"الوطن" تُحتضر .. المشهد الإعلامي في الجزائر يتفكّك


جراسا -

تحت عنوان "صحيفة الوطن الجزائرية تُحتضر.. الإعلام الناطق بالفرنسية يختفي.. ووسائل الإعلام ممسوكة بالقوة من خلال الدعاية"، كتبت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أن "صفحة في تاريخ الصحافة الجزائرية بصدد الاختفاء.

فبعد إغلاق صحيفة "ليبرتيه" (Liberté) اليومية في شهر نيسان (أبريل) الماضي، ها هي صحيفة كبرى أخرى ناطقة بالفرنسية تجد نفسها مهددة بالاختفاء قبل نهاية العام الجاري. إنها صحيفة "الوطن" El Watan التي بدأ موظفوها إضراباً دورياً الأسبوع الماضي وجدّدوا تحركهم يوم الاثنين بعد أن منحوا وقتاً للإدارة لإيجاد مخرج للمشاكل التي تمر بها الصحيفة والتي تسببت بحرمانهم من رواتبهم لمدة خمسة أشهر".

بحسب "الفيغارو"، أفادت إدارة الصحيفة بأن "هذا سبب التأخير في سداد الرواتب يعود إلى تجميد الحسابات المصرفية للشركة بسبب خلاف مع السلطات الضريبية، حيث تطالب بما يعادل 370 ألف يورو من "الوطن" وترفض إعطاء الشركة جدول سداد. بالإضافة إلى ذلك، يطالب أحد البنوك الصحيفة بسداد جزء من الائتمان المتعاقد عليه أثناء وباء كورونا، والذي يبلغ حوالي 300 ألف يورو".

وقال الصحافي السابق في "الوطن" علي بوخلف، وهو الآن مراسل لوسائل إعلام أجنبية: "في هذا المأزق ما لم تكن هناك معجزة، فإن الوطن محكوم عليها بالفشل. السلطات تريد أن تترك الصحيفة تموت، خاصة وأن الحلول موجودة حيث إن الشركة لديها أصول يمكنها بيعها".

أما فيما يتعلق بخيار استيلاء شخص على الصحيفة، فإنه "غير مرجّح" في رأي العديد من الصحافيين الجزائريين.

وأضافت الصحيفة أن "وسائل الإعلام الجزائرية التي تنتقد الحكومة أو الجيش تتعرّض لخطر عدم وجود دخل إعلاني لها، حيث يتم توزيع معظم الإعلانات من قبل وكالة حكومية تقوم بفتح أو إغلاق الحنفية وفقا للخطوط التحريرية". لذلك "انتهى "الأمر بصحيفة الوطن من خلال الخنق المالي، بعد أن قاومت وقف النشر والمضايقات القضائية والإدارية لمدة ثلاثين عاماً، وحاولت تنمية استقلالها المالي بمطبعة ثم بمقر للشركة استغرق بناؤه عشر سنوات، ولكنها لن تكون قادرة على استخدامه أبداً بسبب عدم الامتثال لمعايير البناء".

كما اتهم قدامى الصحيفة الإدارة بـ"ثقافة الولاء". بحسب ما نقلت الصحيفة الفرنسية، "الجميع رأوا المساهمين يشترون العقارات في الخارج ويرسلون أطفالهم للدراسة في الخارج بينما عمل الصحافيون مخاطرين بحياتهم خلال العقد الأسود. فيعتقد البعض أنهم قدموا تضحيات جسيمة من أجل الصحيفة".

ولفتت "لوفيغارو"، في ختام مقالها، إلى أنه "بدون الصحف الناطقة بالفرنسية: "الحرية" أو "الوطن" أو حتى "يومية وهران" المهددة هي الأخرى بالانقراض، ستختفي تقريباً الصحف الناطقة بالفرنسية في الجزائر. في الواقع، إن المجال الإعلامي بأكمله في طور التفكك، حيث وجد نفسه ضحية أكثر من عشرين عاماً من التقويض في عهد عبد العزيز بوتفليقة، والأموال من شبكات المافيا والفساد ونقص التدريب وتآكل النخب".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات