مقال: المكتوب .. مكتوب



تابعتُ ردود الأفعال على المسلسلات الرمضانية، التي تراوحت بين السخط على بعض الأعمال، والرضى عن بعضها الآخر.
لا أميل الى قضاء أوقات الشهر الفضيل أمام شاشات التلفاز، ومتابعة تلك المسلسلات، ولكن بعد إنتهاء الشهر الكريم، أحول أن أتابع أكثر تلك المسلسلات نجاحاً، بقصد متابعة الأعمال الفنية، ومتابعة المستجدات على ساحتها.
أثار إهتمامي مسلسل "مكتوب عليّا"، وهو مسلسل كوميدي من بطولة الممثل الكوميدي أكرم حسني، المعروف بأفلامه ومسلسلاته النظيفة، والخالية من المقاطع الهابطة.
لقد كان المسلسل كوميدياً بطريقة فنية، وفكرة جديدة، حيث يستيقظ البطل كل يوم، ليجد بعض الكلمات على ساعد يده، ولا يمكن لأحد أن يراها سواه، تقوده تلك الكلمات الى النجاح وتحقيق الأموال والسلطة، وتصل به الى حط الغطرسة والثراء، ثم الفشل والسجن لاحقاً.
ما إن يستيقظ البطل صباحاً ليرى الكلمات، لتبدأ أحداث الإثارة والضحك، الى أن تزول الكلمات، وتبدأ المغامرة في اليوم التالي من جديد.
على الرغم من كوميدية المسلسل وممثليه؛ إلا أن المسلسل لا يخلو من عبرة، وكذا يجب أن يكون الإنسان الناجح، يبحث عن الفائدة، حتى لو كانت في مسلسل أو فيلم كوميدي.
تمثلتْ الفكرة في أن قدرك مكتوب، فلا تحاول الإجتهاد من أجل تغييره، كل ما عليك فعله هو السعي بالطرق الحلال، ثم توكل على الخالق عز وجل، تماماً كما قال النبي الكريم للرجل البدوي: "إعقل وتوكل".
الحلقة الأخيرة كانت مؤثرة جداً، وإذا كنت متابعاً للمسلسل؛ فستستبدل ضحكات 29 حلقة سابقة بالدموع في الحلقة 30، عندما تتكشف لك حقيقة الناس من حولك، وتعلم شدة تعلق الإنسان بأمه، والأب بأبنه، لدرجة أن يفدي أحدهم الآخر بحياته.
لستُ من دعاة مقاطعة الحركة الفنية بشكل كامل، على الرغم من الفساد والإنحلال الذي يشوب بعضها، إلا أن من الممكن أن تجد عبرة أو فكرة في أحد تلك الأعمال، وكما أن هنالك من يدعو الى الرذيلة والإنحلال والمثلية؛ هنالك من يدعو الى الفضيلة والأخلاق عبر عمل تلفزيوني.

خلاصة القول:
الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها، قد تجدها في نصيحة صادقة، أو كتاب، أو عمل تلفزيوني، أو في قصيدة، فكن فطناً ذكياً تعرف من أين تؤكل الكتف.
لقد كتب الله لنا أقدارنا وأرزاقنا وأعمارنا قبل أن نولد، ويبقى الإختيار لك في أن تختار الطريق الذي ستسير عليه، والذي يعلمه الله منذ القِدم، فهو كتب لنا أقدارنا ولم يكتبها علينا.
المواقف الصعبة كفيلة بأن تكشف لك معادن الناس من حولك، ستجد أن اليد الغليظة التي طالما صفعتك؛ هي التي تمتد لك بالعون، وأن اليد الرقيقة التي كان تستعطفك وتستجديك، قد غابت وقت الحاجة اليها، فأحسن إختيار الناس من حولك.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات