السلاح الروسي هل فقد هيبته؟


جراسا -

تثير تطورات الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ 5 أشهر، تساؤلات حول كفاءة الأسلحة الروسية ومدى قدرتها على الحسم العسكري.

تقارير إعلامية تحدثت من منظور غربي عن ما وصفته بالأداء المتواضع للمعدات العسكرية الروسية، الذي ظهر خلال عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

تلك التقارير اعتبرت أن هذا الأداء العسكري، قد أضر بسمعة موسكو، باعتبارها رائدة في إنتاج الأسلحة بمختلف أنواعها على مستوى العالم، بل ذهبت كذلك إلى القول بإن الأسلحة الروسية تبدي كفاءة في المواكب الاستعراضية فقط، لكن سرعان ما تنكشف عدم كفاءتها في الحروب الحقيقية.

سلاح الجو الروسي لم يدخل المعركة بثقله الكامل وعلى مدار العشر سنوات الماضية، تم تطوير وتحديث سلاح الجو الروسي بضم حوالي 440 مقاتلة جديدة بالإضافة إلى آلاف الطائرات المسيرة، لكن تلك القوات لم تدخل المعركة بثقلها الكامل.

ورغم ذلك تعرضت مروحيات هجومية روسية من طراز “كا-52” المعروفة باسم “التمساح”، والنماذج الأقدم من طراز سوخوي وهي “سو – 34” و”سو – 35″، لخسائر فادحة في أوكرانيا، بحسب التقارير الغربية.

ويعد سلاح المدفعية الثقيلة الأكثر استخداما من جانب روسيا في الحرب، إذ يتجاوز مدى الكثير منها مدى نظيرتها الأوكرانية، وهو ما يعطي موسكو أفضلية في المواجهات المباشرة.

وعلى صعيد الحرب التكنولوجية، يرى خبراء عسكريون أن روسيا واجهت مشكلات خطيرة في أنظمة التحكم عن بُعد، في ظل عدم جودة معدات الاتصالات أو نقصها، وضعف الاتصالات اللاسلكية.


السلاح الروسي هل فقد هيبته؟

مشكلات عسكرية ولوجيستية ربما واجهها الجيش الروسي في الأراضي الأوكرانية، ومعها اهتز التصور السائد عن قيمة وكفاءة الأسلحة الروسية، فما مدى واقعية ذلك الاستنتاج؟

يمتلك الجيش الروسي قدرات هائلة، فميزانية الكرملين الدفاعية تقدر بحوالي 3 % من إجمالي الناتج المحلي الروسي، وميزانية الدفاع ومعدل الإنفاق السنوي للجيش الروسي تبلغ 154 مليار دولار، وفي القوة الجوية يمتلك الجيش الروسي 4173 طائرة حربية، بينها 772 مقاتلة و739 طائرة هجومية.

ويمتلك الجيش الروسي 1543 مروحية عسكرية منها 538 مروحية هجومية إلى جانب الطائرات المسيرة القوة البرية، كما يمتلك 12420 ألف دبابة وأكثر من 30 ألف مدرعة. ويمتلك أيضا أكثر من 6570 مدفعا ذاتي الحركة وقرابة 7570 مدفعا ميدانيا و3991 راجمة صواريخ القوة البحرية يتكون الأسطول من 605 قطع بحرية منها حاملة طائرات واحدة كما يمتلك70 غواصة و15 مدمرة و11 فرقاطة و48 كاسحة ألغام.


من موسكو، أكد سيرجي شاشكوف – العقيد السابق في قيادة أركان الجيش الروسي، أن القول بأن السلاح الروسي فقد هيبته يتردد فقط في وسائل الإعلام، وبخاصة الغربية، من أجل إفساد سمعة السلاح الروسي والذي يعتبر من أقوى الأسلحة المستخدمة في الحروب.

وأضاف شاشكوف، لبرنامج “مدار الغد” أن روسيا لم تستخدم بعد الكثير من الأسحة المتطورة والحديثة التي تمتلكها في الحرب الأوكرانية، مشيرا إلى تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن بلاده لم تستخدم قوتها الضاربة بعد.


ومن واشنطن، قال مارك كيميت – مساعد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، إن هناك ضعف روسي في الذخيرة والوقود والدعم اللوجستي، وهو ما ظهر واضحا في الحرب الدائرة حاليا في أوكرانيا.

وأكد مارك كيميت أن استمرار الأمور على هذا الوضع بالنسبة للجيش الروسي خلال الحرب سيؤدي إلى ضعف موقف موسكو في هذه الحرب خاصة في ظل استماتة القوات الأوكرانية في الدفاع عن البلاد.






العقوبات الاقتصادية والنتائج العكسية

لا يزال الغرب يحاول تحديد طبيعة النهاية التي ستصل إليها الحرب الروسية الأوكرانية، فالعقوبات التي أقرتها واشنطن وأوروبا خلال الأشهر الماضية ضد موسكو، أعطت نتائج عكسية على الاقتصادات الغربية ذاتها وعلى حياة مواطنيها.

وتتحدث قوى أوروبية حاليا عن احتمال توقف مصانع وزيادة البطالة وانخفاض معدل النمو، إلى جانب شتاء صعب لقلة موارد الطاقة، خاصة مع تهديد شركة “غازبروم” الروسية بإرسال كميات أقل من الغاز الطبيعي إلى أوروبا، وارتفاع احتمالية الوقف الكامل للإمدادات.

ذلك وضع أجبر قادة أوروبيين على إعادة تقييم نهج معاقبة روسيا، والتفكير بزيادة تكلفة الحرب بالنسبة لموسكو وليس هزيمتها، فقد حققت إيرادات النفط الروسي مبيعات تاريخية غير مسبوقة هذا العام، كما ارتفع سعر الروبل مقابل الدولار إلى أعلى مستوياته منذ مايو 2015، الأمر إلى جعل الدول الغربية أكثر حذرا قبل الاندفاع نحو فرض عقوبات جديدة على موسكو، بعد إخفاقها سابقا في التقدير الجيد لتداعيات هذه الخطوة.




ومن أثينا، أكد يانيس كوتسوموتيس – الخبير في الشئون الأوروبية، أنه لم يتوقع أحد أن تتغلب روسيا على العقوبات الأوروبية بشكل سريع وتتعامل معها بأقل الخسائر.

وطالب كوتسوموتيس، في مداخلة لبرنامج “مدار الغد” الدول الأوروبية بالاستعداد للتعامل مع توابع هذه العقوبات والتي ستكون قاسية جدا عليهم وبخاصة في قطاع الطاقة مع قدوم فصل الشتاء.

روسيا والغرب.. تصعيد ومخاوف

الغرب وقع في مأزق لأنه فرض عقوبات على موسكو وأغلق قنوات كانت تستخدم لإيصال المحروقات الروسية إلى أراضيه، لذا تقدمت المفوضية الأوروبية بمقترح بالإفراج عن بعض أموال المصارف الروسية المجمدة لدعم تجارة المنتجات الزراعية والغذائية.

والمستشار الألماني طالب الاتحاد الأوربي بتوحيد صفوفه وإنهاء الأنانية السياسية لمواجهة روسيا، فيما اتهم الرئيس الفرنسي روسيا باستخدام الغاز “سلاح حرب”، مطالبا بالاستعداد للتخلي عنه.

ومن جانبه، أكد صندوق النقد الدولي أن احتمال الإغلاق الكامل للإمدادات الروسية يثير مخاوف بشأن نقص الغاز وارتفاع الأسعار في أوروبا.


وتعليقا على ذلك، من أتلانتا الأمريكية، أكد د. إسحاق إندكيان – أكاديمي وخبير في تسوية النزاعات الدولية، أن المواطن هو من سيدفع ثمن هذه العقوبات، سواء كان هذا المواطن في أمريكا أو أوروبا أو أمريكا.

وأضاف أن الضحية الأولي والأخيرة في كافة الحروب التي تجري في العالم هو الإنسان وحدة، مؤكدا في الوقت نفسه أن الكل خاسر في هذه الحرب بما في ذلك أنظمة الدول المشاركة في هذه الحرب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات