قمة جدة للأمن والتنمية


بقلم - د.أسمهان ماجد الطاهر - ماذا ينتظر الشرق الأوسط من زيارة بايدن، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة وارتفاع معدلات أسعار النفط والحرب الأوكرانية.

منذ انتخاب جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة في نوفمبر 2020، قام قادة الشرق الأوسط بالعمل من أجل تقليل التوترات الإقليمية من خلال إعادة إحياء العلاقات الثنائية المتوترة. فتركيا، فتحت قنوات اتصال مع مصر والإمارات العربية المتحدة.

كما جرت محادثات بين قطر ومصر وبين السعودية وإيران.

الحكومات المذكورة لا تريد أن يؤدي غزو روسيا لأوكرانيا إلى أن تتعرض روسيا لهزيمة كبرى، الأمر الذي من شأنه أن يعزز الأحادية الأمريكية ويجعل من الصعب تنويع التحالفات.

في ظل الوضع السياسي والاقتصادي بمتغيراته الكبيرة وتحدياته الصعبة جاءت زيارة الرئيس الأمريكي إلى منطقة الشرق الأوسط، للمشاركة في قمة جدة للأمن والتنمية، والسؤال ما هو المتوقع من القمة، وما هو الموقف الأردني!

في الجانب الأردني وصل جلالة الملك عبد الله الثاني يرافقه سمو الأمير الحسين بن عبد الله ولي العهد، إلى مدينة جدة، على رأس وفد رسمي للمشاركة في قمة جدة للأمن والتنمية.

وقد تحدث الملك عبد الله الثاني، حول الوضع السياسي، الراهن، والصراعات والتحديات المستمرة التي يعاني منها الإقليم، والذي يتطلب حلها السعي نحو التكامل الإقليمي في مجالات الطاقة والنقل والغذاء والدواء.

الملك عبد الله الثاني يؤكد مجددا على أهمية العلاقات الأخوية التي تربط الأردن بالدول العربية مشيرا إلى أنه أمر طبيعي ومستمر وقائم على أسس متينة.

وقال الملك عبد الله الثاني "في الأردن، نحرص على ترجمة فرص التعاون والشركات العربية الحقيقية في المنطقة، عن طريق التعاون والمحافظة على العلاقات التاريخية والراسخة مع دول مجلس التعاون الخليجي والأشقاء من الدول العربية في مصر والعراق، وبقية الدول العربية، بهدف خدمة مصالح الشعوب".

لقد تحدث الملك عبد الله الثاني أيضا عن الدور الذي يتحمله الأردن بالنيابة عن المجتمع الدولي، والمسؤوليات الكبيرة الذي تحتم على المجتمع الدولي أن يواصل دوره في الدعم من أجل التصدي للآثار المترتبة جراء أزمة اللاجئين على المجتمعات المستضيفة.

وقد تحدث الملك عبد الله الثاني عن المخاطر الأمنية على الحدود الأردنية نتيجة عمليات تهريب السلاح والمخدرات والمسؤولية الأمنية التي يحملها الأردن للقضاء على كل حركات الإرهاب.

وكعادة القائد الأردني، الذي حمل على عاتقة القضية الفلسطينية والقدس المحتلة، أكد على أنه لضمان نجاح الجهود الإقليمية يجب أن يشمل التعاون مع أشقائنا في فلسطين.

وشدد الملك عبد الله على أنه لن يكون هناك أمن ولا استقرار ولا ازدهار في المنطقة، دون حل يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على خط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، من أجل السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط.قمة جدة، جاءت في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها الأردن والسؤال المنطقي هل تم استخدم الاقتصاد أداة ضغط من أجل صفة القرن

قد يكون ذلك منطقي إلى حد ما، ولكن بشكل عام المنطقة العربية والأردن من ضمنها، أمام محطة جديدة في الصراع العربي- الإسرائيلي.وقد جاء تأكيد الملك عبد الله الثاني وموقفه الثابت تجاه القضية الفلسطينية والقدس يحمل رسالة قوية واضحة، وثابتة.

في قمة جدة تحدث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عن التحديات الكبرى والأوضاع الجيوسياسية، التي تقتضي بناء نهج متوازن يأخذ بعين الاعتبار ظروف كل دولة.

وأشار إلى أن النمو الاقتصادي العالمي مرتبط باستقرار أسعار الطاقة، وأن العمل من أجل الشرق أوسط الأخضر مطلبا مهما.كما أكد بدوره على أن ازدهار المنطقة يتطلب وجود حل شامل للقضية الفلسطينية.

الرئيس الأمريكي والذي يعلق على حضوره القمة في في جدة طرح العديد من القضايا العربية المشتركة، تحدث عن الولايات المتحدة كشريك فعال في الشرق الأوسط، وأشار إلى أن التعاون والتنسيق مع الشرق الأوسط يهدف لعدم الابتعاد وترك فراغ يملؤه روسيا أو الصين على حد قوله.وأضاف بأن الولايات المتحدة ستدعم العمل في القضايا العالمية الأكثر إلحاحا، مثل الأمن الغذائي، وأزمة المناخ والطاقة النظيفة والمتجددة.

وأكد جو بايدن بأن الولايات المتحدة لن تسمح بتعريض الملاحة للخطر، وستشارك بنزع التوترات في الشرق الأوسط كلما كان ذلك ممكنا، لضمان احترام سيادة الدول واستقرارها.

قمة جدة تظهر موقفا سياسيا، أكثر تعقيدا، مما يبدو عليه في واقع الأمر. ويتوقع حصول تحالفات سياسية مختلفة تنبؤا بشرق أوسط جديد. بقواعد وقوى مختلفة تماما.المرحلة المقبلة ستشهد إعادة ترتيب الأوراق والتحالفات والعلاقات الدولية، لتعزيز التعاون والتنسيق لمواجهة مخاطر المرحلة المقبلة.

الأردن في قمة جده قدمت طروحات مهمة وحيوية من شأنها حفظ الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وعلي رأسها القضية الفلسطينية وشؤون القدس.لقد نادى الأردن بحل الدوليتين كخيار لا جدال فيه، لتتألق الدبلوماسية الأردنية التي نجحت دائما في إفشال المؤامرات السابقة على القضية الفلسطينية وإسقاط حق الشعب الفلسطيني ومحاولات السيطرة على القدس وإنهاء القضية الفلسطينية. حمى الله الأردن
aaltaher@aut.edu.jo



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات