لهذه الأسباب كسبت السعودية والإمارات والعرب معركة قمة جدة!


جراسا -

كتب محرر الشؤون السياسية - لم يعد الأمر كما كان في العهود السابقة، التي كانت فيه الأمة ودولها تتلقى الإملاءات والشروط من شرطي العالم الأوحد دون الالتفاف الى مصالح شعوبها لأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية كثيرة.

فالسعودية والامارات نجحتا ومعهما الدول العربية التي حضرت قمة جدة للأمن والتنمية الإقليميّة التي أقيمت في المملكة العربية السعودية، بكسب الجولة النهائية للقمة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن و فرض أجندتهما  وتحقيق أهداف  ومصالح شعوبها. والاستعداد بالدخول الى عالم متعدد الأحلاف والقطبيات.

وأحبط العرب محاولات إسرائيل هذه المرة، بتأسيس مشروع إقامة حلف شرق أوسطي  ضد ايران، فالسعودية، رفضت االمشاركة ، وبالتزامن أعلنت الامارات عن إعادة سفيرها الى طهران في ظل ارتباط ايران بعلاقات طيبة مع عًمان والكويت وعلاقاتها استراتيجية مع قطر ومثلهم فعلت الأردن ومصر والعراق.

ونجحت القمة بإعادة تموضع القضية الفلسطينية، من جديد عبر اشتراط السعودية حلّ القضية الفلسطينيّة قبل التطبيع مع إسرائيل وهو ما ورد على لسان وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، كما لم ينجح بايدن في ثني السعودية والامارات بمغادرة منطقة تحالف المصالح مع روسيا، حيث أعلنتا أنهما تقفان الى الحياد من الصراع الجاري بين أمريكا والغرب من جهة وروسيا من جهة أخرى وأما بالنسبة لملف الطاقة فقد أعلن  الأمير السعودي: لا يمكن للمملكة زيادة انتاج النفط 13 مليون برميل يوميا، إضافة إلى  عدم اختراق منظومة أوبك بلس.

وأظهرت  القمة ضعف الرئيس الأمريكي أمام شعبه وشعوب المنطقة، وتخليه عن تعهداته الانتخابية وتهديداته للمملكة وقادتها عند دخول البيت الأبيض، وجعلها "منبوذة" وظل يتماهى مع غروره بعدم مصافحة الأمير بن سلمان، بخلاف ما سجلته وسائل الاعلام العالمية لتلك اللقطات التاريخية في حين احتضن الأمير باقي قادة الدول بدفء وحرارة واضحين.

كشفت القمة زيف الادعاءات الأمريكيّة البراغماتية وكيف تحولت الإدارة؟ بعد تضررها جراء ارتفاع أسعار النفط  العالمية نتيجة للحرب في أوكرانيا، مع ازدياد للعنة الشعبية داخل الولايات المتحدة بسبب دفعهم مزيدا من دولارات مقابِل جالون النفط وزيادة التضخم، ما ينعكس سلبا على مزاج الناخب الأمريكي في انتخابات الكونغرس النصفية في أيلول المقبل والرئاسية بعد عامين.

وشاهد العالم، كيف استطاعت السعودية والإمارات من القيام باستدارات سياسية واقتصادية لتنويع خياراتهما الاستراتيجية في بناء شراكة اقتصادية بين السعوديّة وروسيا، ورفضها الانضمام للعقوبات الغربية التي تم فرضها على روسيا بعد "الحملة العسكرية على أوكرانيا" ساهم في حرية لهذين البلدين الخليجيين ما يكرس وجودهما كلاعبين اقليميين أساسيين.

كان لافتا تماهي مواقف الدول الخليجية والأردن ومصر والعراق، في رفض جرهما الى معركة عسكرية مع ايران أو إقامة حلف عسكري مع إسرائيل ضد ايران والتي من شأنها أن تقود المنطقة والعالم إلى حرب ستكون نتائجها كارثيّة ومأساوية ويكون الخاسر منها العرب جميعا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات