الموسم المطري في العامين الماضيين يعتبر من اقل واضعف المواسم المطرية وخاصة في الجنوب فلقد كانت كمية الامطار اقل من معدلها بالنصف ومخزون السدود يعاني من نقص في كميات المياه وزيادة تراكمات وترسبات الطمي في السدود وزيادة ملوحة المياه الامر الذي يقلل من الري للمزروعات, ولقد شكل التغير المناخي تهديدا للأمن المائي واستدامة التنمية الاقتصادية في بلد يعاني أصلا من شح المياه وتبرز أهم التحديات التي يواجهها الأردن في اختلال معادلة التوازن بين الطلب والمتاح, حيث تزايد الطلب على المياه خاصة في هذا العام الذي تناقص فيه كميات التساقط المطري بشكل كبير وان الجفاف المستمر الذي نتج بسبب التغيرات المناخية يتسبب بنقص متزايد وشديد في المياه على الزراعة وخاصة الزراعة البعلية مما يشكل خطرا على سبل العيش لكثير من سكان الريف الذين يعتاشون على هذة الزراعات وتشكل مصدر دخل لهم بالاضافة الى ان اثار التغير المناخي وقلة المصادر المائية وعدم توفر مصادر مائية بديلة تساعد على نشوب النزاعات وتسبب عدم المساواه في الحصول على المياه وخاصة في سكان الريف والمناطق النائية.
في نهاية العام الماضي 2021نشر موقع The National News تقرير اشار فيه الى ان الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للامم المتحددة اظهرت بدليل علمي للتغيرات التي حدثث على مدى العقود الخمسة الماضية متنبئا بمستقبل ستزداد فية حدة الجفاف وتواترة في كثير من دول العالم وواضح التقرير ان الاردن من اكثر الدول تاثرا بالجفاف ودعا التقرير دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا لاهمية المراقبة الدقيقة للجفاف والانتقال من الاشراف على المياه الى الادارة الاستباقية موكدا ضرورة ان يجمع النهج المستخدم لادارة حالة الجفاف بين وعي المواطن وفهمة لموضوع ومخاطر الجفاف وكذلك تبني التقنيات الحديثة المتقدمة في الزراعة والري واختيار النباتات التي تتعايش مع قلة الامطار والجفاف وارتفاع درجة الحرارة والقيام بالحصاد المائي وانشاء السدود وتجميع المياه.
قبل يومين كشف مصدر ان نحو 400 الف دونم مزروعة بالمحاصيل الحقلية في محافظات الجنوب لم يتمكن المزارعين من حصادها بسبب قلة مياه الامطار التي سقطت على الجنوب خلال فصل الشتاء الماضي وهنا لابد من تعويض المزارعين عن خسائرهم ليقوموا في الموسم القادم من مواصلة الزراعة خاصة ونحن نشهد ارتفاعا غير مسبوق في المحاصيل والمواد الغذائية ويواجه العالم ازمة متوقعة في الغذاء واعلن الاردن اجراءات لزيادة مخزونة الغذائي والتوجة نحو زراعة المحاصيل الحقلية وخاصة القمح والشعير.
صندوق المخاطر الزراعية خطوة رائدة في دعم المزارع الاردني من المخاطر الطبيعية والاوضاع الصعبة التي تواجهم وتخفف من خسائرهم وذلك بتوسيع قاعدة الدعم للمزارعين وتعويض خسائرهم من الخواطر الطبيعية مثل الرياح والعواصف الترابية وانقطاع المياه لفترات طويلة وموجات الحر والبرد والفيضانات وغيرها.