القراءة بين الهواية والتعلم


القراءة بالنسبة للبعض تتجاوز حد الهواية التي يمارسونها من فترة الى أخرى، أو في أوقات فراغهم، بل يمكن التعبير عنها بأنها شغف يميلون الى ممارسته يومياً، ويجدون السعادة في الجلوس الى كتاب وتقليب صفحاته، وسبر أغواره، والتعرف الى التاريخ والسيرة والأدب والشعر والعلوم المختلفة.

وهي بالنسبة للبعض عبارة عن حلم يطمحون يوماً ما الى تحقيقه، والبدء في مطالعة الكتب وقراءتها، ويحسدون أولئك الذين تأخذ الكتب جزءاً كبيراً من حياتهم وأوقاتهم.

وهنالك فئة من الناس لا تتجاوز الكتب أن تكون عبارة عن صورة يأخذونها بجانب الكتاب والقهوة الصباحية، ليضعوها على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، بينما في حقيقة الأمر؛ هم لم يتجاوزا الصفحات الأولى من الكتاب، وربما لم يصلوا الى الإهداء الذي يكون عادةً في أول صفحات الكتاب.

القراءة بالنسبة لي شخصياً شيئاً مقدساً، لطالما حلمت بأن يكون لي مكتبة كبيرة، ومكتب في المنزل، أجلس اليه لأطالع الكتب وأقراءها في جو من الهدوء، بعيداً عن صخب الحياة، وشاشات التلفاز والهواتف الذكية وألعاب البلاي ستيشن، نعم لقد حققت جزءاً من ذلك الحلم، وما زلتُ أسير بخطى ثابته لأكمل ما حلُمت به يوماً.

القراءة في الغالب هي هواية، يميل فيها الشخص الى الكتب، ويميل الى مطالعة العلوم المختلفة، وربما تكون القراءة عادة مكتسبة، يكتسبها الإنسان من خلال قربه من أحد القراء، كأن يكون أحد والديه أو إخوته من المطالعين للكتب، والمحبين لها، أو أن يكون من المقدِّرين لفائدة الكتب والمعلومات التي تختزنها.

إذا أردت أن تكون من المطالعين للكتب، وأحببت أن تكتسب تلك الصفة الإيجابية، فلا بد أن تتخذ خطوات جادة نحو تحقيق ذلك الهدف، وأن تبدأ من هذه اللحظة في القراءة، من خلال إقتناء كتاب من النوعية المفضلة لك، كأن تجد رواية شيقة تدفعك الى قراءتها، أو أن تجد أحد كتب السيرة والتاريخ إذا كنت ممن يميلون الى ذلك النوع من الكتب.

بعد إختيار الكتاب الصحيح، عليك أن تبدأ في القراءة بصورة تدريجية، من خلال تحديد حد أدنى للقراءة يومياً، كأن تبدأ بخمس أو عشر صفحات يومياً، ثم تبدأ بزيادة الهدف كل فترة، الى أن تصل الى مقدار مناسب من الصفحات، ويتناسب مع عملك وأوقات فراغك. لقد وصلت من خلال هذه الطريقة لقراءة مئة صفحة يومياً، وبدأت بعدها بالإستماع الى الكتب الصوتية في السيارة عند ذهابي وإيابي من العمل، وعند عملي في الحديقة المنزلية، ووجدتها طريقة ناجحة لإستغلال ذلك الوقت في عملين متزامنين.

كما قضت القراءة على أوقات الفراغ والإنتظار التي كنت أحس فيها بالملل، وتسبب لي الضيق والعصبية، مثل أن أنتظر الأسرة لحين تجهزهم للخروج، أو الإنتظار لدوري في المركز الصحي أو البنك، أو حتى الوقوف على الإشارة الضوئية، فوضعت كتاباً في السيارة، وكتاباً عند باب البيت، وكتاباً في العمل، للقضاء على جميع أوقات الفراغ والإنتظار.

وإذا أردت تحقيق المزيد من الإستفادة من الكتب، عليك أن تضع الى جانب كتابك دفتراً، تكتب فيه بعض الحِكم والجُمل المفيدة، والتي من الممكن أن ترجِع إليها بين الحين والآخر لمذاكرتها والإستفادة منها.

نصيحتي لك؛ أن تبدأ في القراءة والمطالعة الآن، لِما لها من فائدة كبيرة في رفع مستوى ثقافتك ومعرفتك، كما أنها ستقضي على أوقات الفراغ والإنتظار، التي من الممكن أن تسبب لك الضيق والملل، وستؤثر إيجابياً في سلوكك وطريقة تعاملك مع مَن هم حولك.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات