الأميرُ الحسن .. الإِعراضُ عن اللغو !


الأمير الحسن، ذو الطاقة الإيجابية العالية، المشتغل بالثقافة والعلوم، الذي يشيع الطمأنينة والثقة والأمل حيثما حلّ، الخبير البارز في الشؤون الدولية، نحن نحبك ونقدّرك ونبجلك.

زار سمو الأمير الحسن، المغرب في ربيع 1999 بدعوة من الملك الحسن الثاني الذي استقبله في مدينة إفران.

في مصعد فندق الهيلتون بالرباط، قال لي الأمير، اسمع يا محمد، أنت تعرف أنني أكثر إنسان على وجه الأرض، أَقْسَم بأن يحافظ على الدستور طيلة فترة ولايتي التي امتدت 34 عاما، أقسمت خلالها مئات المرات نائبا للملك.

واصل سمو الأمير حديثه ونحن نخرج من المصعد إلى حديقة الهلتون الفسيحة الغناء، الواقعة في ضاحية السويسي، حيث كنت أسكن وأمارس رياضة المشي الصباحي، وهي الرياضة التي دفعتني إلى ترك التدخين.

قال الأمير: أنا أطبق قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}.

أجبت سمو الأمير، بما يقتضي المقام من احترام، وبلا لغو أو حشو: حاشا لله أن تلغو سمو الأمير، فعفّة اللسان ورجاحة العقل والالتزام بالدستور، تميّزك على الدوام.

وأضفت إن موقفكم النبيل، هو حديث العالم كله، خاصة شعبنا الأردني الذي يُكنّ لكم أقصى درجات التبجيل، والذي يلتف حول العرش الهاشمي ويفديه.

ممتعة أحاديث سمو الأمير الحسن المتنوعة، التي استمعت إليها في تلك الزيارة التي رافقته فيها بصفتي سفيرا لبلادي لدى المغرب، تلك الزيارة التي كان فيها سموه موضع حفاوة مغربية بارزة، وخاصة حفاوة الملك الحسن.

امتد حديث سمو الأمير إلى القدس وفلسطين والسلام والتنمية، وعندما تحدث عن الملك الراحل تحدث كأنما الملك الحسين ما يزال حيّا أمامه، كانت كلماته مشحونة بالحزن، مضمخة بالتبجيل.

وصلنا إلى مدينة إفران- سويسرا العرب، إحدى أنظف مدن العالم، وفي جناح الأمير حيث تناولنا الطعام المغربي- الكسكسي، كان الأمير الحسن مدهشا، فقد أعرض عن حديث الماضي و صبّ حديثه العميق على مستقبل الأردن، وعلى سبل تجاوز التحديات الجِسام التي لا تتوقف عن التناسل، وركز على وحدة الشعب والعرش، فقال إن الله والرشدَ والوعي، ترعاها إلى الأبد.



إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات