ما الذي يجعلك قوّيا ؟!


قرأت كثيرا وما كان في بالي أن اكون مؤلفا، فأنا لا أحب التأليف، لأن التأليف صنعة.

لذلك تأخرت 50 سنة لم انتج خلالها كتابا، رغم أن تكويني الأساسي هو كاتب.

ومنذ عام 1977 كتبت في "عرض حال" عشرات آلاف المقالات الجميلة -وغير الجميلة- التي يملأ عددٌ كبير منها، عدةَ كتب.

لكنني صبرت، وغالبت رغبتي في إصدار كتاب.

لبثت نحو 50 عاما، على أمل "أن آتي بعجل حنيذ".

لبثت إلى حين قدّرت أن لديّ ما هو جدير بالكتابة التي تليق بذائقتكم، وهنا أخشى أن يمسني قليل من التباهي أن قلت إنني كنت مصيبا.

ذلك إنني كتبت بمنتهى الحرارة والتدفق والعفوية، وايضا بممارسة المراجعة القاسية التي امتدت شهورا والتي اعتدت عليها في شؤوني كافة.

باستثناء ما رفض اصدقائي أن أنشر مادة حارة، كان رأيي أن نشرها طبيعي، خاصة وأن رواية "الخبز الحافي" للروائي المغربي محمد شكري، ما تزال تُدرّس في المدارس الثانوية المغربية، للذكور والاناث، وفيها ما فيها من حميمية، لا تقارن بما لم أُضمّنه كتابي.

وضعت في كتابي "من الكسارة إلى الوزارة" جزءا من سيرتي الذاتية، ونُبذا من سِير شخصيات بسيطة معدمة، وأماكن وأزمنة، ونُبذا من ملامح قيادات سياسية بارزة.

لقد ابرزت حكاية أبو هنوش التراجيدية، الشخصية الأمية البسيطة، التي تختزن وتختزل حكمة شعبنا.

ويجدر أن أرد ما وصلت إليه من مواقع إلى القراءة، فأنا بأربع كلمات:
صنعتني القراءة، صنعتني الكتب.
ويجدر أن أكرر السؤال الوجودي الكبير: ما الذي يوحّد الناس؟
هل هي الجيوش؟ هل هو الذهب هل هو العَلَم؟
الجواب هو: القِصص.
لا توجد قوةٌ في العالم، أقوى أو أعظم من القِصّة الجيدة، التي لا يستطيع أحدٌ إيقافها، أو عدوٌ أن يهزمها.
وسأذهب إلى قول رضوى عاشور:
“عادة ما أشعر أني قادرة على الطيران، وأنا مستقرة على مقعد، أقرأ رواية ممتعة".

أسأل الله ان يمكنكم من إرشاد ابنائكم و من ترعون وتحبون إلى القراءة، ففيها علاوة على المتعة، قوتهم وقوتكم وقوة بلادنا و أمتنا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات