عام الانكسار في العالم الثالث (2-2)


كان من نتائج نكبة حزيران واحتلال الضفة الغربية سنة 1967، تمزيق الوحدة التي قامت بين الضفتين الأردنية والفلسطينية عام 1950.

اعترفت بوحدة الضفتين، أربعُ دول هي بريطانيا وأميركا (كان اعترافهما مشروطا باستثناء القدس من الوحدة) والباكستان والمملكة العراقية الهاشمية، وحاربتها مصر وسوريا والسعودية، ولبنان، فدعت إلى طرد الأردن من الجامعة العربية، لكنها فشلت بسبب رفض إمام اليمن وملك العراق.

وصَمَ "الثوريون العرب" وحدة الضفتين، بأنها السيطرة الأردنية، والإِتباع، والإِلحاق، والضم، والاحتلال الأردني !

كان عنوان الفصل الثاني من كتاب السيد جميل هلال، (الضفة الغربية- التركيب الإجتماعي والإقتصادي): وقوع الضفة الغربية تحت سيطرة النظام الهاشمي.

ولم يخرج السيد عباس مراد في كتابه "الدور السياسي للجيش الأردني" 1921- 1973 عن سياق إتهامات مماثلة ثقيلة.

والمدهش أن الإعلام الصهيوني ظل يسمي وحدةَ الضفتين وما يزال: الاحتلال الأردني.

واستخدم مناضلو المنابر والكنبات والميكرفونات، مصطلحي الدور الوظيفي أو المنطقة العازلة، للقول أن مهمة جيشنا العظيم هي حراسة حدود اسرائيل !! ونقولها بفخر، أن الجيش العربي الأردني، خاض الحروب العربية الإسرائيلية كافة، لا بل إنه خاض معارك وحروبا أكثر من أي جيش عربي آخر. كما فتح الأردنُ -ولم يغلق- حدودَه وأرضَه وسماءَه أمام الجيوش العربية.

وسمح الأردنُ للجيش المصري العظيم، جيش العبور المجيد، ببناء قاعدة رادار في المزار الجنوبي بعد عدوان 1967.

وعَبَر الجيشُ العراقي العظيم من الأردن إلى فلسطين عام 1948، وقاتل في جنين وحفظ عروبتها، وهاهم شهداؤه الأبطال يعطّرون مقبرة الجيش العراقي في المفرق.

وتجمعت في الأردن الجيوشُ السورية والعراقية والسعودية عام 1967، وظل الجيش العراقي في الأردن حتى 1970.

والأردنُ العريق في التاريخ، هو الوحيد الذي هزم العبرانيين مرتين. فقد بطش بهم الملك العربي المؤابي الحميدي الأردني ميشع عام 840 ق.م على مرتفعات نهر أرنون (نهر الموجب) وعلى ذرى ذيبان ونيبو وبطاح مأدبا ومرج حسبان (حشبون).

وبطش بهم الملك العربي الهاشمي الأردني الحسين بن طلال في معركة الكرامة المجيدة عام 1968،
وأيُّ بطشين هائلين كانا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات