كيف عاد شلل الأطفال إلى بريطانيا؟ وكيف اكتُشف؟


جراسا -

رغم القضاء على شلل الأطفال في أوروبا في مطلع الألفية الثالثة، عاد المرض يتفشى في بريطانيا. واستعانت صحيفة "التايمز" البريطانية بخبراء في مجال الصحة لتستعرض أسباب ظهوره وأعراضه فضلاً مدى خطورة الوضع الصحي في البلد.

ما هو شلل الاطفال؟

شلل الأطفال مرض شديد العدوى ينتشر من خلال الماء والطعام الملوثين أو عبر السعال والعطس، وعادةً ما يصيب الأطفال دون سن الخامسة. ويستهدف الفيروس الجهاز العصبي ويمكن أن يسبب شللاً تاماً في غضون ساعات. وتؤدي إصابة واحدة من كل 200 إلى الشلل، كما يموت حوالي مصاباً واحداً من كل 15 مصاباً بالشلل بسبب تعطل عضلات التنفس.

ومع ذلك، لا تظهر أعراض هذا المرض على معظم الأشخاص، ما يعني أن العدوى يمكن أن تنتشر من دون أن يلاحظها أحد، الا عند حدوث شلل مفاجئ.

ألم يصبح شلل الأطفال من الماضي؟

لم تظهر أي إصابة بشلل أطفال في المملكة المتحدة منذ عام 1984. في أربعينيات القرن العشرين وخمسينياته، كان الشلل يصيب حوالي 7 آلاف شخص سنوياً.

لكن بعد التوصل إلى لقاحات فعالة في الخمسينيات والستينيات، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن القضاء على هذا المرض في أوروبا عام 2002. مع ذلك، لا يزال بلدان فقط يشهدان تفشي شلل الأطفال على نطاق واسع وهما أفغانستان وباكستان.


كيف عاد شلل الأطفال إلى المملكة المتحدة؟

يعتقد خبراء في مجال الصحة أن المرض عاد إلى لندن في وقت مبكر من هذا العام عبر شخص تلقى مؤخراً اللقاح ضد الشلل. ونشر هذا الشخص الفيروس الذي تحور وانتشر في إنكلترا. ورجحوا أن ناقل الفيروس جاء من أفغانستان أو باكستان أو نيجيريا، لأن هذه الدول الثلاث تعتمد اللقاح الفموي ولديها شبكة رحلات واسعة مع المملكة المتحدة.


ما هو شلل الأطفال الناجم عن اللقاح؟

رغم القضاء على "شلل الأطفال البري" إلى حد كبير من خلال اللقاحات، ارتفع معدل الإصابات بشلل الأطفال الناجم عن اللقاحات الفموية.

والواقع أن هذه اللقاحات تحتوي على نسخة حية من الفيروس، تُعطى على شكل قطرات في الفم، ما يؤدي إلى انتقال الفيروس إلى الأمعاء، حيث ينمو. وبالتالي، يخرج الفيروس لدى الأطفال الذين تلقوا اللقاح مؤخراً مع فضلاتهم. ويمكن للفيروس أن يتحور في ما بعد وينتقل إلى أشخاص آخرين.


وتعتمد اللقاحات الفموية بشكل رئيسي في البلدان النامية. ومنذ عام 2004، استخدمت المملكة المتحدة لقاحاً عن طريق الحقن الذي لا يمكن أن يسبب المرض.

وظهرت حالات شلل الأطفال الناتجة عن اللقاح مؤخراً في أجزاء من أفريقيا، بالإضافة إلى أوكرانيا وإسرائيل. وتظهر أرقام "منظمة الصحية العالمية" أن عدد الأطفال المصابين بالشلل بسبب الفيروسات المشتقة من اللقاحات يفوق عدد الأطفال المصابين بالفيروسات البرية.

كيف يمكن الكشف عن الإصابات؟

يراقب الخبراء محطات الصرف الصحي بانتظام بحثاً عن الأمراض المعدية والفيروسات. وكشفت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة فيروس شلل الأطفال في العديد من عينات مياه الصرف الصحي من محطة في شمال شرق لندن بين شباط (فبراير) وأيار (مايو).

وتخدم المحطة في منطقة يبلغ عدد سكانها حوالي أربعة ملايين شخص. ونظراً إلى اكتشاف نفس الفيروس المتحور في عينات عدة، ما يشير إلى تفشي الفيروس. ومع ذلك، لم يتم تشخيص إصابة أي مريض بشلل الأطفال، لأن معظم المصابين بالفيروس لا تظهر عليهم الأعراض.

ما مدى تفشي الفيروس؟

لا يمكن تحديد مدى تفشي الفيروس حتى الساعة. فقد يكون محصوراً داخل عائلة واحدة، أو يكون أكثر انتشاراً في المجتمع. وسيحاول الخبراء معرفة مدى انتشاره من خلال "تتبع سلسلة" محطات الصرف الصحي. وسيأخذون عينات من محطات الصرف الصحي في مناطق التجمعات الأصغر في لندن لمحاولة تحديد مناطق التفشي. قد يتطلب ذلك أخذ عينات من براز أفراد.

هل يتلقى البريطانيون لقاحاً ضد شلل الأطفال؟

يتلقى جميع الأطفال خمسة لقاحات كجزء من برنامج تطعيم منتظم. ويتلقى الأطفال جرعات في سن 8 و 12 و 16 أسبوعاً، ثم جرعة معززة في سن الثالثة وجرعة أخيرة عندما يبلغون 14 سنة.

من هم الأكثر عرضة للخطر؟

الخطر الرئيسي يطاول الأطفال غير المطعمين. ويكاد يكون من المستحيل ان يتعرض الأشخاص الذين تلقوا اللقاحات بالكامل للاصابة. ومع ذلك، لا تزال معدلات التلقيح منخفضة نسبياً في شمال لندن وشرقها، وانخفضت أكثر خلال تفشي جائحة كورونا. في المملكة المتحدة، تلقى 92.6 في المئة من الأطفال الذين يبلغون من العمر سنة واحدة لقاحاتهم العام الماضي.

كيف يمكن الحد من انتشاره؟

تتواصل منظمة الصحة الوطنية بأولياء أمور الأطفال دون سن الخامسة الذين لم يكملوا اللقاحات ضد شلل الأطفال لدعوتهم إلى القيام بذلك. وتخطط بريطانيا أيضاً لوضع الأطباء والممرضات في حالة تأهب قصوى للتحقيق بسرعة والإبلاغ عن أي شخص يعاني من أعراض مشابهة، مثل الشلل المفاجئ، عادةً في الساقين. وقد يؤدي شلل الأطفال إلى ظهور أعراض خفيفة تشبه أعراض الأنفلونزا، مثل ارتفاع درجة الحرارة والتعب والتقيؤ.

هل يجب أن يقلق الآباء؟

لا يزال الخطر العام منخفضاً بسبب العدد الكبير من السكان الملقحين. مع ذلك، لا بد من التأكد من أن طفلك تلقى جميع اللقحات المطلوبة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات