حذاء من غضب يطلق قبلة الوداع


وحيدا في الزنزانة تجلس الان يا مننتظر ، وحيدا الا من افكارك واحلامك التي كانت: عراق عظيم فقط لا غير، عراق حر فقط لا غير، عراق آمن لا مقاتلات ولا قتلى .

زرتك في احلامي الليلة الماضية يا منتظر سمعتك تقول: "يا حسرتاه على حذائي ، واعيش ارثيني فاني احق منه بالرثاء"، لماذا فعلت هذا يا منتظر؟ جائني صوتك حزينا متوجعا:"انا والتاريخ جلسنا فرحين امام الكاميرات تجاهد لتسجل اسمائهم في لوائح الذكر"

قلت لهم،كما قلنا مرارا لهم ، يا منتظر : احذروا الغضبة،لكنهم ابوا ان يسمعوك او يسمعونا، اصمت المناصب والخيرات اذانهم،لكنها ابدا لم ولن تبكم فوهك وافواهنا ، ابدا لن تبكم فوهك وافواه احرار العراق العظيم.

حذائك سيبقى ملئ الدهر ،اما خطاباتهم فحتما ستزول، الكاميرات التي كانت في القاعة سجلت اسمك .اما اسمائهم فانها مثل( حذاء الطنبوري) لا بد انها الى مزبلة التاريخ ذاهبة.

كان يمكنك يا منتظر ان تحتفظ بالحذاء ، وتحتفظ بحريتك لو انك فقط رفعته في وجه ملك الطغيان،رسالة واضحة من العراق لمن دمر العراق:اخرجوا من بلادي،لا تقلقوا علي حريتي ، لا تققوا على امني، اخرجوا ودعوا شعبي يتدبر امره اما حريتي وامني فانا كفيل بهما ، لكنها غضبة الحذاء وكرامة سيد الحذاء ابت الا ان تخرج فكان ما كان امام كاميرا جاءت لتسجيل حفل الوداع،فاطلقت قبلة الوداع.

سلمت ويسلم حذائك يا منتظر ، يسلم حذائك الذي سيبقى شاهدا على مذبحة اقترفت ترفا لا اسباب ولا مبررات، يسلم حذائك الطويل مثل دجلة ،حذائك العالي مثل نخيل الفرات ،حذائك الذي سيبقى خالدا فينا مثل شهيد العراق الذي مضى شنقا من اجل العراق.

حذائك ايها الفقير الذي اشتريته من بسطات( الكرادة) اغلى من وجوههم الرخيصة ، حذائك الذي فتح صدر اسئلتك الكبيرة في وجوههم اخرج حشرجات للذين بقوا في الوطن جوعى بلا امن او حرية، والذين تشردوا في الاصقاع اغرابا بلا وطن او عائلة.

ذات مرة قرات حكاية بعنوان(حذاء يتكلم) ضحكت للعنوان، بعد سماع انباء الامس ،العنوان كان حقيقة : الحذاء يتكلم، ارسل قبلة الوداع ب ( غضب) ، خجلت ،في الوقت الذي كان حذاء( منتظر الزيدي) يتكلم كنت اتسوق في احد المحلات لشراء حذاء، حذاء منتظر سمعه العالم كله، حذائي سيراه بضعة اشخاص ، حذاء منتظر سيبقى للابد،حذائي سوف يذهب للزبالة بعد عدة اشهر .



تعليقات القراء

صديق قديم
الحذاء تكلم لغة الشعب المقهور استاذي العزيز
16-12-2008 05:36 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات