المنطقة تغلي .. والحكومة تحدث ضيوفها عن حالة هلع شديد !


جراسا -

خاص - انتهى الأردن من سلسلة إصلاحات سياسية واقتصادية وإدارية دون تقديم خطة حقيقية وعون مالي وحقيقي للجياع والمعدمين في المملكة التي الذين يزيدون  يوما عن اخر، في ظل أنانية  ورعب حكومي من منصات التواصل الاجتماعي المختلفة حتى وصل الأمر  بها الى عدم القدرة على فتح أفق  سياسي واقتصادي أو  استشرافي أو  اتخاذ القرارات المصيرية للبلاد والعباد.

الجواب يأتي سريعا جدا وغير متوقع.. "الحكومة تشتري الوقت " بسبب الهلع والخوف أو الارتجاف من هجمات مواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهو ما يتحدث به وزراء الحكومة والمدراء العامين في سراديب الوزارات والدوائر الرسمية لأصدقائها وضيوفها وسط عجز لمواجهة "الاشاعة"، الأمر الذي أوصلنا الى حالة من الشلل التام.

تداول نشطاء 550 شائعة خلال العام 2021، ونتج عنها تضليل المجتمع، من بينها 53 شائعة خارجية وأكثر من 400 شائعة مصدرها منصَّات ومواقع التَّواصل الاجتماعي الداخلية، وفقا لمرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد).

واظهر التقرير السنوي للشائعات لمرصد "أكيد"، أن الاشاعة ارتبطت بقضايا وأحداث مختلفة، أي بمعدّل 45.8 شائعة شهريّاً، مُسجّلاً انخفاضاً في عدد الشائعات مقارنة بعام 2020، حيث تم وقتها رصد ما مجموعه 569 شائعة، وسجَّلت شائعات الشَّأن العام النسبة الأعلى، حيث بلغ عددها 169 شائعة وبنسبة 31 بالمئة، تلتها الشائعات الصحية بنسبة 18 بالمئة، وهو انخفاض لافت عن عام 2020 الذي سجل فيه القطاع الصحي 31 بالمئة من الشائعات تبعًا لأحداث وباء فيروس كورونا المستجد كوفيد-19.

وصلت الحكومة وأذرعها التنفيذية إلى هذه الحالة بسبب بقائها في برجها العاجي في الدوار الرابع وعدم نزولها إلى الشارع ومعايشة هموم الناس وآلامهم وازدياد مديونيتها بشكل كبير جدا ،وحالة شلل في سداد ديونها ، وعندها سنكون أمام مشهد سريالي ونشاهده عبر الشاشات في بلدان ضربت بعرض الحائط حياه شعبها وعشناه في عهد الرئيس هاني الملقي.

قد لا يكون سيناريوهات خطيرة حدثت لدول خارجية جراء الانهيار الاقتصادي أو  انسداد الأفق السياسي، ملائمة للحالة الأردنية ولكن ينبغي أخذ زمام المبادرة وأن  لا نفشل كما فشلنا سابقا ، و علينا الانتباه الى الفرصة الأخيرة لبناء نظام سياسي ونظام اقتصادي عالمي جديد وحقيقي دون تلكؤ.

نظام مرن ومتوازن.. تكون فيه الانتخابات أي انتخابات، نزيهة وشفافة بالكامل دون هندسة أو مواربة ولا يسيطر عليه المتنفذون وفذلكات السلطة التنفيذية بإغراق الناس بالضرائب من كل الأشكال في ظل ثبات الدخول والرواتب ، ونظام اقتصادي لا تتحكم به الأموال السيئة، وبعيد عن لوبيات الفساد من خلال النهب المقنن والمنظم لمقدرات الشعوب إلى نظام أكثر عدلا وإنصافا في توزيع الثروات.

الأمر ليس هزلا.. وما حدث مع الملقي قد يتكرر..

قد تكون تداعيات الأحداث  المتوالية لا تدعو للقلق ولكنها قد تتسبب بتفاقم الأوضاع بشكل خطير ويصعب السيطرة عليها خصوصا وأن البلاد تغلي سياسيا واقتصاديا وماليا وتجاريا في موازاة اضطراب في أسواق الطاقة وسلاسل الغذاء والتوريد وتداعيات جائحة كورونا، إضافة إلى تداعيات الحرب في أوكرانيا..

ان انسداد أفق  السلام بين العرب وإسرائيل وما يجري في فلسطين يلقي بظلاله  على المملكة وسط مزاحمة من ملفات أعداد  اللاجئين ونشوء أشخاص  متطرفين وانتشار الجريمة غير المنظمة، يساعد في تمزيق المجتمع الذي نعرفه؟!

كالعادة من المتوقع أن تتجاهل الحكومة وصناع القرار الاقتصادي والسياسي في بلدنا الأوامر الملكية القاضية بالانتباه وصناعة الفرصة واقتناصها والاعتماد على الذات لأن  العالم تغير وبنفس الوقت تشكل من فضاءات جديدة قد نجد أنفسنا خارج هذا الفضاء وننتظر من الاخرين مساعدتنا...!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات