جراسا -

قال المدير العام المساعد والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا في منظمة الفاو، عبدالحكيم الواعر، الاثنين، إن الأردن من الدول التي بنَت نظرة استراتيجية بعيدة بموضوع الأمن الغذائي.

وأضاف الواعر في حديث متلفز  "إنه من الصعب بمكان في مثل هذه الظروف بفترة سريعة أن تجد دولة في المنطقة استطاعت أن تتحدى نقص المواد الغذائية، تقريبا انقطاع السوق العالمي بالكامل وما زال الغذاء موجودا ومتوفرا".

وبيّن أن هناك مخزونا استراتيجيا يكفي لفترة الشتاء التي هي الفترة الأصعب، لافتا إلى أن هذا يتطلب بناء رؤية وبناء استراتيجيات قوية على أعلى مستويات السياسة بالدولة.

وقال إن أزمة الغذاء كانت عاجلة وطارئة وكان العالم لا يزال يحاول الخروج والتعافي من آثار أزمة كورونا، وهي أزمة كبيرة جدا عطلت كل سلاسل الإمداد وسبّبت مجاعات كثيرة، وسبّبت ارتفاع عدد البشر المهددين بالجوع وفقدان الأمن الغذائي بشكل كبير.

وتابع "في مرحلة التعافي ظهرت هذه الأزمة في منطقة البحر الأسود بين روسيا وأوكرانيا، وبذلك أصبح هناك نوع من الصدمة لدى العالم ربما أساسها المفاجأة لأنه لم يكن أمرا متوقعا".

وبين أن الكثير من الدول لم تكن مستعدة لهذا الانقطاع المفاجئ وهو انقطاع كامل.

ولفت إلى وجود تحديات عدة في المنطقة العربية، لها علاقة بتغير المناخ وأثره على المنطقة وما تسبّب به من جفاف، خصوصا فيما يتعلق بالأمن الغذائي وقطاع الزراعة من التذبذب وعدم انتظام المواسم المطرية.

وقال الواعر إن التعاون بين منظمة الفاو والأردن تعاون طويل وله تاريخ وله تواصل أيضا.

وأوضح أن أحد أهم أشكال التعاون بين الفاو والمملكة هو موضوع التنمية الريفية.

وتابع "راجعنا مع المملكة برنامج الغذاء العالمي بمراجعة الاستراتيجية الأردنية للأمن الغذائي التي تستهدف التنمية الريفية كأحد المحاور الأساسية".

وبين أن التنمية الريفية مهمة جدا، إضافة إلى تحسين مستوى العيش بالأرياف.

وأضاف : "في عصرنا الشباب يحتاجون إلى نوع من القيمة المضافة حتى يشتغلوا بالمجال الفلاحي، وإدخال الميكنة والتقنيات الزراعية لتصبح فيه الزراعة ليست مهنة زراعية موروثة وإنما صناعة أساسها التنافس وفيها جزء كبير من الابتكار".

وأشار إلى وجود العديد من المشاريع والمقترحات التي ستراجع مع وزارة الزراعة تحديدا والقطاعات الأخرى المعنية فيما يتعلق بتعميق وتمكين الصناعات القائمة على المنتجات الزراعية.