الماضي والحاضر يصّدحان معاً .. لأيقونة الزمن


 

وتتلاطم العواطف بالقلوب الحزينة ويدمع البشر ويئن الحجر ويبكيكِ الشجر في فلسطين يا شيرين.. وفي كل زمان ومكان..

خبر استشهادك نزل كالصاعقة على الجميع بدون استثناء.. على القاصي والّداني فأعاد ذكرى عقود سبعة مكثتْ خلالها فلسطين بوادي النسيان..

«لا بد من تفعيل الذكرى».. ذكرى الأيام المشؤومة بين وعد بلفور والنكبة والنكسة والمذبحة.. الخ وتتواصل مسيرة الشهداء الفلسطينيين الذين يأخذون على عاتقهم المطالبة بحقوق مغتصبة في ظل سكون عربي عالمي جائر..

أنهضُ من مكاني متثاقلة وقد تحجّر الدمع بالجفون لكثرة البكاء على أمل طال انتظاره..

فاخطّ بضعة كلمات على التايملاين: أما لها الليل من آخر.. أما لها القيد من كاسر.. أما لهذا القلب من جابر.. أما لهذه الأرض من ناصر؟

وتتوالى اللايكات.. لتزيد الألم ألما!

كلمات.. ما فائدة الكلمات الجوفاء امام الحقيقة الحاضرة الواقعة الماثلة أمام أعيننا.. تعبنا من التنظير وارهقنا التعبير.. حفظناهما عن ظهر قلب..

لقد آن الأوان لتفعيل الكلمات..

دروس وعبر نتعلمها منك يا شيرين فموكب تشييع جنازتك في اسبوع الآلام على درب الآلام وحّد ذكرى النكبة مع واقع استشهادك..

ويعلو الأذان.. وتقرع أجراس الكنائس.. وتتوقف عقارب الزمن فيتحد الماضي والحاضر في لحظة خالدة.. لن تتكرر.. لقد توحدا بتفانيك وكما شاء القدر!

فلنحوّلْ درب الآلام الى درب للآمال عبر عمل وإنجاز!

فقد انهكنا مسلسل الآلام بسكونه الطويل مختلقين غيبوبة تنسينا الماضي الأسود بذكراه الأطول.. وكيف لا.. فالنسيان ملجأ من لا حيلة له.. ولا أمل لديه..

فغدونا نبحث عن فتات فلسطين خلف الأبواب العتيقة.. وعلى التلال الأسيرة..كان.. وكنّا.. تتناقلها وسائل التواصل الإجتماعي ليزداد الألم ويتراجع الأمل بعجز لا مثيل له خلقناه عبر تواكل غريب عجيب اتخذنا من العدو صديقا ومن الصديق عدوا.. حالة عكسية هي نتاج فخّ وقع فيه العرب نصبه الآخرون لهم..: فرِق تسُد»..

ويعود الهاجس يردد بالعقل والوجدان: لا بد من تفعيل الذكرى؟ فانما للصبر حدود.. فقد طال الظلم واشتد الظلام.. نتيجة قلب معايير العدالة الدولية في زمن حوّل المحاسن الى مساوئ في صميم حقوق الإنسان..

فلنخاطب قانونياً وإنسانياً الضمير العالمي وقانونه الدولي مذكرينهم بحرية التعبير وهو حجر الزاوية بالدستور الأميركي..

ولنذكّرهم بإرث الزعيم الأميركي توماس جيفرسون الذي منح العبيد استقلالهم بوثيقة صاغها كانت البداية لإقرار حقوق الإنسان..

فأين نحن من هذا كله؟

فلنقطع الطريق على درب الآلام قانونيا وإنسانياً..!

والشيء بالشيء يُذكر فمؤخراً بـ 22 تشرين الأول 2021 رفع رجل الأعمال منيب المصري «رئيس تجمع الشخصيات المستقلة» في فلسطين قضية ضد الحكومة البريطانية من محكمة البداية بنابلس تقضي ببطلان «وعد بلفور» وإدانة بريطانيا لإصدارها هكذا وعد عام 1917 محمّلا اياها المسؤولية عن جرائم ارتكبت ابان احتلالها فلسطين بين عاميْ 1917 وعام 1948..

وقد تبسّم البعض بسرهم متسائلين عن مدى نجاعة هكذا دعوى مرفوعة من نابلس على بريطانيا العظمى؟

ولكن كما يقولون بالحركة بركة فقد تابع رجل الأعمال بخطوة اخرى موكلا مكتب محاماة في لندن لمتابعة القضية..

للأسف نحن سرعان/ البعض/ ما نسخر من اي تفكير من خارج الصندوق فبدلاً من مواضيع الإنشاء والتنظير والتباكي أقدم هذا الرجل مشكوراً على هكذا خطوة مباركة مطالباً بريطانيا للاعتذار على جرائمها للشعب الفلسطيني العظيم كما اعتذرت سابقا لشعوب اخرى مثل الهند وكمبوديا وكينيا والماوماو وقبرص حيث علّق:

"إن الشعب الفلسطيني ليس أقل درجة من باقي شعوب الأرض ومن حقه ملاحقة بريطانيا قضائياً تمهيداً لكل من تسبب بضرر للشعب الفلسطيني وحرمه من حقه في تقرير مصيره «

واصفاً المصري قرار محكمة بداية نابلس بانه قرار تاريخي رداً على صفقة القرن وقرار الضم »..

معلقين بقولنا: فعلاً (الطلْقة اللي ما بتصيب بتدوِشْ)!

وكما يقولون ذكّر إن نفعت الذكرى نعم ستنفع الذكرى بحالة تفعيلها إيجابياً على أرض الواقع..

شكراً لك يا شيرين يا أيقونة كل الذكريات.. يا من أعدْتِ قضية فلسطين لكل المنصّات والواجهات!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات