الثقافة وإستشراف المستقبل


جراسا -

ربما ستكون مقالتي قاسية بعض الشيء، فالثقافة المجتمعية عنصراً مهمّاً في عملية إستشراف المستقبل، لأنّ المخرجات رُبّما تفوق قدرة العقل البشري الحالي ونحن نصارع سلبيات ثقافة مجتمعاتنا المهترئة.

- العالم يعيش الثورة المعلوماتية الخامسة ونحن نقف على الأطلال ونتسامر الماضي.
- أصبح العالم إفتراضيّاً ونحن نرى الإفتراض في الرياضيات فقط.
- العالم يتّجه نحو الرقمنة، ونحن نعتقد بأن الترقيم للّغة العربية فقط.
- الدول المتطورة التي اوصلتنا للعالم الإفتراضي جعلت القراءة للتعليم والمعرفة والتطبيق ونحن نقرأ لكي نجتاز الإمتحان البائس.
- العالم المتطور جعل من الطالب باحثاً عن المعلومة وليس متلقّياً للمعلومة.
- الطموح العالمي أن يمتلك المعلومة والمعرفة، ونحن ننتظر ما وصلوا إليه قبل عقود.
- الشعوب المتقدمة تخضع لدولة القانون وتخلق الديمقراطية الحقيقية، وتؤمن بالتشاركية، ونحن نمارس قانون صراع البقاء والوجود.
- الدول المتطورة تعقد المؤتمرات والندوات للإفادة والإستفادة، ونحن نجلس في أفخم القاعات من أجل الصورة "اللقطة".
- رجال الدول في معظم دول العالم المتقدم لديهم لجان لإستشراف المستقبل، وبعض رجالات دولتنا لديهم جواسيس لسرقة منصب هنا ووظيفة هناك.
- قادة الرأي والفكر في المجتمعات المتطورة تعمل من أجل الأوطان، وبعض قادة الراي في مجتمعنا يخططون لإفشال فلان ونجاح فلان.
- المؤلفات في الدول المتقدمة تخرج من الطباعة إلى العقول ومؤلفاتنا تركن على الرفوف.
- التعليم العالي عند العالم المتطور للبحث والإبتكار ونحن للجباية والإدّخار.
والمفارقات تطول وتطول....

السبب: المستعمرين الذين إحتلوا مفاصل الدولة وفصّلوا المؤسسات على مقاسهم وعلى عقولهم وبما يؤمِّن مستقبل أبنائهم بشكل خاص ولا غير ذلك، واليوم ينظّرون علينا ويدّعون أنهم بُناة الوطن ويقدّمون أنفسهم لجلالة الملك بأنهم المنقذون للوطن والسبيل الوحيد لخروجنا من عنق الزجاجة.
المطلوب: التخلص الفوري من الرواسب والشوائب البائسة، وتهيئة المجتمع لغرس ثقافة عصريّة تتوائم مع تطوّر المجتمعات الأخرى، والنأي بكل من ساهم ومازال يساهم في تراجع الثقافة المجتمعية وإقصاء كل من تورّث منهم حب الذات والعمل للمصالح الشخصية والقضاء على الشللية التي غرسوها في كل مؤسسات الدولة، وهذا لن يتم إلا بتغيير العقل الجمعي وتوحيد الرؤية من خلال الأحزاب البرامجية الحقيقية القابلة للتطبيق.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات