توقعات بتراجع الدعم الأوروبي لأوكرانيا


جراسا -

توقعت الدوائر السياسية في الغرب، تراجع مستويات دعم الدول الأوروبية لأوكرانيا، وأشارت إلى أن المشهد السياسي العام في عدد من الدول الأوروبية ينذر بتغير المواقف تجاه الحرب في أوكرانيا، سواء تحت ضغوط اقتصادية ومعيشية، أو نتيجة تغيير مواقع القوى السياسية في عملية إحلال وتبديل بدأت في بريطانيا وإيطاليا على سبيل المثال وليس الحصر، فضلا عن تأثير «ضغوط الطاقة» واختلاف وانقسام أوروبا بشأن التعامل مع روسيا في قضية إمدادات الطاقة والتي تعد حيوية بالنسبة لأوروبا.

ترقب تشكيل حكومة يمينية في إيطاليا تقيد دعم أوكرانيا
وتشير الدوائر السياسية الغربية، إلى استقالة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، بعدما سحبت حركة «خمسة نجوم» الشعبوية الشريكة في الائتلاف الحاكم دعمها له في تصويت على الثقة.. وترى صحيفة «الغارديان» البريطانية، أن رحيل «دراغي» السابق لأوانه كرئيس لوزراء إيطاليا، يهدد بإحياء بعض الشياطين، لأن استطلاعات الرأي الحالية تشير إلى أن انتخابات الخريف سوف تقدم الحكومة اليمينية الأكثر تطرفاً في أوروبا الغربية، والتي تضم حزب «إخوان إيطاليا» بزعامة جورجيا ميلوني ـ والحزب يعد الوريث الرئيسي للحركة الإيطالية الفاشية الجديدة ـ وحزب الرابطة القومية، وحزب فورزا إيطاليا «إلى الأمام إيطاليا»، بزعامة سيلفيو برلسكوني كشريك صغير.

حزب «إخوان إيطاليا» يهدد مواقف الوحدة الأوروبية


وتعتبر الصحيفة البريطانية، أن جورجيا ميلوني، زعيمة أكبر حزب «إخوان إيطاليا»، والتي تشبه سياساتها غير الليبرالية إلى حد كبير سياسات رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، ستكون المفضلة لتصبح رئيسة للوزراء، وسيكون هذا الاحتمال مثيراً للقلق في أي سياق، خاصة الموقف من حرب فلاديمير بوتين في أوكرانيا، وأزمة الطاقة ذات الصلة وستشكل تهديداً للوحدة الأوروبية على جبهات متعددة.

توقعات أن ينتهي التضامن مع اوكرانيا إلى الصفر
ويؤكد نائب مدير مركز الدراسات الأوروبية والدولية الشاملة بالمدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، دميتري سوسلوف، أن رحيل دراغي، مؤشر واضح ومهم على الإنهاك العام الذي تعانيه أوروبا القارية.. موضحا، أن استقالة دراغي، مؤشر على أن الوضع الاقتصادي والسياسي العام في أوروبا يتطور في اتجاه التخلي عن الدعم غير المشروط لأوكرانيا. ففي المستقبل، سوف ينتهي التضامن إلى الصفر.

وذكّر الخبير الروسي، سوسلوف ، بأن «دراغي» كان من أكثر الداعمين بين دول أوروبا الغربية لمساعدة أوكرانيا..ولكن العديد من قادة الأحزاب البارزين احتفظوا بوجهة النظر التقليدية من روسيا، مثل سيلفيو برلسكوني من حزب «إلى الأمام إيطاليا»، وجوزيبي كونتي من حركة الـ «خمس نجوم»، وماتيو سالفيني من «رابطة الشمال»..
الآن، إيطاليا تواجه انتخابات برلمانية جديدة. وحتى الآن، تتمتع الأحزاب المذكورة أعلاه بكل فرص الفوز. نتيجة لذلك، من المرجح أن ينخفض ​​الدعم المقدم لكييف من قبل روما.

وتوقعات بتراجع دعم بريطانيا لأوكرانيا
وأضاف نائب مدير مركز الدراسات الأوروبية والدولية الشاملة بالمدرسة العليا للاقتصاد بموسكو: إن تدفق المساعدات إلى كييف قد ينخفض ​​أيضا من جهة لندن. إنما الكثير يتوقف على من سوف يشغل كرسي رئاسة الوزراء. فإذا كان ريشي سوناك، الذي وعد بالتركيز على الشؤون الداخلية، وعلى تصحيح الوضع الاقتصادي وتخفيف المشاكل الاجتماعية، فإن أولوية أوكرانيا، سوف تتراجع بالتأكيد بشكل جدي. مع أن بريطانيا، سوف تستمر توفير في تقديم الأسلحة، وإن يكن بدرجة أقل.

اليمين الإيطالي مؤيد للرئيس بوتين
وقالت صحيفة «الغارديان» البريطانية في الافتتاحية: «فيما يتعلق بأوكرانيا، أصبح رئيس وزراء إيطاليا المستقيل «دراغي» شخصية محورية في الحفاظ على الوحدة الغربية ودعم كييف ردا على العدوان الروسي، لكن سجل اليمين الإيطالي المؤيد للرئيس الروسي، بوتين، لا يوحي بالثقة في أن مثل هذا النهج من شأنه أن ينجو من فصل الشتاء الذي تهيمن عليه أزمة الطاقة التي تتلاعب بها موسكو. وفي عام 2019، وصف زعيم حزب الرابطة، ماتيو سالفيني، الرئيس الروسي بأنه أفضل رجل دولة على وجه الأرض حاليا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات