مفال: لماذا نحب؟ ولماذا نكره؟


عند رؤيتك لأحدهم للمرة الأولى يتولد لديك شعور تجاهه، فتجد أنك تحب شخصاً وترتاح له كثيراً، وتود لو إلتقيت به مرة أخرى، أو وثقت علاقتك به من خلال طلبك لمعلومات الإتصال به. وفي المقابل ترى أنك تبغض بعض الأشخاص من النظرة الأولى، ولا تتقبل كلامهم، وتتصيد أخطاءهم وهفواتهم، ولا تود أن تلتقيهم مرة أخرى ولو على سبيل المصادفة، فما هو الدافع لحبك لأحدهم وبغضك للأخر حتى قبل أن تتعرف اليهم والى آرائهم وأقوالهم وأفعالهم؟
يعتقد البعض أن الحب شعور خالص، ويعرِّفونه على أنه شيء روحي، ولا علاقة له بالمادة، وهو شعور صادر عن القلب، الذي يميل الى بعض الأشخاص، ويبتعد عن بعضهم الآخر.
ألم تقابل يوماً شاباً يكره أباه، أو أخاه، أو عمه، أو جاره؟ ألم تسمعه يقول: "هو والدي أو قريبي أو جاري، وله فضل كبير عليّ، وأحاول أن أحبه وأتقبله قدر ما أستطيع، ولكن كرهه مزروع في قلبي"، فما الذي أوصله الى هذا الحد من الكره، لدرجة أنه ينازع نفسه في حب أحدهم ولا يقدر على ذلك؟
يجب أن نعود لفترة الحمل، حين كان ذلك الشاب جنيناً في أحشاء أمه، يعود والده من العمل، ويبدأ في الصراخ والسباب والشتم لوالدته وأهل البيت، فتبدأ هرمونات التوتر في التدفق اليه عبر شرايين الأم، وحينها يربط ذلك الصوت بالتوتر، والعصبية، والكره، والحقد.
وبعد الولادة يستمر هذا الموضوع، كلما سمع صوت والده أو أخيه، تستنفر جميع خلايا جسده، وتقوم بإفراز هرمونات البغض والكراهية تجاه ذلك الصوت وصاحبه، ويحتاج الى جهد عاطفي كبير لإستبدال تلك الهرمونات بهرمونات الرحة والحب والحنان.
لقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الجنين يتأثر بشكل كبير بالأصوات من حوله، فإذا داومت الأم على سماع القرآن الكريم خلال فترة الحمل خصوصاً الفترة الأخيرة؛ نشأ الولد على حب ذلك الصوت والميل له، وكذلك إذا كانت الأم من هواة سماع الأغاني؛ فسيفضل الطفل تلك الأصوات على غيرها.
كما أثبتت أنه يستطيع تمييز مشاعر والدته من حيث الحب والكره، وبالتالي يمكنه ربط شعورها بالأصوات من حوله، وينشأ فيما بعد ليحب الأصوات التي كانت تُشعِرها بالرحة، ويبغض الأصوات التي كانت سبباً في زيادة توترها وقلقها.
وبعد نشأة الطفل ونموه، يبدأ في المقارنة والربط والتمييز، فصوت جارهم أو قريبه أو زميله في العمل يشبه الى حد كبير صوت والده، وبالتالي يضعه في نفس خانة الكره والنفور – أو الحب والتقدير -، وصوت خالته يشبه صوت والدته، فيبادلها نفس الحب الذي يحمله لوالدته.
من المهم جداً إهتمام الوالدين بفترة الحمل، وإختيار الأصوات التي تحيط بالجنين، لأنها سترسم جزء مهماً من حياته العاطفية، ولها دور كبير في تحديد ميوله العاطفي تجاه مَن هم حوله.

خلاصة القول:
حاول أن تكون سبباً لسعادة أهل البيت في جميع الأوقات والأحوال، وإذا كانت زوجتك حاملاً عليك أن تضاعف جهودك في ذلك المجال، حاول أن ترى ردة فعل أطفالك وزوجتك وقت دخولك البيت، فإذا رأيتهم قد تسابقوا للترحيب بك والسلام عليك؛ فأعلم أنك في الطريق الصحيح، وأما إذا تداروا عنك في غرفهم وتجنبوا رؤيتك؛ فأعلم أنك بحاجة الى تصحيح علاقتك معهم.
والأم بحاجة الى مراعاة جنينها، وتخيُّر الأصوات التي يستمع اليها، وتركز على الإستماع الى القرآن الكريم خلال فترة الحمل، لينشأ الطفل على حب القرآن والإستماع اليه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات