هل يجب أن نخشى المتحور الفرعي الجديد BA.5 السريع الإنتشار؟


جراسا -

في الأسابيع الأخيرة ينتشر المتحور الفرعي لأوميكرون BA.5 بشكل واسع في دول عديدة في العالم ليعيد فيروس كورونا إلى الواجهة ويثير المخاوف من جديد نظراً لسرعة انتشاره التي تدعو للقلق. وإذا كان أوميكرون قد أثبت في مرحلة سابقة عن سرعة انتشار أيضاً، إلا أن أعراضه بدأت خفيفة بالمقارنة مع المتحورات السابقة ما دعا إلى الاطمئنان لإمكان تراجع خطر الفيروس مع ظهور متحورات جديدة له. ماذا عن المتحور الفرعي BA.5 الجديد؟ هل يجب أن نقلق مجدداً بشأن وجوده وسرعة انتشاره؟ وما مدى خطورته على من يصاب به؟

ما مدى سرعة انتشار المتحور الفرعي لأوميكرون BA.5؟

يعبتر كل من المتحورين الفرعيين BA.5 وBA.4 المسيطرين حالياً في دول عديدة في العالم مع سيطرة كبرى واضحة بشكل خاص للمتحور الفرعي BA.5 في نسبة 80 في المئة من الحالات، وفق ما توضحه رئيسة قسم الأمراض الجرثومية في مستشفى سيدة المعونات في جبيل الدكتورة مادونا مطر. هذا، وعلى الرغم من أنهما متحورين فرعيين لأوميكرون إلا أنهما يختلفان عن أوميكرون في الطفرات التي فيهما. بشكل خاص، توضح مطر أن ثمة طفرتين في هذين المتحورين جعلتهما أكثر قدرة على الإنتشار بالمقارنة مع أوميكرون وأي من المتحورات السابقة لفيروس كورونا. لذلك، يمكن لكل مصاب بالمتحور الفرعي BA.5 أن ينقل العدوى لـ18 شخصاً من حوله. وبالتالي يتميز هذا المتحور الفرعي بقدرة عالية واستثنائية، حتى اللحظة، على الإنتشار.

هل تترافق قدرة BA.5 على الإنتشار مع مستوى خطورة عالية؟

إلى جانب القدرة العالية على الإنتشار، وفق ما تبين حتى الآن، بعد مرور أسابيع على وجوده، تعطي الطفرات الجينية التي في BA.5 المزيد من القوة والعدوانية بالمقارنة مع المتحورات الفرعية السابقة التي ظهرت مع أوميكرون. لا تزال البيانات المتعلقة بهذا المتحور الفرعي محدودة، لكن وفق ما تبين حتى اللحظة، تشير مطر إلى أن المتحور الفرعي BA.5 يعتبر أكثر عدوانية وقد يكون أقرب في هذا المجال، إلى متحور دلتا الذي بدت أعراضه وخطورته أعلى من تلك المرافقة لأوميكرون. وقد تبين أن الإصابة بالمتحور الفرعي الجديد يمكن أن تؤدي إلى انتقال الفيروس إلى مستوى الرئتين، فيما سادت حالة من الاطمئنان مع أوميكرون لاعتبار الإصابة بقيت محصورة حينها، في معظم الحالات، عند مستوى الجهاز التنفسي الأعلى.


إلا أن ثمة تبايناً بين الدراسات في هذا المجال حيث أن دراسات أولية تشير إلى أنه قد يصيب الرئتين فيما تؤكد أخرى العكس ما يدعو إلى المزيد من المتابعة والدراسات لتأكيد أي من الاحتمالين والتحقق ما إذا كان المتحور الفرعي أكثر قدرة على الانتشار وبمستوى خطورة أوميكرون أم إذا كان أيضاً أكثر خطورة منه. إنما وفق ما تشهده مطر بالنظر إلى المرضى الذين يصابون بالمتحور الفرعي الجديد أن أعراضه قد تكون أكثر حدة من تلك المرافقة لمتحور أوميكرون وتستدعي المتابعة الطبية. كما أن مستويات الالم الناتجة من الإصابة هي أعلى وتدوم الأعراض الحادة بما في ذلك ارتفاع الحرارة، طوال 5 أيام على خلاف ما كان يحصل مع أوميكرون. يشكو المرضى حالياً من ألم رأس حاد وألم شديد في الحنجرة لم يسبق أن شهدوه سابقاً وتعب وارتفاع في الحرارة ما زاد من الحاجة إلى المتابعة الطبية، فيبدو واضحاً أن أعراض المتحور الفرعي هي أكثر حدة من تلك المرافقة لأوميكرون وقد تتفاوت الحدة بحسب معدلات المناعة لدى كل شخص.

هل يثبت اللقاح فاعلية في مواجهة المتحور الفرعي الجديد؟

لوحظ أن المتحورين الفرعيين الجديدين لأوميكرون مقاومين للأجسام الضدية التي يكوّنها الجسم لدى الإصابة بالفيروس أو لدى تلقي اللقاح. هما يظهران مستويات تجاوب أقل بالمقارنة مع المتحورات السابقة. إنما في الوقت نفسه، يبقى ثابتاً أن تلقي اللقاح والجرعات التعزيزية يساهم في الحد من خطر دخول المستشفى نتيجة مضاعفات المرض ومن الوفاة. فيبدو المرض أقل حدة في حال إصابة من تلقوا اللقاح، وإن كان من الممكن أن يلتقطوا العدوى. يمكن أن تتعرف المناعة إلى الفيروس في كل الحالات، ولو كان من المتحورات، عند تلقي اللقاح، فتكون أعراضه خفيفة. أما في حال عدم تلقي اللقاح، يزيد خطر انتقال الفيروس في حال الإصابة بالمتحور الفرعي الجديد، إلى الرئتين والتعرض لمضاعفات خطيرة.


ووفق ما تبين في مختلف دول العالم التي ينتشر فيها المتحور الفرعي الجديد، لوحظ ارتفاع في معدلات الدخول إلى المستشفيات، خصوصاً بين المرضى الذين يعانون مشكلات صحية أو هم أكثر عرضة للخطر في حال الإصابة بفيروس كورونا، هذا، في مقابل توازن في معدلات الوفيات التي لم ترتفع بشكل زائد. انطلاقاً من ذلك، تقضي التوصيات بتلقي الجرعة التعزيزية الرابعة بعد انقضاء 6 أشهر على تلقي الجرعة السابقة للحد من خطر دخول المستشفى بانتظار تحديث اللقاح بما يسمح بمقاومة المتحور الجديد بمزيد من الفاعلية.

هل تعود الحاجة إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة بوجود المتحور الفرعي السريع الانتشار؟

تعود الإجراءات الوقائية ضرورية اليوم بوجود المتحور الفرعي الذي أثبت على قدرة عالية على الإنتشار. فمن الضروري استخدام الكمامة وغسل اليدين بشكل متكرر والالتزام بالتباعد الاجتماعي، خصوصاً في الأماكن المغلقة. فيظهر تهاون واضح حالياً في الإجراءات الوقائية المتخذة، خصوصاً أن ارتفاع درجات الحرارة يستدعي استخدام المكيّف والتواجد في أماكن مغلقة يمكن أن تكون مزدحمة من دون أن تتخذ فيها إجراءات وقائية ما زاد من انتشار الفيروس أكثر فأكثر وارتفاع معدلات الإصابة بمستويات تدعو للقلق. والأسوأ أن كثيرين يعتبرون الأعراض التي يعانونها ناتجة من زكام فيما يكون فيروس كورونا هو السبب ما يؤدي إلى نشره على نطاق واسع، بغض النظر عن نتجية الفحص التي تكون سلبية أحياناً على الرغم من الإصابة بالفيروس. فنتائج الفحوص ليست أكيدة دائماً.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات