في نهج جديد ومتقدم أنشأت مديرية الأمن العام ممثلة بمدير مراكز الإصلاح والتأهيل الدكتور عمار القضاة مركز مميز وفريد في غاياته وأهدافه وأداءه لمعالجة ظاهرتي الإدمان والتعاطي بمنحة من الاتحاد الأوروبي وعلى حساب الحكومة الألمانية


ضمن مركز إصلاح وتأهيل بيرين الذي يديره العقيد مؤيد الزعبي

وقد يعتبر هذا الإنجاز تجربة جديدة وفريدة داخل مراكز الاصلاح والتأهيل بإدارة ذاتية مؤهلة .

ويعد مركز معالجة الإدمان / بيرين الوحيد على مستوى المملكة الذي تحقق بتجربة نوعية ناجحة بكافة المقاييس ، كتجربة اولى على مستوى
مراكز الإصلاح والتأهيل الأردنية لا بل على مستوى منطقة الشرق الأوسط .


حيث بادرت إدارة مراكز الإصلاح ممثلة بمديرها الحالي العميد د. عمار القضاة بإخضاع مركز إصلاح وتأهيل بيرين بإنشاء مركز علاجي مجاني داخلي لمدمني المخدرات حيث يقوم على إدارته مدير مركز إصلاح وتأهيل بيرين الحالي العقيد مؤيد الزعبي الذي بدوره يسعى مجتهداً لتحقيق أفضل النتائج واشملها ويقوم بالإشراف على المركز والعمل عليه

المقدم عبد القادر الجمل الذي يعمل بكل جهد ومن معه من أفراد وضباط صف وضباط ضمن خطط ودراسات علمية لتحقق اهداف وغايات تأهيل المدمنين وعلاجهم بالسرعة القصوى الممكنة لإعادة تأهيلهم وعودتهم فاعلين للاستفادة منهم في مجتمعاتهم ومناطقهم


حيث تبلغ طاقة المركز الاستيعابية منذ تأسيسه في الربع الأخير من عام ٢٠٢٠ ولغاية اللحظة قرابة ٤٠ شخصاً وهذا لا يفي بالحاجة ولا يحقق الغاية المرجوة في ظل نتائج الأعمال المبهرة والانجاز الذي حققه ويحققه المركز وبسبب ذلك يجري الآن السعي والمطالبة بتوسعة داخلية جديدة لزيادة عدد النزلاء في مركز معالجة الإدمان

بناء على ما يتم التعامل معه يومياً من حالات ترغب بالعلاج المجاني وذلك دليل قاطع على نجاح التجربة ومؤشر مبشر بالخير يدل على السير بالاتجاه الصحيح .

حيث استقبل المركز في هذه الفترة والفترات السابقة الكثير من الحالات الطوعية لمتعاطين ومدمنين بمحض إرادتهم وبرغبة جامحة منهم حيث كانت نتائج الاستشفاء والتعافي مبشرة وبنسبة شفاء تجاوزت ٩٦% لمتعاطين أردنيين ، وآخرين من جنسيات أخرى .

حيث بلغ إجمالي عدد الادخالات منذ تم إنشاء المركز والعمل به ولغاية اللحظة قرابة ٥٠٠ حالة تم إدخالها حيث تم تعافي ٤٧٨ حالة منها ويزيد

إن من أهم أساسيات القبول والادخال للمركز خضوع المتقدم للجنة تتكون من ثلاث جهات مختصة تعنى بالكشف الحسي على الراغب بالعلاج بعد التأكد من حالته


وفي حال الموافقة يكون هناك التزام وموافقة خطية من الراغب بالعلاج بعدم المغادرة الا في حال الشفاء التام والقناعة التامة بأن التعاطي لن يتكرر والأدمان لن يعود ابدا .

تستغرق مدة العلاج بحدها الأدنى اسبوعين الى ثلاثة أشهر بالحد الأعلى وعلى نفقة الدولة وبالمجان  ، حيث يتم تأهيل النزيل صحياً ومهنياً وثقافياً واجتماعياً من خلال محاضرات توعوية تقدمها الجهات الداعمة منها وزارة الصحة ووزارة التنمية الاجتماعية والمركز الوطني للصحة النفسية وإدارة الأمن الوقائي والإفتاء والإرشاد الديني وحماية الأسرة وإدارة مكافحة المخدرات


إن ما حققه هذا المركز والقائمبن عليه من إنجاز من خلال هذه التجربة الفتية الناجحة جعل منه محجا لبعض الجهات الخارجية والداخلية المختلفة ، والتي تعنى ببرامج ودراسات وبحوث علمية عن آفة المخدرات والتعاطي

حيث قامت تلك الجهات بزيارات عديدة ومتكررة لمركز معالجة الإدمان / بيرين كون المركز يعتبر الآن قاعدة بيانات جديدة مؤهلة رغم قصر مدة وجوده ونشأته الجديدة .

ان ما يتم تقديمه من خلال المركز الدعم المادي لعائلة النزيل في حال أثبت انه المعيل الوحيد ، ذلك من خلال التنسيق مع مندوب وزارة التنمية الاجتماعية المتواجد في مركز العلاج والذي بدوره يقوم بإرسال دراسة عن الحالة للوزارة وهي من تقوم مع دوائرها المختصة ومؤسساتها بالدراسة والتحري أيضاً للتأكد من صحة المعلومات المقدمة لإعانة ذوي النزيل وعائلته

قد خلق ذلك لدى هذه الفئة من أبناء المجتمع الطمأنينة والرغبة الأكيدة بالقبول بالعلاج في حال كانت هناك نوايا صادقة


إن مثل هذه التجربة الرائدة وما حققته من نجاح باهر تستحق أن تكون على مستوى اقاليمنا الثلاث الجنوب والوسط والشمال ، إن لم تكن في كافة مراكز الإصلاح والتأهيل المنتشرة داخل المملكة ومن اساسيات عملها الهامة والضرورية

ذلك لتصحيح مسار البعض وردعه بفكر واسلوب حسن خصوصاً إذا ما بقي العلاج والتأهيل بالمجان في ظل ظروف اقتصادية صعبة وتكلفة علاج باهظة في القطاع الخاص لعلمنا جميعاً بأن آفة المخدرات أصبحت هم يؤرق الجميع وما تشكله من قلق نفسي لكافة مكونات المجتمع الأردني من كافة النواحي سواء كانت مادية أو اجتماعية أو غير ذلك

مما يتطلب منا جميعاً السعي والبحث عن مخرجات تجنبنا لتبعات هذه الآفة الدخيلة والخروج منها بأقل ما يمكن من خسائر