فتى فلسطيني يرثي نفسه قبل رحيله


جراسا -

“لا تحطوني بالثلاجة لأني ما بحب البرد، بس بدكم تدفنوني، اختاري مكان فيه أطفال عشان ما أضل لحالي..” هذه الكلمات المؤثرة والحزينة كانت آخر ما كتبه الشهيد الفتى غيث يامين الذي أعدمته قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس بالضفة الغربية.

كلمات وجهها الفتى لوالدته بالعامية الفلسطينية، لكنها وصلت للعالم أجمع لتشرح باختصار وتصور بدقة متناهية الواقع المرير والمؤلم الذي يعيشه الأطفال تحت مقصلة الاحتلال وجرائم الإعدام اليومية.

الشهيد غيث ابن 16 ربيعا لم تكتمل بعد، بالكاد بدأ يشق طريقه نحو الحياة والأمل، ليواجه حلم الطفولة وبراءتها برصاصة حاقدة أصابته في رأسه لتؤدي الى استشهاده قبل أن ينعم بما ينعم به أطفال العالم.

ويضيف الفتي الشهيد في وصيته مطالبا والدته التي تركها تتجرع كل معاني ومشاعر الحزن والقهر على فقدان فلذة كبدها فيقول “اسورتي اللي بحبها هيها تحت مخدتي لا ضيعوها، عادي إذا وزعتوا قرآن عن روحي وكتبتو اسمي بأول صفحة، تعالوا كل كم يوم زورني واحكوا معي راح اسمعكم “.

وختم الفتى وصيته التي تشق القلوب كمداً وحزناً بالقول ” ما تبكوا على لأني ما بحب ازعل حد مني أو يبكي أحد بسببي”.

الشهيد غيث رفيق يامين

هذه كانت وصية الفتى الفلسطيني “غيث” الذي لم تغثه براءة الطفولة والحياة، فنهشته رصاصات الاحتلال ووضعت حداً قاسياً ومؤلما لحياةٍ لم تبدأ بعد.. فخطفه رصاص الاحتلال تماما كما تختطف الورود من بساتينها وتركت وراءه جرح لن يندمل بين والديه وأهله وزملائه في المدرسة الذين توافدوا صباحا إلى مستشفى رفيديا في نابلس لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه بدلا من أن يذهبوا لمدارسهم.







مشهد صعب
ويقول رفيق يامين والد الشهيد غيث إنه تلقى خبر استشهاد نجله بالكثير من الرهبة، وتابع “أدركت منذ اللحظة الأولى أنه استشهد وأننا فقدناه بسبب جرائم الاحتلال المتواصلة بين أبناء الشعب الفلسطيني”.
وأضاف الوالد المكلوم بفقدان فلذة كبده أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يواصل عدوانه وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني، وخاصة بين الأطفال، مؤكدا أن نجله “لن يكون آخر الشهداء ..”.
وتابع بالقول “أي بؤس وشقاء يواجه أطفال فلسطين الذين يعدمون بدم بارد من قبل جنود إسرائيليين لا يحملون في قلوبهم سوى لغة الموت والقتل يومياً في شوارع فلسطين”.
وأوضح أن استشهاد نجله كان صعبا ومؤلما لكنها ضريبة يدفعها الفلسطيني على أرضه، وقال “ليس أمامنا سوى الصمود والاستمرار في مواجهة الاحتلال والدفاع عن أرضنا رغم التضحيات وفقدان الأبناء وفلذات الأكباد”.
ورغم حالة الحزن التي تخيم على عائلة الشهيد غيث فقد طالب والد الشهيد كافة أبناء الشعب الفلسطيني بالتصدي للاحتلال وهجمات المستوطنين العنصرية.

الحماية الدولية أمام آلة القتل

وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، المجتمع الدولي بكسر المعايير المزدوجة وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين وأطفالهم، من «ماكينة القتل الإسرائيلي».

وقال اشتية في تعقيب له على استشهاد الفتى غيث يامين في مدينة نابلس فجر اليوم الأربعاء ” فلذات الأكباد وثمرات القلوب تقضي بغمضة عين برصاص الإرهاب الإسرائيلي”.
وأضاف، الطفل غيث يامين كما ثائر محمد وغيرهم من الأطفال الذين يحصد الرصاص الإسرائيلي أرواحهم وأحلامهم قضى اليوم برصاصة في رأسه وترك الفجيعة ووجع الفقد في قلوب ذويه وأترابه ومحبيه.

بدورها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بشدة، الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال فجر اليوم، في نابلس والتي أدت إلى استشهاد الفتى غيث يامين (16 عاماً) بعد اقتحامها الاستفزازي للمدينة.

واعتبرت الخارجية ، أن “هذه الجريمة تعد امتداداً لمسلسل طويل من جرائم الإعدامات الميدانية التي ينفذها جنود الاحتلال وضباطه بتعليمات من المستوى السياسي والعسكري في دولة الاحتلال”.

وحملت الوزارة الحكومة الإسرائيلية برئاسة المتطرف نفتالي بينيت المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج جرائم قواتها ومستوطنيها وتداعياتها على ساحة الصراع برمتها، محذرة من مغبة تعامل المجتمع الدولي مع هذا المشهد الدموي الذي تفرضه اسرائيل كقوة احتلال على الشعب الفلسطيني كأرقام في الاحصائيات، أو أنه بات اعتيادياً ومألوفاً لانه يتكرر يومياً ولا يستدعي أية ردود أفعال أو وقفة إزاء ما يتركه من معاناة وظلم واضطهاد للمواطن الفلسطيني.







الفصائل الفلسطينية

ونعت الفصائل الفلسطينية الشهيد الفتى غيث يامين (16 عام) ، الذي ارتقى برصاص الاحتلال، خلال تصدّي المواطنين لاقتحام المستوطنين بحماية قوّات الاحتلال قبر يوسف في نابلس.

وقالت حركة حماس “إن إجرام الاحتلال ضدّ أرضنا وشعبنا ومقدساتنا، لن يزيدنا إلّا إصراراً على الصمود والتصدّي والمقاومة، ونشدّ على أيادي الأبطال المنتفضين في كلّ مدن ومخيمات الضفة والقدس”

ونددت حركة الجهاد الإسلامي، باستهداف جنود الاحتلال للفتى غيث، مؤكدةً أن ذلك يأتي في سياق الإرهاب المنظم الذي تمارسه قوات الاحتلال وقادته وقطعان المستوطنين بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

ودعت الحركة في بيان لها، الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة الفاعلة، بضرورة تصعيد المقاومة بكل الطرق والوسائل التي تؤلم هذا الاحتلال البغيض، وتمنع استقراره على الأرض الفلسطينية.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، فجر اليوم الأربعاء، استشهاد الفتى غيث رفيق يامين (16 عاما)، متأثراً بجروحٍ حرجة، أصيب بها برصاص الاحتلال الحي في رأسه، في منطقة قبر يوسف بنابلس.

وكان الفتى يامين قد أصيب بجروح حرجة بالرصاص الحي في الرأس، ونقل إلى مستشفى رفيديا الحكومي، حيث أعلن الأطباء في وقت لاحق عن استشهاده متأثرا بإصابته.

كما أصيب 75 فلسطينيا، في مواجهات ليلية مع قوات الاحتلال، بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة الشرقية في مدينة نابلس.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات