غير المقتدرين من أجل استكمال الدراسة ومن ثم بعد التخرج يقوم الطالب بتسديد المستحقات التي استحقت عليه لا أن يحرم ويبقى قابعا على قارعة الطريق هنا السؤال ومن يملك الجواب فليكن جوابه من موقع قرار ومسؤولية . لماذا يتم تجاهل الطلاب في الجامعات الخاصة من المنح والقروض يا مسؤول أينما تكون ؟ هل يضيع العمر بهم هدرا وهم ينتظرون انفراج الحال والأحوال؟ وكما يقال مكره أخاك لا بطل .

ليست بطولة منا نحن الفقراء أن ندرس أبناءنا في الجامعات الخاصة ولكننا مغرمون إما أن يكون قد حصل الطالب معدلا متدني وإما أن يكون أساء الاختيار. ومع هذا وذاك في النهاية نقول ألم يحمل هذا الطالب رقما وطنيا أردنيا كزملائه في الجامعات ذوات المنح والمكرمات والقروض ، أم أن أرقامهم تقل بالعدد؟ وما هو الحل الذي يجب أن يكون منصفا لهذه الفئة التي يبيع فيها ولي الأمر ما يملك من أجل دفع الرسوم وإلا الطرد ويتحول الطالب من طالب جامعي إلى متسول على حساب بقية أخوانه، ووين صفينا من طالب جامعي إلى طالب مرتزقة بالشوارع وعلى القهاوي ولا قطفنا العنب ولا ناطحنا الناطور وعلى القوانين المجحفة الله يعين وبالنهاية ولي الأمر هو المسكين والطالب الضحية والسبب تشريعات جديدة تلغي القديمة وزير رايح وزير جاي والطالب من الجامعة بقولوله ما دفعت الرسوم يله باي وقبل أنا ما أقول باي بدي أسأل يا مسؤول من المسؤول عن تردي الحال ؟؟؟؟

Hikmat_b@yahoo.com