عقوبات أمريكا وقنبلة إيران


جراسا -

قال الممثل الأمريكي الخاص بشؤون إيران، روبرت مالي، إن فرصة إحياء الاتفاق النووي تتضاءل يوما بعد يوم. وأكد “مالي” أن طهران باتت تقترب من المعدات اللازمة لصنع قنبلة نووية، وأن الجهود الأمريكية تتمثل في منع حصولها على السلاح النووي.
وطالب الممثل الأمريكي الخاص بشؤون إيران، طهران بالموافقة على شروط أوروبا للعودة للاتفاق النووي من أجل الخروج من الأزمة الحالية.

وأكد “مالي” أن النظام الإيراني بين خيارين، إما إحياء الاتفاق النووي أو البقاء في صف روسيا، وهو ما يعني الإصرار على معاداة أمريكا.

وتعليقا على ذلك، من طهران، يرى حكم أمهز الباحث في شؤون إيران والشرق الأوسط، لبرنامج “وراء الحدث”، أن الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة جو بايدن أضاعت فرصة كبيرة بشأن إمكانية إحياء الاتفاق النووي الإيراني بسبب تعنتها في المفاوضات.واتهم أمهز إدارة بايدن بالتمسك بنفس الشروط التي وضعتها الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب بشأن إعادة إحياء الاتفاق النوي، وبالتالي حدثت نفس النتيجة وهي الفشل في التوصل إلى اتفاق حتى الآن.

ومن واشنطن، د. إدموند غريب أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جورج تاون واشنطن، أكد أن إدارة بايدن تواجه موقفا صعبا، سواء من جانب الجمهوريين أو الديمقراطيين، وذلك بسبب أسلوب تعامل أمريكا حاليا مع المف النووي الإيراني عموما، ومفاوضات إحياء الاتفاق النووي بشكل خاص.

وأوضح “غريب” أن الأمريكيين يرون أن إدارة بايدن، لحل هذه الأزمة، بدلا من أن تقوم بتغيير السياسة التي تبناها سلفه ترامب والبحث عن حلول جديدة، إلا أنها تتبع نفس السياسة، وهي سياسة فرض العقوبات القصوي على الجانب الإيراني لإجباره على الموافقة على إحياء الاتفاق النووي وفقا للشروط الأمريكية.

وأضاف أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جورج تاون واشنطن أن النتيجة الواضحة للموقف الأمريكي الحالي من الملف النووي هو زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم في المفاعلات النووية الإيرانية.


القنبلة النووية

وقال كمال خرازي أحد كبار مستشاري الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي للجزيرة، في وقت سابق، إن طهران قادرة فنيا على صنع قنبلة نووية لكنها لم تتخذ قرارا بعد لتنفيذ ذلك.

وأدلى خرازي بهذه التصريحات بعد يوم واحد من إنهاء الرئيس الأمريكي جو بايدن رحلته التي استمرت أربعة أيام إلى إسرائيل والسعودية متعهدا بمنع إيران من “امتلاك سلاح نووي”.

ومثلت تصريحات خرازي إشارة نادرة إلى أن إيران ربما تكون مهتمة بحيازة أسلحة نووية وهو أمر تنفي منذ فترة طويلة أنها تسعى إليه.

وقال خرازي: “خلال أيام قليلة تمكنا من تخصيب اليورانيوم لما يصل إلى 60 بالمئة ويمكننا بسهولة إنتاج يورانيوم مخصب لنسبة 90 بالمئة.. إيران لديها السبل الفنية لصنع قنبلة نووية لكنها لم تتخذ بعد قرار صنعها”.

وتقوم إيران بالفعل بتخصيب اليورانيوم إلى مستوى يصل إلى 60 في المئة، وهو أعلى بكثير من الحد الأقصى الذي يبلغ 3.67 في المئة والذي نص عليه اتفاق طهران النووي المبرم عام 2015 مع القوى العالمية. ويتيح تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المئة صنع قنبلة نووية.

سياسة العقوبات

وانسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018 من الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015 مع القوى العالمية والذي حدت بموجبه إيران أنشطة تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها.

وردا على انسحاب واشنطن وإعادة فرض عقوبات صارمة بدأت طهران في خرق القيود النووية التي فرضتها الاتفاقية.

وقال وزير المخابرات الإيراني في العام الماضي إن الضغط الغربي قد يدفع طهران إلى السعي لامتلاك أسلحة نووية والتي حظر خامنئي تطويرها في فتوى في أوائل الألفية الثانية.

وتقول إيران إنها لا تخصب اليورانيوم إلا من أجل الاستخدامات المدنية فقط وقالت إن بوسعها وقف خرقها للاتفاق الدولي إذا رفعت الولايات المتحدة العقوبات وعادت للاتفاق.

وتم الاتفاق بشكل أساسي على الخطوط العريضة لاتفاق جديد في مارس آذار بعد محادثات غير مباشرة بين طهران وإدارة بايدن في فيينا على مدى 11 شهرا.

ولكن المحادثات انهارت بعد ذلك بسبب عقبات من بينها مطالبة طهران بضرورة أن تقدم واشنطن ضمانات بعدم تخلي أي رئيس أمريكي عن الاتفاق مثلما فعل ترامب.

ولا يمكن لبايدن أن يعد بذلك لأن الاتفاق النووي تفاهم سياسي غير ملزم وليس معاهدة ملزمة قانونا.

وقال خرازي إن “الولايات المتحدة لم تقدم ضمانات بشأن الحفاظ على الاتفاق النووي وهذا يدمر إمكانية التوصل إلى أي اتفاق”.

وهددت إسرائيل بمهاجمة المواقع النووية الإيرانية إذا فشلت الدبلوماسية في احتواء طموحات طهران النووية.

وقال خرازي إن بلاده لن تتفاوض أبدا على برنامجها الصاروخي وسياستها الإقليمية كما يطالب الغرب وحلفاؤه في الشرق الأوسط.

وأضاف أن “أي استهداف لأمننا من دول الجوار سيقابل برد مباشر على هذه الدول وإسرائيل”.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات